مستثمرون عقاريون يتوجهون نحو المجمعات السكنية المتوسطة في لبنان

امتلاك السكن الريفي بعيدا عن المدينة يجتذب المشترين الجدد

TT

تركزت معظم المشاريع السكنية في لبنان حتى الآن على المجمعات الضخمة والفخمة في آن واحد، والموجهة الى ميسوري الحال من اللبنانيين والمغتربين والرعايا الخليجيين الذين يقبلون على التملك السكني في لبنان. وتكاد هذه المشاريع تنحصر بالواجهات البحرية الممتدة منطقة الرملة البيضاء (غرب بيروت) حتى الكسليك (شرق العاصمة) مروراً بمنطقة سوليدير ومنطقة ساحل المتن الشمالي.

وعلاوة على هذه المجمعات، كان المستثمرون العقاريون يركزون على بناء الشقق الفخمة خارج العاصمة، وما وراء الواجهات البحرية حتى بدأ لبنان يعاني، في السنوات الماضية، تخمة في الشقق الفخمة الشاغرة، بسبب تجاوز العرض الطلب على هذا النوع من الشقق التي تراوح اسعارها بين 300 الف ومليون دولار وتصل الى 5 ملايين دولار في بعض المباني.

وفي ضوء تراجع الطلب على الشقق الفخمة، إما بسبب الظروف السياسية والأمنية الراهنة التي يعيشها لبنان، وإما بسبب تراجع الطلب ربطاً بارتفاع اسعارها الاضافي الناجم عن ارتفاع اسعار الاراضي ومواد البناء الاولية، بدأ المستثمرون يتجهون الى إنشاء مجمعات سكنية موجهة الى الطبقات المتوسطة من اللبنانيين، بعدما كان العرض في هذا المجال يقتصر على ابنية شعبية او تجارية تنبت كالفطر في كل الضواحي والمناطق.

ويشرح طوني نضور، احد اصحاب هذه المجمعات السكنية، لـ«الشرق الاوسط» هذا التوجه الجديد للبناء السكني في لبنان، فيشير الى ان «مشروعنا نضور فيلدج في منطقة وادي شحرور الريفية (جنوب شرقي العاصمة) هو الاول من نوعه في المنطقة، موجه اساساً الى ابناء المنطقة، واللبنانيين المتوسطي الحال من موظفين في القطاعين العام والخاص، ولمن تسمح لهم مداخيلهم بالاقتراض السكني، وتراوح مساحات الشقق بين 140 متراً مربعاً و220 متراً مربعاً. ونطرح سعر المتر بـ 500 دولار في هذه المرحلة على ان نعيد النظر فيه بعد ثلاثة او ستة شهور».

ويقول «ان المشروع بمثابة قرية متكاملة من حيث الخدمات (إنترنت، ملاعب، ساتلايت، حضانة، اندية، احواض سباحة ومحال تجارية) ويقوم المشروع على 10 آلاف متر مربع». ويوضح «ان ما شجعنا على هذا المشروع اسعار العقارات التي لا تزال مقبولة في المنطقة وهي تراوح بين 90 و140 دولاراً للمتر المربع».

ويشير الى ان «المنطقة يتزايد فيها الطلب على الوحدات المتوسطة، والمشغولة باتقان، لأن العديد من البناء التجاري تعرض لمشكلات بين البائع والمشتري، إما بسبب سوء تصرف احد الطرفين، وإما بسبب رداءة البناء المنجز، علماً بان كثيرين ممن اشتروا وحدات شعبية اضطروا لبيعها لاحقاً وشراء بديل منها وان كان باسعار اعلى».

ويؤكد «ان المستقبل في لبنان هو للسكن الاخضر، اي سكن الارياف الذي يحافظ على نسبة عالية من البيئة الخضراء، كما هي الحال في مشروع نضور فيلدج، حيث خفض استثمار الاراضي في المنطقة من 50 في المائة الى 25 في المائة للمحافظة على الطبيعة والبيئة الخضراء وتوفير السكن الهادئ والقريب من العاصمة في آن واحد».