بيروت: 9 أبراج سترتفع في منطقة قريطم بسعر ألفي دولار للمتر المربع

اختارها الرئيس الحريري مكاناً لإقامة عائلته

TT

تشهد منطقة «قريطم» البيروتية وهي منطقة نخبوية زادت جاذبيتها بعد اختيارها من قبل الرئيس الراحل رفيق الحريري مكاناً لاقامته العائلية الاساسية في لبنان حالة من الضجيج لم تعرفها من قبل، اذ تخرق اصوات الجرافات والحفارات والرافعات وجبالات الخرسانة هدوء المنطقة التي كانت تشبه حي «سرسق» الراقي في الشطر الشرقي من العاصمة، والذي عرف بفيلاته وحدائقه وهدوئه. ويعود هذا الضجيج المتواصل الى قيام تسعة ابراج دفعة واحدة بعد ركود دام اكثر من عشر سنوات في هذه المنطقة. وتشكل هذه الابراج نحو 150 شقة يتراوح سعر بيع المتر الواحد فيها ما بين 1800 و2000 دولار، بحسب احد خبراء الاستثمار العقاري. ويعزو هؤلاء الخبراء هذه الفورة العمرانية في اكثر مناطق العاصمة هدوءاً، الى بيع مجموعة من قطع الاراضي المفروزة قديماً، او التي جرى فرزها حديثاً، والتي تحيط بمجمع المعهد البروتستانتي الفرنسي، والتي طالما اثارت شهية المستثمرين الذين تلقفوها في السنوات القليلة الماضية بأسعار عالية لكونهم وجدوا فيها فرصاً استثمارية واعدة. ولعل الصفقة الاهم في تلك المنطقة هي التي تناولت ارض النادي الرياضي الفرنسي، التي كانت كناية عن واحة خضراء في قلب بيروت، والتي تمتد على مساحة 5800 متر مربع، وكان قد اشتراها من الدولة الفرنسية رجل الاعمال اللبناني جميل ابراهيم، صاحب العديد من المشاريع العقارية الضخمة، والاكثر نشاطاً مع مجموعته في العاصمة اللبنانية. وقد احدثت هذه المجموعة تغييراً اساسياً في هذه الارض حيث تحولت المساحات الخضراء والملاعب الرياضية الزاهية الى ورش بناء تمهد لاقامة ثلاثة ابراج سكنية يتكون كل منها من 20 طابقا تبلغ مساحة كل منها 600 متر مربع.

اما الصفقة الثانية فشملت قطعة الارض العائدة لعائلة شاتيلا البيروتية، فقد قسمت عدة قطع، واحدة اشتراها المستثمر العقاري اللبناني نديم فخري وشركاؤه، الذين احرزوا تقدماً كبيراً في مشروعهم الذي يتضمن اقامة برجين يضمان 35 شقة مساحة الواحدة منها 406 امتار مربعة. والثانية اشتراها غانم شماع بالمشاركة مع اصحاب الارض الاساسيين الذين جرف منزلهم القديم الكائن في الارض نفسها لإقامة برجين يضمان 44 شقة ويقومان على مساحة 584 متراً مربعاً. وهناك ورشتان اخريان قائمتان على طول شارع تقي الدين الصلح.

ويشرح الخبير العقاري اسباب هذا الاقبال على منطقة قريطم بقوله: «ان هذه المنطقة عرفت على مدى سنوات طويلة بأنها احد احياء النخبة السكنية في الشطر الغربي من العاصمة، وهي منطقة تضم مجموعة من الفيلات القديمة التي تعود الى ابرز العائلات البيروتية كآل الداعوق، وشاتيلا، ودياب، وحمزة، وكتانة، وادلبي، وصالحة، والحريري، كما عرفت المنطقة بهدوئها وسهولة الوصول اليها على الرغم من وجود المعهد الفرنسي البروتستانتي، والجامعة اللبنانية الاميركية، فضلاً عن تميز الطبقات العليا في ابنيتها بإطلالتها على البحر ومسافة طويلة من الساحل والجبل.

ولكن ما يخشاه الخبير العقاري يتوافق مع مخاوف عائلات المنطقة من القضاء على بعض الفيلات المتبقية في شارع «مدام كوري» وحول السفارة السعودية في حال استمرت وتيرة الزحف العمراني التجاري على المنطقة كما هي الآن، حيث يستعجل اصحاب الشهيات المفتوحة على الاستثمار تحويل الفيلات التراثية ومساحاتها الخضراء الى صفوف مرصوصة من الابراج والابنية.