احتياجات الأسرة تغير رأي المرأة السعودية في تصميم منزلها

مهندسة معمارية: الشركات العقارية تركز على الجانب التجاري بدل الاستثمار في التصميم

TT

اختلفت طموحات السعوديات في بيت الزوجية بتغير الزمان فبعد إن كانت الطموحات مقرونة بالمساحات الكبيرة والغرف العديدة والفناء الكبير متمشية بذلك مع الأسرة الممتدة، تقلصت هذه الطموحات وأصبحت منسجمة بشكل كبير مع الأسرة النووية التي أصبحت محدودة على الأب وإلام والأولاد وهذا ما عبرت عنه كثير من السعوديات وهن على أبواب الزواج، وعن مدى توقف طموحاتهن في بيت الزوجية، والتساؤل عن الشركات العقارية التي قامت على مشاريع أسكانية تمثل ما لديهن من طموحات وأفكار وتصميم. تتحدث الجوهرة فهد والتي تعمل في سلك التعليم أنها تسكن مع أسرتها بداخل منزل كبير بعض غرفه خالية من الأفراد بعد زواج أخواتها ألا أنها بعد زواجها اختارت منزلا لا يتجاوز مساحته 500 متر مربع، تكون أساسياته مبنية على غرف بعدد أفراد المنزل مع غرفة أضافية للضيوف وغرفة للألعاب أطفالها مع مساحة صغيرة في المقدمة، وتعتبر الجوهرة وجود حديقة داخلية وخارجية ضرورة في المنزل فاللون الأخضر يضيف للمنزل حياة جميلة. في حين تذهب هيا الأحمد «ادارية» إلى صغر مساحة منزلها، مشيرة إلى إن مساحة 300 متر مربع في المنزل تعتبر كافية، فالمسحات الكبيرة لا تخدم المنزل بقدر ما يخدمه التصميم الداخلي المبني على عدم وجود جدران وفواصل كثيرة ويجب إن يحتوي على غرفة نوم كبيرة بحجم المنزل لإقامة المناسبات العائلية بعيدة عن خصوصية أهل المنزل وان يتوفر في المنزل مكتب خاص للزوج ومطبخ خارجي وان تكون مساحة الصالة الداخلية كبيرة ويفضل إن تكون المساحة الزجاجية كبيرة في المنزل بدل الشبابيك التي تحجب النور عن المنزل.

وتعتقد الأحمد إن وجود بركة سباحة في المنزل امر غير مهم لأنه يشكل خطرا على الأطفال إلى جانب انه يحتاج إلى صيانة دائمة مما يكلف الأسرة محدودة الدخل كثيرا.

وتقول هدى العبد الله وهي على وشك الاقتران بان طموحاتها في منزلها محدودة بمنزل صغير لا يتعدى الدور الواحد على أن يكون في شرق الرياض وان يحتوي على غرف كثيرة بنظام الأجنحة وان يكون المطبخ داخليا أما عن فناء المنزل فيكون ذات مساحة كبيرة ويتوسطه بركة سباحة. وتؤكد العبد الله إن السكن الأول للمرأة مهم جدا خاصة إن المرأة هي المحور الاساسى لهذا البيت وان اختيارها له يجب إن يرضى طموحها وآمالها ولو تم اختياره منفردا من الزوج فسيكون ذلك عامل ضيق للمرأة ولذلك يجب إن يكون الاختيار مشتركا ويلبي احتياجات الطرفين.

لكن سارة الصالح متزوجة حديثاً والتي اختارت منزلها بالاتفاق مع زوجها، تشير الى ان القرار الأول للاختيار يجب إن يكون مبني على طموحات الأسرة المستقبلية، فلا يمكن اختيار منزل بغرفتين وتوجد نية لدى الأسرة بتكوين أسرة كبيرة، بالإضافة إلى إن أسرة الزوج وأسرة الزوجة من العائلات كبيرة العدد، والتي قد تتيح لهم الفرصة بالزيارة والاستقرار لديهما، وعلى ذلك اختارت سارة فيلا من دورين بغرف كثيرة وأنا في بداية زواجي اخترتها في شمال الرياض حيث الخدمات متوفرة وقريبة من عملي وعمل زوجي وكان نظام المنزل على الطراز الاوروبي حيث المجالس والغرف مفتوحة على بعضها مع وجود حديقة خارجية وبركة سباحة مما يلبي احتياجاتي ورغباتي كزوجة.

من جهتها عبرت نوف المحمد والتي تزوجت قريبا بأنها اختارت السكن مع زوجها في فيلا وسط مجمع سكني كبير حيث نظام الحماية والمراقبة متوفر وخدمات الترفيه خاصة ان ساعات عمل زوجها طويلة وتبقى في المنزل منفردة مما يجعلها في وسط المجمع تحس بأنها في أمان حتى عودته.

وقالت عن ذلك «عشت في أسرة كبيرة ولذلك عندما قررنا شراء منزل، قررنا إن يكون في وسط مجمع وسط اسر معنا كثيرة يجمعنا معها فناء واحد نشترك معهم في منطقة جلوس واحدة وناد صحي وتوفر خدمات صيانة ورقابة كافية وعلى هذا الاساس اخترنا منزلنا الحالي الذي أحس بشكل كبير فيه بالاستقرار. ووسط هذه الطموحات تشير نادية بخرجي المهندسة المعمارية الى ان التوجه العام للأسر السعودية أصبح ينصب في البيوت الصغيرة أكثر من البيوت الكبيرة والتي تقلص من المساحات المهملة، التي كانت تعتمد على الممرات الكثيرة والسلالم المتعددة والغرف العديدة ومقتصرة على التصميم الذكي الذي يخدم الأسرة دون إهدار مساحات مهدرة واستغلالها بشكل أفضل موضحة إن الاختيار دائما يكون على حسب دخل الأسرة ومكانتها الاجتماعية.

وشددت بخرجي على أهمية التركيز على بناء البيت من حيث المواصفات السليمة ووجود ضمان له لسنوات عديدة قبل النظر إلى التصميم الداخلي الذي يتفق مع ذوق الأسرة حيث أصبحت توجهات الشركات العقارية مبنية على البناء التجاري دون النظر إلى الاستثمار في التصميم نفسه مثل أماكن التخزين وإلغاء فكرة إيجاد مخارج للطوارئ في منازلها والتي تعتبر مهمة جدا في التصميم.

وذكرت إن تنوع الحياة الاجتماعية بداخل السعودية يتطلب التنوع في التصميم وطريقة البناء مما يجعل خطة التصميمات مبنية على تنوع البيئات الاجتماعية للمنطقة.