«مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» ترفع معدل الحركة التجارية.. وأعين التجار على رابغ

توقعات بانتعاش الحركة العقارية في المنطقة الغربية

TT

جاءت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتؤكد توجه الحكومة السعودية نحو تفعيل جذب الاستثمارات الأجنبية ونمو الاٌقتصاد الوطني في ظل متابعة الملك عبد الله، خاصة ان السعودية شهدت في الآونة الأخيرة العديد من الإصلاحات الاقتصادية.

ويعتبر مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي تبلغ تكاليف إنشائها 100 مليار ريال(27 مليار دولار) مستقبلا جديدا لفكر الحكومة السعودية التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وإثراءها عبر دعم فكرة إنشاء هذه المدينة بتقديم التسهيلات للقطاع الخاص والذي سيعمل على إنشاء هذا المشروع العملاق كأكبر مدينة اقتصادية متكاملة ستعد نموذجاً يحتذى لاستكمال مسيرة البلاد نحو الاندماج في الاقتصاد العالمي وتعزيز مكانتها كأكبر اقتصاد في العالم.

وستعمل هيئة الاستثمار في السعودية على استقطاب وجذب المستثمرين السعوديين والأجانب للمنطقة مع الالتزام بإنهاء كافة الإجراءات والتراخيص المطلوبة منهم لبدء المشاريع خلال أسبوع من تقديم الطلب وذلك بتنسيق بين الهيئة والجهات الحكومية ذات العلاقة.

وبدأت أعين الكثير من المستثمرين السعوديين والأجانب بالتوجه إلى منطقة رابغ في الوقت الذي يشير فيه الكثير من المراقبين الاقتصاديين الى أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية جاءت لتكون مدينة حديثة لجذب رؤوس الأموال ونموذجا لاستقطاب الاستثمارات الضخمة ودرساً لمن رغب في الاستثمار خارج البلاد، بمعنى ان من يرغب في الاستثمار عليه تقديم الفكر الجديد والحديث، كون مدينة الملك عبد الله الاقتصادية هي مدن داخل مدينة إذ تبلغ مساحتها 55 مليون متر مربع، حيث تضم 6 مناطق رئيسية هي الميناء البحري الذي سيضاهي اكبر الموانئ العالمية، والضاحية الصناعية التي تعتبر محطة صناعية هامة ومحوراً للعمليات اللوجستية، والجزيرة المائية، التي ستصبح مركزاً مالياًَ وتجارياً، ومدارس ومراكز خدمات طبية، خاصة أن المطور الرئيسي هو شركة إعمار العقارية التي تعتبر اكبر الشركات العقارية في العالم من حيث القيمة التسويقية التي تتجاوز 60 مليار دولار، مدرجة في سوق دبي المالي ومؤشر داو جونز «ارابيا تايتنيز»، إذ أن دخولها للسعودية كان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما أعلنت عن تحالف مع الشركة الأولى للتطوير السعودية رائدة التطوير العقاري في السعودية، والذي انشأ شركة إعمار الشرق الأوسط التي تطور عددا من المشاريع مثل «جدة سيتي» التي تقع في قلب مدينة جدة، بالاضافة إلى تلال جدة ايضاً التي تقع في نفس المدينة، شريكتها شركة عسير السعودية التي تعمل في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة والزراعة والعقارات وأعمال المقاولات، بالاضافة إلى مشاركة العديد من الشركات السعودية منها شركة بن لادن السعودية، وسيتم طرح 30 في المائة للاكتتاب العام في المشروع في المستقبل.

وكشف عدد من العقاريين ان التوجه الجديدة للشركات العقارية ستتوجه نحو مدينة رابغ ،مشيرين إلى الارتفاع المتوقع في اسعار الأراضي بعد الإعلان والعمل في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، إذ ذكر محمد العليان الخبير العقاري أن الإعلان عن المشروع يمثل منعطفاً هاماً في تاريخ الاقتصاد السعودي خاصة انه سيتم ضخ ما يقارب 100 مليار ريال (27 مليار دولار) و500 ألف فرصة عمل، مما يعطى مؤشرات إيجابية لانتعاش السوق العقاري بشكل عام في السعودية على دعم الحكومة من خلال الموافقة على اقامة مثل هذه المشاريع، مشيراً الى عودة الثقة التي فقدت في السوق بعد الدعم المباشر الذي تقدمه الحكومة.

وذكر العليان ان الهيئة العامة للاستثمار مطالبة بطرح مثل هذه الفرص على الشركات الوطنية والشركات العالمية لتقديم ما يمكن تقديمه عبر تلك المشاريع، خاصة بوجود شركات سعودية تعمل باحترافية عالية بمقاييس عالمية.

وأوضح أن السعودية تعمل لتواكب المرحلة الحالية التي تتطلب مثل هذه المشاريع، خاصة بعد الدخول لمنظمة التجارة العالمية، وبالتالي من الممكن ان تكون مدينة الملك عبد الله الاقتصادية منطقة تجارية حرة تقدم الدعم المختلف عبر المطار الذي سيدشن فيها والميناء الذي يتوقع ان يكون من أكبر الموانئ العالمية، وسيفتح خط تجاري بحري وجوي جديد للسعودية لتكييف مع المرحلة الجديدة، بالاضافة إلى مركز مالي، مما يستقطب المؤسسات المالية والعالمية والإقليمية، ويدفع الشركات والمؤسسات إلى الحضور الى المدينة.