العراق: تراجع وتباين في أسعار العقارات حسب سخونة مناطقها وتوترها

التجار المعروفون باعوا محلاتهم وهاجروا إلى الخارج

TT

لم يتوقع احد من سكان منطقة الدورة ببغداد ان تنخفض اسعار العقارات فيها الى الحد الذي وصلت عليه مؤخرا بعد توتر الاوضاع فيها لتبدو خالية من سكانها وكتب على اغلب محالها وبيوتها لافتات للايجار او للبيع. وقد وصل سعر البيت في تلك المنطقة حسب قول احد تجار العقارات الى 50 مليون دينار عراقي (33670 دولارا) وهذا السعر هو لبيت كان سعره قبل سنة واحدة 150 مليون دينار عراقي (101010 دولارات). ويقول احمد عز الدين وهو من تجار العقارات المعروفين في بغداد ان عددا من المناطق في بغداد قد انخفضت اسعار العقارات فيها الى درجة بدأ البعض من مستغلي الفرص ومقتنصيها بشراء عقارات كثيرة في هذه المناطق املا في تحسن الاوضاع واعادة بيعها بأسعار مرتفعة لاحقا. ومن هذه المناطق حسب قول عز الدين هي السيدية وابو دشير وحي الجهاد. ويؤكد صاحب محل ارض الاحلام للعقارات في بغداد ان اسعار ايجارات المحال انخفضت ايضا في اغلب مناطق بغداد خصوصا بعد اعلان الخطة الامنية من قبل رئيس الوزراء وقد باع اغلب اصحاب المحال في المناطق المتوترة محالهم وقسم كبير منهم وهم من التجار المعروفين في بغداد هاجروا الى خارج البلاد. واشار فالح وهو احد المقاولين في بيع العقارات الى ان عددا من المستثمرين العرب قد كلفوه بشراء عدد من الدور والمحال والعمارات داخل العراق بأسمه لحين انجلاء الوضع في العراق. وقال فالح ان العديد من اصحاب البيوت قد هاجروا من مناطقهم بعد عمليات التهجير القسري التي حصلت مؤخرا بين المناطق ذات الغالبية الشيعية او السنية مؤكدا ان العقارات في مناطق الجنوب قد ازدادت نوعا ما كما ارتفعت بدلات الايجار للمحال والبيوت بعد ان هاجر العديد من اهالي بغداد والمناطق الساخنة الاخرى لها.

واكد احد اصحاب الدور في منطقة الدورة انه كان قد عرض داره بسعر 90 مليون دينار عراقي لكنه بعد شهر واحد قام ببيعه بسعر 41 مليون دينار فقط فقد كان يريد الرحيل عن المنطقة بأي شكل حسب قوله. وقد قام بشراء منزله احد اقربائه القاطنين في الخارج اصلا ومنذ زمن بعيد.

بينما اكدت نجلاء ناصر انها تحاول بيع دارها في منطقة المنصور دون فائدة وقد عرضته على اكثر من مكتب للعقارات لكن الجميع يقول ان السعر كبير على الرغم من انه كبير جدا ومساحته 700 متر مربع. وتقول كان آخر سعر عرض عليها هو 300 مليون دينار عراقي والبيت يستحق 800 مليون دينار. وقد عرض عليها احد المواطنين العرب شراء البيت لكنها لم تكن مقتنعة ببيع البيت الى شخص من خارج البلاد نتيجة للظروف التي يمر بها العراق. وتؤكد ان الكثير من البيوت في منطقة المنصور وكذلك المحال التجارية قد عرضت للبيع بعد التوترات التي شهدتها تلك المنطقة ايضا والتي كانت تعتبر افضل منطقة ببغداد كلها.