المستثمرون ينشطون سكنياً في «وسط بيروت» ويترددون في بناء المكاتب

TT

يبقى وسط بيروت التجاري (منطقة سوليدير) محط انظار الشركات المحلية والاجنبية، املا في الحصول على مقار لها، او مكاتب تمثيلية. ولكن الواقع حتى الآن لا يبدو على قدر الآمال والتمنيات. وهذا يعود، بحسب مسؤول في التنظيم المدني، الى ثلاثة اسباب كانت ولا تزال في اساس النقص في عرض المكاتب.

اول هذه الاسباب هو نقص مواقف السيارات قياساً بسيل السيارات والمتدفق يومياً على المنطقة، إما للعمل، وإما للتنزه، واما للاسترخاء في احد المطاعم او مقاهي الرصيف.

والسبب الثاني هو كون المكاتب المعروضة ذات مساحات صغيرة جدا قياسا بالطلب المتزايد على المساحات الواسعة. وأما السبب الثالث فيعود الى ارتفاع بدلات الايجار (بين 175 و200 دولار للمتر المربع الواحد) في سوق يمكن الحصول فيها على مكاتب حديثة مع مواقف للسيارات في منطقة الاشرفية او منطقة رأس بيروت بسعر يراوح بين 100 دولار و150 دولارا للمتر المربع الواحد.

ومن هنا يتردد بعض المستثمرين في اقامة مباني المكاتب في منطقة سوليدير، مفضلين اقامة الابنية السكنية الفاخرة. ومع ذلك، فان الامر، لا يخلو من بعض المحاولات الاستثمارية الجديدة في «البناء المكتبي»، كما هي الحال بالنسبة الى مبنيي «توبارك افينيو» و«بيريمتر» في منطقة باب ادريس (الجزء الغربي من سوليدير)، ومبنى «24 افينيو دو بارك» ـ الذي انجز حديثا ـ ومبنى «بيريتوس» في منطقة ميناء الحصن. وحسنا فعل المستثمرون باقامة هذه الابنية حول مشروع اسواق بيروت في منطقة المارينا السكنية.

ولا شك في ان هذه الابنية ستلبي قسما من الطلب المتزايد على المكاتب من جانب الشركات المحلية والدولية التي تصر على الاستقرار في سوليدير بدافع التمايز، خصوصا ان هذه الابنية تقدم مواصفات عالية بدءاً من سهولة الوصول اليها عبر كل المحاور، وانتهاء بمعايير الامن والامان، مرورا بالهندسة العالية التقنية، وكبر المساحات، باعتبار ان الطبقة الواحدة تراوح مساحتها بين 500 و700 متر مربع، فضلا عن المساحات غير المجزأة، والمواقف المتعددة والاتصالات المتطورة.

وتعتبر شركة «رامكو» العقارية، في دراسة حديثة لها، ان البدلات الاعلى تراوح حاليا بين 250 دولارا و275 دولارا للمتر المربع الواحد في ابنية الوسط التجاري الحديثة، وترجح ان يرتفع الى ما بين 300 دولار و325 دولارا للمتر المربع كبدل ايجار، والى 3 آلاف دولار كثمن مبيع المتر.

واذا كانت هذه الاسعار مرتفعة بالنسبة الى سوق بيروت، فانها تبقى مقبولة على المستوى الاقليمي. وهذه نقطة مهمة لمصلحة وسط بيروت التجاري في مواجهة مراكز الاعمال الناشئة كدبي و«كويت سيتي» والدوحة. واذا كان الجو العام في لبنان يحد من عزم بعض الشركات الاجنبية على التوجه الى بيروت، فان اللحظة التي يستقر الوضع فيها ستؤذن بعودة بيروت نقطة الجذب الاساسية.

نشير هنا الى ان هناك اكثر من 500 شركة موزعة على اكثر من 120 مبنى، تشغل مساحة اجمالية من المكاتب تزيد عن 350 الف متر مربع.

وتكشف دراسة «رامكو» الى ان نسبة اشغال المكاتب في سوليدير تناهز 65 في المائة واكثر كما هي الحال في ابنية «اتريوم» ومبنى صحيفة «النهار»، و«ستاركو»، وبعض اقسام مباني «اللعازارية»، و«الكابيتول» و«شاكر وعويني»، لكن عدداً آخر من الابنية والمكاتب لا يزال غير مشغول.