أرخبيل «كاب فيردي» يجذب المستثمرين في قطاع العقار بعد افتتاح المطار الدولي

أسعار الشقق الساحلية تبدأ بـ 60 ألف يورو

TT

«انها اقرب جزيرة استوائية الى بريطانيا لكن بأسعار بلغارية»، هذا هو توصيف عمار سودهي احد خبراء العقارات الخارجية التابعين لشركة «آفتار انترناشيونال» في لندن، لجزيرة «كاب فيردي»، التي تعتبر من الجزر الجميلة والرائعة التي تشهد طفرة جديدة في عالم العقار. يعتقد الكثيرون من خبراء العقار في بريطانيا ان جزيرة «كاب فيردي» (ارخبيل او مجموعة جزر) المقابلة للساحل الغربي لأفريقيا بالقرب من جزر الكانيري، ستكون نقطة جذب جديدة للباحثين عن منزل تحت الشمس بعيدا عن ضوضاء المدن وباسعار رخيصة يمكن تحملها، والساعين لإيجاد استثمارات مربحة على المدى البعيد.

ورغم وجود 6 مطارات محلية، فإن السبب في ذلك يعود بالطبع الى افتتاح مطار دولي جديد في عاصمة الأرخبيل «بارايا» التي تقع في جزيرة «سانتياغو». وهذا يعني انه سيكون بالإمكان الوصول الى ارخبيل «كاب فيردي» من بريطانيا خلال خمس ساعات وعبر رحلات مباشرة لا تمر بالعاصمة البرتغالية لشبونة كما جرت العادة طيلة السنوات الماضية. ويبدو ان ربط جزيرة «كاب فيردي» مباشرة باوروبا وافريقيا سيفتح آفاقا جديدة لسكان الجزيرة وسيغيرها مرة والى الأبد مع ترك الأبواب مشرعة امام المستثمرين.

وكانت القناة البريطانية الرابعة في احد برامجها الخاصة عن العقارات والإستثمارات قد وضعت الجزيرة على لائحة افضل عشرين موقعا في العالم للإستثمار العقاري الخارجي، بسبب جمالها ونظافة شواطئها وسطوع الشمس فيها على مدار العام. إذ ان الزائر يحتاج الى ساعة واحدة فقط للوصول الى الجزيرة من جزر الكناري جنوبا، وتعتبر الأحوال الجوية واحوال الطقس في الجزيرة بشكل عام اطيب مما هي عليه في جزر الكاناري ويصل معدل درجات الحرارة على مدار العام الى 25 درجة مئوية. تبدأ اسعار العقارات او المنازل القريبة من الشاطيء في المستعمرة البرتغالية السابقة من 31.000 جنيه استرليني (45000 دولار). ويبدو ان المشاريع الإعمارية والإستثمارية التي تشهدها الجزيرة منظمة وتتفادى الإضرار بالبيئة وتخضع لقيود كثيرة للمحافظة على طبيعة الحياة فيها وتفادي الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها جزر الكاناري. فمثلا يتم التعاطي مع جزيرتي «ساو نيكولاو» و«سانتو انتاو» التابعتين للأرخبيل كجزر سياحية ـ بيئية، وعلى المشاريع العقارية والعمرانية للفيلات والمنازل في جزير «سال» ان تكون فسيحة وغير مكثفة أي شرحة للنظر والنفس، وان تكون ذا نوعية فاخرة.

هناك ثلاث جزر من جزر الأرخبيل تستقطب السياح وتركز عليهم وهي جزر: «باو فيستا» و«ساو تياغو» و«سال». الأخيرة مسطحة وجرداء رغم جمالها، بينما «ساو تياغو» متنوعة المعالم الطبيعية واكثر كثافة وعمرانا، و«باو فيستا» اشبه بجزر «الموريشاس» التي تعبد شواطئها الرمال البيضاء الناعمة وتبدو مياهها فيروزية اللون ميالة الى الخضار.

على هذا ينصح خبراء العقار المهتمين بالإستثمار او التملك في الجزيرة على زيارتها قبل الشروع بأي شيء. وينصح هؤلاء ايضا ان يتجول المستثمر في عدد من جزر الارخبيل لأخذ فكرة ممتازة عن المكان قبل البدء بأي مشروع شراء او بناء. وإذا ما قرر الفرد خوض أي مشروع عليه ان يبدأ مبكرا قبل ان تعج الجزيرة بالأجانب.

كما يتوقع ايضا ان يتدفق السياح على الجزيرة بعد افتاح المطار باعداد كبيرة، خصوصا السياح الباحثين عن اماكن جديدة للتمتع والإسترخاء.

«في هذا سبب كاف للإستثمار وجني الكثير من الأموال» على قول عمار سيدهي عن «آفتار انترناشيونال» اللندنية، لأن الطلب الملح يزداد يوما بعد يوم على الخدمات السياحية من غرف نوم ومآكل ومواصلات وغيره. ولأن هناك حاجة ماسة الى المساكن، يتوقع ان تباع وتؤجر جميع العقارات التي يتم بناؤها لهذا العام وللعام المقبل.

وبسبب النقص في الفنادق وغرف النوم الرخيصة سيلجأ العاملون في قطاع السياحة الى المستثمرين الذين يقومون ببناء بعض المجمعات والفيلات لإرضاء زبائنهم وتأمين المسكن لهم.

ولا عجب ان يحاول احد الفنادق الإسبانية في الأرخبيل مضاعفة عدد لغرف من خمسمائة الى الف غرفة. باختصار ان الطلب على الغرف والمساكن اعلى بكثير مما هو متوفر في السوق ولذا هناك فرص استثمارية ممتازة للباحثين عن استثمار في قطاع الإيجار او الفندقة او المساكن والمجمعات الخاصة. وعلى الاقل يمكن للمستثمر في قطاع الإيجار استخدام عقاره وتأجيره ما يقل عن سبعة او ثمانية اشهر في العام وهذه نسبة زمنية ممتازة ذي مردود جيد مقارنة بالجزر الأخرى حول اوروبا.

يتراوح سعر المتر المربع الواحد في الجزيرة بين 800 جنيه استرليني (1200 دولار) و1000جنيه استرليني (1600) دولار.

ويبدو ان رخص اسعار قطع الأرض يعود بشكل عام الى ضعف البنية التحتية والخدمات العامة في الجزيرة.

واكد مكتب شركة «آفاتار انترناشيونال» العقارية في لندن لـ «الشرق الأوسط» ان هناك رغبة في استقطاب المستثمرين العرب، رغم عدم انضمام الجزيرة الى الإتحاد الأوروبي حتى الآن، وان الشركة تتوقع اقبال العديد من هؤلاء المستثمرين بعد ربط المغرب بالجزر في المستقبل.

مهما يكن فإن، الشركة تعرض شققا مؤلفة من غرفة الى غرفتي نوم مع شرفة مطلة على البحر في جزيرة «سال» البعيدة عن المطار مدة عشرين دقيقة في السيارة بـ 60 الف يورو تقريبا.

كما تعرض الشركة شققا فخمة في مجمع بالقرب من شاطئ العاصمة «بارايا» بسعر 104 الآف يورو. تتألف هذه الشقق من ثلاث الى اربع غرف، ويؤمن المجمع بركة سباحة خاصة للسكان.