على ضوء الإحصاءات التي تنشرها الصحافة المتخصصة، يتبين أن الثمن الوسطي للمساكن الفردية المتوسطة في بروكسل تراوح بين 253 الف يورو، و 500 ألف يورو. أما معدل الأسعار لشقة متوسطة فقد تراوح بين 75 الف يورو و 000 الف يورو وذلك حسب الحي الذي تقع به .
وهكذا بلغ مستوى الزيادة في أسعار المساكن الفردية وفي أسعار الأراضي القابلة للبناء وفي أسعار الشقق خلال السنوات الخمس الأخيرة ما يقارب 30% و 50% و70% على التوالي، وذلك حسب ما صرح به امس محمد العربي الهراس الامين العام لغرفة التجارة العربية البلجيكية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، والذي اضاف ان الغرفة تهتم بمجال العقار في بلجيكا وسبق ان اعدت دراسات مستفيضة حول هذا الشأن حتى تكون في متناول رجال الاعمال العرب الذين يرغبون في معرفة أي معلومات تتعلق بسوق العقار في بلجيكا وعليه يستطيع من يرغب في استثمار امواله في هذا المجال ان يحدد خطواته المستقبلية. واضاف الهراس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الاوسط» قائلا «تابعت أسعار السوق العقارية ارتفاعها سنة 2005 في بروكسل لعدة أسباب من بينها الطلب المتزايد وعدم وفرة الأراضي القابلة للبناء، حيث انخفض عدد قطع الأراضي التي تم بيعها للبناء من 899 قطعة سنة 1988 إلى 303 قطعة سنة 2004 .
كما شهد بيع المساكن الفردية تراجعا مستمرا، فانخفض بنسبة 25% إلى 43% حسب البلديات وذلك نظرا لتراجع عدد المساكن المعروضة للبيع.
لذلك تبقى سوق الشقق أكثر رواجا حيث تم بيع 10252 شقة سنة 2004 مقابل 8000 سنة 2000، علما بأن مستوى الأسعار يتباين حسب الأحياء. إلا أن الثمن الأدنى لشقة متوسطة أصبح يتعدى 125 الف يورو في غالب الأحيان.
ويلاحظ على ضوء آراء المختصين في السوق العقارية نوع من الهدوء في وتيرة الزيادة في الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية من سنة 2005، خلافا لسنة 2004 .
وتجدر الإشارة إلى أن مشتري المنازل والشقق في بروكسل هم من البلجيكيين أولا يليهم الألمان والهولنديون على التوالي. أما المشترون الجدد فهم في غالب الأمر من المستثمرين الآيرلنديين وكذلك الشرق أوسطيين، علما بأن البلجيكيين يبقون بطبيعة الحال أسيادا في بلادهم.
ومن جهة أخرى، يتراوح الاستثمار في القطاع العقاري البلجيكي من سنة إلى أخرى ما بين 2 و 4% من الاستثمار في القطاع العقاري في أوروبا.
وتعتبر بلجيكا من الدول التي تحظى باهمية خاصة نظرا لان عاصمتها بروكسل هي في نفس الوقت عاصمة اوروبا الموحدة وتضم المؤسسات التابعة للاتحاد الاوروبي مثل البرلمان والمفوضية والمجلس الوزاري، كما انها تضم مقر حلف شمال الاطلسي (الناتو). وتستحوذ المنطقة الفلامنكية الناطقة بالهولندية على 62.6% من حجم السوق العقارية البلجيكية تتبعها المنطقة الوالونية الناطقة بالفرنسية بنسبة 22.6% من السوق ومنطقة بروكسل 15.1%.
أما إذا أخذنا بعين الاعتبار نوعية العقار، فنجد أن حصة الشقق تصل إلى 21.7% من السوق، والمساكن الفردية 46.5%، والأراضي القابلة للبناء 6.8%، والمحلات التجارية والمنازل المخصصة للكراء 14.1%، والمكاتب 2.3%، والأراضي والعقارات الموجهة للأنشطة الصناعية 3.1%، والأراضي الزراعية 1.4% .
وتقع بلجيكا على بحر الشمال ويبلغ طول ساحلها 70 كم تقريبا. وتتوفر فيه مراكز اصطياف ومدن شاطئية أهمها : كنوك هويست وأوستند ودوبان. وقد شهدت المنطقة الساحلية البلجيكية نشاطا عمرانيا متميزا خلال السنوات الأخيرة انعكس على مستوى أسعار العقار. واشارت دراسة كانت الغرفة قد نشرتها في وقت سابق الى ان أسعار المساكن الفردية في بروكسل تضاعفت تقريبا منذ سنة 1990 وتضاعفت 20 مرة منذ نصف قرن. غير أن الأسعار في العاصمة البلجيكية تبقى أقل من أسعار العواصم العالمية الأخرى، فعلى سبيل المثال، يقدر ثمن شقة مؤلفة من غرفتين تقع في مركز مدينة بروكسل 150 الف يورو، بينما يصل ثمن شقة مماثلة في باريس إلى 400 الف تقريبا و 800 الف في لندن ونيويورك وطوكيو (معطيات سنة 2003) .
أما ميدان الإيجار، فقد بقي مستواه أقل من المستويات الموجودة في المدن الأوروبية الكبيرة الأخرى رغم الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق في السنوات الأخيرة. وفي ما يتعلق بالاستثمار تلاحظ منذ سنة 2002 عودة المؤسسات البلجيكية إلى السوق العقارية بعد أن أهملتها خلال فترة نمو السوق المالية البلجيكية.