مدينة الملك عبد الله بداية لانطلاق مدن صناعية نموذجية في السعودية

شركات الإسمنت تتهيأ لزيادة إنتاجها لتلبية الطلب لإنشاء المدينة

TT

أكد عبد العزيز العجلان رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية في الرياض ان اطلاق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية جاء ليثبت الحقائق ان السعودية جادة في الاصلاح الاقتصادي، ومصادقة لنقلة السعودية من المرحلة الماضية إلى المرحلة القادمة بطفرة في جميع المجالات، مشيراً إلى ان الفكرة والرؤية الواضحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز باتتا واقعا مملوسا من خلال ما يتم طرحه وتشييده من مشاريع اقتصادية عملاقة واصداره لانظمة حديثة تتناسب مع الوقت الراهن والذي يتطلب الكثير من المرونة وقمع البيروقراطية والانفتاح المعتدل.

وذكر العجلان ان اطلاق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية هو بداية لاطلاق مدن جديدة اقتصادية ذات افكار مبتكرة وحديثة في مختلف مناطق السعودية والتي تتمتع بمساحة كبيرة وتطل على عدد من الجهات والممرات المؤثرة كالبحر الاحمر والخليج العربي، موضحاً ان الطفرة الحالية في البلاد ستفوق جميع الطفرات السابقة التي مرت على السعودية وذلك عبر الارقام التي تسجلها هذه الطفرة، الامر الذي يجعل السعودية أكبر البلدان الخليجية والعربية في العمق الاستراتيجي والمؤثرة على دول المنطقة.

وأضاف، ان البلاد تشهد طفرة عقارية كانت بحاجة إلى تنظيم واضح وساعدت قرارات الملك عبد الله الاخيرة على تنظيم السوق بمختلف قطاعاته، واطلاق المدينة سيعمل على ارجاع الثقة المفقودة في السوق على دعم الحكومة للمشاريع ذات الجدوى الاقتصادية.

وأكد ان تأثير اطلاق المدينة على السوق العقاري سيكون واضحاً خاصة في المدن المحيطة. إلى ذلك أوضح مازن صالح رئيس اللجنة التجارية بمجالس الغرف التجارية بالسعودية «إن مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمدينة رابغ يعتبر احدى الخطوات الهامة في مسيرة التطور الاقتصادي واهم الايجابيات في المشروع هو إيجاد فرص وظيفية للعديد من الشباب السعودي».

وأضاف، إن رجال الأعمال يجب عليهم الالتفات إلى هذه المدينة وإعطاؤها جانب من الاهتمام لأنها تعتبر الرئة الصناعية الثانية لرجال الأعمال في المنطقة لقربها من مدينة جدة، مشيرا إلى أن هذه المدينة من شأنها تكوين تكامل اقتصادي كبير في البلاد.

وبين إبراهيم السبيعي عضو مجلس إدارة بنك البلاد أن المشروع سيحدث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي خاصة وانه سيتم طرح 30 بالمائة من المدينة للاكتتاب مستقبلا وهذا سيحدث زيادة في حجم التداولات في سوق الأسهم السعودية.

إلى ذلك يرى بعض المراقبين في سوق الاسمنت السعودي ان حجم إنتاج مصانع الاسمنت في البلاد قد لا يكفي لتغطية المدن التي ينتج فيها وليس أمامهم سوى استيراد الاسمنت من الخارج من اجل إنشاء مدينة الملك عبد الله الصناعية، في الوقت الذي أكدوا إلى أن شركات الاسمنت ستعمل على زيادة إنتاجها خلال المرحلة المقبلة لتغطية طلبات السوق وخاصة فيما يخص إنشاء مدينة الملك عبد الله.

وتقع مدينة رابغ على ساحل البحر الأحمر على خط طول 39 درجة ودائرة عرض 22.48 غرب السعودية وتبعد عن مدينة جدة نحو 150 كليومترا، وتحدها من الشمال منطقة المدينة المنورة، ومن الجنوب محافظة جدة. ومن الغرب البحر الأحمر ومن الشرق محافظة خليص، وتبلغ مساحتها 14000 كيلومتر مربع، وادارياً تتبع محافظة رابغ لامارة مكة المكرمة.

وتعتبر محافظة رابغ من المدن التاريخية والقديمة في نفس الوقت، حيث بها ميقات الجحفة وهو ميقات لأهل مصر والشام ويمر بها الطريق الدولي الذي يربط رابغ ويفصلها إلى جزءين شمالي وجنوبي، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 35000 نسمة ما بين مواطن ومقيم، يعمل بها عدد من الشركات الكبرى مثل شركة ارامكو السعودية، وشركة اسمنت العربية، ومحطة لتحلية المياة.

وتبعد رابغ عن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية نحو 50 كيلومترا، ومع ذلك فإن المدينة مرشحة لان تكون منطقة لعمليات بناء أكبر المدن الاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط، وذلك لوجود مقومات تساعد على دعم عمليات البناء في المدينة كمصنع للاسمنت ووجود شركات كبيرة وهي الاقرب للموقع، قبل مدينة جدة والتي تبعد عن موقع المشروع 90 كيلومترا.