سوق مبيعات البيوت الأميركية يهبط بنسبة 5.7% تقريبا

عدد المنازل المعروضة للبيع وصل إلى رقم قياسي

TT

كان بيع البيوت خلال السنوات القليلة الأخيرة سهلا، فكل ما كنت تحتاج إليه هو وضع علامة «للبيع»، ثم نظم لقاء مفتوحا وتدارس العروض المتعددة واختر المشتري الذي يدفع أكثر مما طلبته، ثم تستطيع أن تتباهى أمام أصدقائك عن كمية ما حصلت عليه.

لكن ذلك كان في الماضي، فما هو الوضع اليوم؟، يمكنك أن تحصل على مشتر، لكن المشتري شديد الرغبة بالشراء والمستعد دفع أي مبلغ كان قد انتهى، حسبما يقول وكلاء المؤسسات العقارية.

والسبب في ذلك يعود إلى وجود علامات عن أن سوق العقارات التي عرفت ارتفاعا حامي الوطيس للأسعار، قد بدأت تبرد أخيرا. فعلى سبيل المثال قالت وزارة التجارة إن مبيعات البيوت الجديدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، هبطت عما كان متوقعا بكثير، والأسعار المتوسطة هبطت بحوالي 5.7%، وعدد البيوت الجديدة المعروضة للبيع زادت إلى رقم قياسي هو 493 ألفا. وقال فريدي ماك، إن الطلب على القروض العقارية انخفضت كثيرا هي الأخرى في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وهذا الانخفاض في الطلب غير مقتصر على مدن كبيرة مثل نيويورك أو سان دييغو، بل هي أصبحت بارزة في مدن أميركية أخرى مثل لاس فيغاس وغيرها.

لا يتوقع الاقتصاديون وأكثر وكالات العقار من وقوع انهيار لأسعار البيوت، على عكس بعض المتشائمين الذين يتحدثون عن أن انفجار «الفقاعة» أمر لا بد منه. بدلا من ذلك هم يقولون إن درجة حرارة سوق العقارات في طور الانخفاض من مستوى غير صحي يبلغ حوالي 40 درجة مئوية إلى حوالي 38 مئوية. وقالت بام أوكونر، المديرة التنفيذية لوكالات العقار في شيكاغو «السوق يستقر، لكن ليس هناك انهيار كبير يجري حاليا». وقال توني مارتينيز، وكيل العقارات في كاليفورنيا، مؤيدا «الكثير من المشترين يريدون أن يأخذوا قسطا من الوقت قبل أن يقدموا عرضا».

لكن ريتشارد دو كاسير، الاقتصادي في «ناشونال سيتي»، قال «إن ارتفاع أسعار البيوت الصاروخي الذي وقع خلال السنوات الخمس الأخيرة قد وصل قمته في الصيف الماضي، وما سنراه هو انخفاض درامي في تقييم الأسعار». مع ذلك، فهو يتوقع حدوث انخفاض في الأسعار بالنسبة للأسواق ذات المجازفة العالية.

وسبب برود سوق العقارات قلقا بين وكالات العقار، وقال مارتنيز من وكالة «القرن الواحد والعشرين» في كاليفورنيا «الآن هناك وسطاء عقارات في المكتب يذهبون إلى مكاتب الوكالات الأخرى ليسألوا: لمَ لم يبع هذا العقار؟». وعلى الرغم من أن البزنس في طور التباطؤ، فإن ذلك ليس كافيا كي يخلق سوقا حقيقية للمشتري. مع ذلك فإن السجلات الرسمية تتنامى بشكل تشير عبرها إلى وقوع تحول من السنوات التي كان باعة البيوت قادرين على وضع الأسعار التي يحبونها، حسبما قال دين بيكر، نائب مدير «مركز البحوث السياسية والاقتصادية» في واشنطن، وأضاف «فجأة، خابت توقعات الكثير من باعة البيوت».

ويكمن جزء من المشكلة حسبما يقول بيكر، هو أن باعة البيوت اليوم يطلبون أسعارا لها يتماثل مع ما كان يُطلب من أسعار لبيوت بنفس المستوى قبل ستة أشهر مع وضع زيادة 10% للمناورة في السعر، هذه الصيغة أصبحت غير مناسبة اليوم.

* خدمة «يو أس ايه توداي» (خاص بـ «الشرق الأوسط»)