لبنان: منطقة ضبية تتهيأ لانطلاق أكبر المشاريع العقارية لإقامة «سوليدير» ثانية

الأسعار تتضاعف .. وزحمة مشاريع تجارية وسياحية وسكنية

TT

تتهيأ منطقة ضبية الواقعة على ساحل المتن الشمالي (شمال بيروت)، لاقامة سوليدير ما يشبه ثانية فيها بعدما ابرمت شركة «ووتر فرنت سيتي» المملوكة من مستثمرين لبنانيين وخليجيين، صفقة عقارية ضخمة مع شركة جوزف خوري التي تملك مارينا اليخوت القائمة على ذلك الشاطئ ومساحات كبيرة من مشروع ردميات ساحل المتن، وتناولت الصفقة شراء 105 عقارات تبلغ مساحتها الاجمالية 193655 متراً مربعاً، وقدر ثمن الصفقة بـ 250 مليون دولار.

وكان مجلس الوزراء اللبناني قد وافق في جلسة سابقة، وبموجب المرسوم الرقم 11614، على تملك شركة «ووترفرنت سيتي» عقارات في منطقة ضبية من اجل اقامة مدينة على شاطئ البحر تطل على مرفأ بيروت، ومن ضمنها مشروع سياحي سكني تجاري مالي متكامل.

وتشكل العقارات المباعة جزءاً من مشروع ردم ساحل المتن الشمالي الذي بوشر بتنفيذه في عهد الرئيس الاسبق امين الجميل، انطلاقاً من فكرة نسيبه الوزير والنائب الراحل موريس الجميل. وقد وقع الالتزام يومها على رجل الاعمال جوزف خوري، وعلى الراحل الرئيس رفيق الحريري يرحمه الله، الا ان الاخير ما لبث ان انسحب من المشروع مخلياً الساحة لخوري وحده.

وكان المشروع يتضمن نحو 4 ملايين متر مربع من الردم على ان ينفذ في غضون عشر سنوات، ويمتد بين نهري بيروت والكلب، الا ان الاحداث التي شهدها لبنان اخرت تنفيذ المشروع، وبعيد استكماله نشب خلاف بين صاحب المشروع وبعض اركان السلطة في عهد الرئيس الياس الهراوي افضى الى حل يقوم على مبدأ «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».

واذا كانت منطقة ضبية شكلت مرفأ لتموين الميليشيات بالذخيرة وغيرها زمن الحرب، فإن المنطقة الردمية بكاملها بقيت قيد الدرس حتى عام 1996، لذلك لم تشهد حتى هذا التاريخ اي منشأة او استثمار من اي نوع كان.

ويقول مدير مؤسسة «كونتوار الامانة» العقارية وديع كنعان لـ «الشرق الاوسط»: ان اول منشأة اقيمت في المنطقة تولاها المساهم الاساسي في المشروع جوزف خوري، وهي كناية عن مارينا لليخوت ما لبثت ان تحولت جاذباً لاصحاب اليخوت العالميين الذين شاركوا في مجموعة كبيرة من المعارض التي نظمتها الشركة الدولية للمعارض، كما كانت هذه المارينا الحلقة الاولى في سلسلة الاستثمارات التي تتالت في المنطقة بدءاً من المشروع التجاري الاول الذي اقيم الى جانب المارينا وضم اهم المؤسسات العالمية المعروفة وعدداً من المطاعم الفخمة. اضاف: وفي السنتين الاخيرتين كرت سبحة المشاريع، خصوصاً بعد تشجيع الجانب الشرقي من الاوتوستراد الساحلي الذي يفصله عن القسم الردمي، وبعد تشبع او شبه تشبع منطقة سوليدير (وسط بيروت التجاري)، وكان ابرز تلك المشاريع «مارينا سيتي»، الذي طرحت اسهمه للاكتتاب بسعر 100 دولار للسهم الواحد على ان يغطي الاكتتاب 30% من كلفة المشروع المقدرة بـ 116 مليون دولار. وهذا المشروع سكني وتجاري وسياحي، ويضم فندقاً من فئة (خمس نجوم)، وهو يقوم على مساحة 20 الف متر مربع، وسينضم الى قطاع التملك الحر Times hare.. وكانت مجموعة الفطيم الاماراتية قد اشترت 30 الف متر مربع في تلك المنطقة لاقامة مشروع سياحي وتجاري يتضمن فندقاً من فئة خمس نجوم و«مول» سيحمل اسم «كارفوري».

وبعدما اقام الوزير السابق النائب ميشال المر قصراً للمعارض والمؤتمرات في المنطقة، يستعد اتحاد بلديات المتن الذي ترأسه كريمته ميرنا المر لاقامة حديقة عامة كبرى الى جانب المركز الرياضي الذي تشرف على بنائه وزارة الشباب والرياضة. وقد ادت كل هذه المشاريع الى رفع سعر المتر المربع الواحد الى ما بين 1600 و2200 دولار، اي ما نسبته 60% عما كان قبل تنفيذ المشاريع المشار اليها. ويتوقع كنعان ان يواصل هذا السعر ارتفاعه ليلامس 3 آلاف دولار وينافس بذلك سعر المتر في منطقة سوليدير.

ويعزو كنعان الطلب العقاري المتصاعد في منطقة ضبية وامتدادها الردمي الى مجموعة من الاسباب «ابرزها كون هذه المنطقة امتداداً لسوليدير ومتنفساً لها في الوقت نفسه، بالاضافة الى كون هذه المنطقة ذات واجهة بحرية طويلة، ورفع نسبة الاستثمار فيها الى 40% سطحياً والى 2.2 مرة مساحة العقار ارتفاعاً، واستكمال البنية التحتية، وربط المنطقة بشبكة الاوتوسترادات».