بيروت: شارع الحمراء يستعيد بعض ماضيه

مستفيدا من بدلات الايجار المعقولة وعوامل جاذبة

TT

شارع الحمراء، الكائن في الشطر الغربي من بيروت، والذي كان يعرف بالشارع الذي لا ينام، حيث كان اللبنانيون المثقفون والسياح العرب والاجانب يلتقون فجراً على فنجان قهوة في احد مقاهي الرصيف التي اشتهرت في تلك الآونة من النغرسكو الى البرمكي، الى الاكسبرس، والستراند والدورادو، تغيرت اليوم معالمه ويكاد يقفر من الساهرين والمارة بعد الساعة العاشرة ليلاً، خصوصاً بعد اقفال آخر مقهى رصيف (مودكا) قبل فترة، وهو ما اعتبره البعض بمثابة جريمة بحق الساهرين، وازالة لآخر معالم التلاقي.

ومع ذلك، يقتنع المستثمرون بأن شارع الحمراء مهيأ مجدداً ليكون شارع المقاهي والمطاعم والمحال التجارية المقبولة الاسعار ـ بعدما توزعت مؤسسات الماركات الفخمة بين شارع فردان والاشرفية ـ بحيث تكون تلك المحال والمقاهي والمطاعم مهيأة لاستقبال الطلاب وموظفي المؤسسات المجاورة، والسياح والزبائن الراغبين في اخذ قسط من الراحة بعد عناء الشراء.

ويلاحظ عدد من المبادرات التي بدأت تعيد الى شارع الحمراء سمعة السبعينات، ومنها مطعم «لاينس» في فندق بلازا، ومطعم «دو براغ» في شارع المقدسي الموازي لشارع الحمراء، ومطعم «غراون» في مركز جفينور، و«رورستردانير» في مبنى «تاج تاور». وهناك مجموعة مهنيين يدرسون عدداً من المبادرات المماثلة مستفيدين من بدلات الايجار المعقولة التي تراوح بين 100 و400 دولار للمتر المربع الواحد.

وبالاضافة الى ذلك، يعزو الخبراء العقاريون اهلية شارع الحمراء المتجددة، الى مجموعة من العوامل ابرزها ان المنطقة لا تزال منطقة اعمال، ومنطقة تجارية يتهافت عليها آلاف الاشخاص يومياً، فضلاً عن وجود مستشفى الجامعة الاميركية وعدد من المؤسسات الجامعية واكثر من 50 فندقا ومؤسسات شقق مفروشة، علماً ان دور السينما غابت عن الشارع، وهذا الغياب هو الذي ساهم في ازالة صفة «الشارع الذي لا ينام».

ولا يهمل المستثمرون المحاور الموازية لشارع الحمراء القريبة من الجامعة الاميركية، والواقعة في قلب منطقة الشقق المفروشة التي تغص بالطلاب.

ويقول خبير في شركة «رامكو» العقارية: «فيما يلفظ شارع مونو ـ شارع الاندية الليلية والمطاعم ـ انفاسه، وبينما ترتفع بدلات الايجار بشكل جنوني في منطقة الجميزة ـ المحاذية لسوليدير ـ وفي الوقت الذي تراجعت جاذبية العاصمة، يبدو شارع الحمراء مجدداً منطقة جغرافية حافلة بالفرص الاستثمارية المتناغمة مع ماضي هذا الشارع، ولو بشكل جزئي».