منطقة «اليرزة» اللبنانية تستأثر باهتمام النخب اللبنانية والخليجية

نشاط عقاري جديد ينعش توجه المستثمرين

TT

عادت منطقة «اليرزة»، احدى ضواحي بيروت الشرقية، والمصنفة منذ اكثر من اربعة عقود منطقة فيلات وقصور، تستأثر باهتمام النخب اللبنانية والسفارات والرعايا الخليجيين بعد فترة من الجمود فرضها الوجود العسكري السوري الكثيف والمتواصل منذ العام 1990 وحتى الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية، وأدى من جملة ما أدى اليه الى وقف اي نشاط عقاري يذكر، لا بل أدى الى بيع العديد من العقارات والقصور كعقارات عدنان الخاشقجي وغيرها. والذين يقصدون المنطقة هم من الطبقة نفسها التي استقرت فيها سابقاً، وهم في معظمهم من الراغبين في السكن في فيلا مستقلة، بدلاً من الشقق اياً كانت فخامتها، ويعتبر عامل الاستثمار المطبق في اليرزة مؤاتياً لهذا النوع من البناء الذي بدأ يظهر من جديد في مختلف انحاء المنطقة، الغنية بالصنوبر، والمطلة على بيروت حتى مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى الجبال في الوقت نفسه، التي لا تزال تتميز بالهدوء والسكينة وضعف حركة السير. ولا تغيب عن تخوم المنطقة بعض الابنية الفخمة ذات الشقق، والتي يراوح سعر متر البناء فيها، كما يقول جوزف شاهين احد تجار البناء في المنطقة، بين 1000 و1800 دولار. ويضيف: اما اسعار الاراضي فلا تزال معقولة ومتنوعة وفق الموقع، وهي تراوح بين 400 و500 دولار للمتر المربع. وقد تصل اسعار بعض القطع الى 600 دولار للمتر المربع. واذا جمعنا ثمن الارض وكلفة البناء التي تراوح بين 600 و700 دولار للمتر المربع، لا يتجاوز الاستثمار الاجمالي في فيلا واحدة المليوني دولار، وهو رقم يبقى دون ثمن الشقة في احد الابراج التي تنبت على واجهة بيروت البحرية، وقد يكون هذا احد الاسباب ـ بالاضافة الى عدم وجود المواقف الكافية للسيارات ـ الذي دفع بالسفارة الايطالية الى ترك وسط المدينة واتخاذ مقر جديد لها على الطريق المؤدية الى اليرزة والقصر الجمهوري، وكذلك الامر بالنسبة الى سفارة بلجيكا، وسفارة الولايات المتحدة التي بوشر ببنائها على مسافة قصيرة من المنطقة بعد شراء قطعة ارض بكلفة 11 مليون دولار. ويحدد مسؤول في بلدية «بعبدا» ـ التي تتبع لها منطقة اليرزة عقارياً ـ اسباب عودة الحركة الى القطاع العقاري في منطقة اليرزة على الشكل الآتي:

ـ كون المنطقة ذات بيئة طبيعية خضراء وبعيدة عن تلوث المصانع والسيارات.

ـ غياب البناء العشوائي والمكثف لمصلحة الفلل والقصور ذات الحدائق.

ـ بناء الطريق السريع الذي يمتد من مستشفى اوتيل ديو مروراً بمستديرة الصياد فاحياء مار تقلا والفياضية وبرازيليا وبعبدا السكنية حتى اليرزة. وبذلك تصبح المنطقة على مسافة لا تتجاوز العشر دقائق عن وسط العاصمة.

ـ وجود القصر الجمهوري في محاذاة المنطقة، ما استدعى تكاثر السفارات في المحيط ومنازل السفراء، ونذكر على سبيل المثال السفارة الاردنية ومنزل السفير، السفارة البرازيلية، السفارة الكورية الجنوبية السفارة الرومانية، السفارة التشيكية، فضلاً عن السفارة الايطالية التي ستنتقل قريباً، والسفارة الاميركية المستحدثة.

ـ يعود اهتمام الخليجيين بهذه المنطقة لوقوعها على الطريق المؤدية الى المصايف التي اعتادوا تمضية اجازاتهم فيها (كعاليه وبحمدون وصوفر وغيرها...). واذا كانت منطقة اليرزة نفسها تخلو من المتاجر الكبرى وحتى الصغرى، فان عدداً من المتاجر الضخمة بدأت تلف المنطقة كـ«المترو» و«ابو خليل» و«مونوبري» و«البوليفار» في فندق «حبتور غراند اوتيل»، يضاف الى ذلك صالات للسينما في مجمعي «غالاكسي» و«ابراج».