السعودية: الصيف يزيد الحركة على العقارات السياحية بنسبة 30%

ازدياد الطلب على شراء الشاليهات في المنطقة الشرقية

TT

يزداد الطلب على العقارات السياحية في السعودية خلال فترة الصيف، وذلك لقضاء الكثير من الأسر السعودية أجازاتهم السنوية في المناطق السياحية في البلاد. وتتحرك تداولات العقارات المرتبطة بقطاع السياحة خلال فترة الصيف بشكل أكبر مما هي عليه خلال باقي السنة بنسبة تصل إلى 30% وبنسبة إشغال تتجاوز 70% من حجوزات المنشآت السياحة من فنادق ومنتجعات وشاليهات وشقق واستراحات. وتعتبر فترة الصيف فترة سياحة في السعودية بالإضافة إلى إجازتي عيد الفطر وعيد الأضحى والتي ترتفع فيها حركة التداول العقاري لتلك العقارات.

ويقبل الكثير من المستثمرين على بناء استراحات أو شاليهات في مختلف مناطق البلاد، وذلك لكونها استثمارا مجديا، خاصة في ظل غياب مرافق سياحية تتناسب مع العائلات، وحيث إن ذلك النوع من العقارات يزداد الطلب عليه من قبل المستثمرين والراغبين في الشراء، فإن الإقبال عليه في ازدياد على المستوى الكبير ولكن في نطاق بسيط، خاصة مع تدشين مشاريع كثيرة للسياحة في الوسط والشرق والغرب من السعودية.

وينظر الكثير من العوائل في السعودية خاصة ممن يسكنون العاصمة الرياض إلى إيجاد بديل سياحي كشراء منزل أو شاليه أو استراحة لكسر الـ «روتين» السنوي أو لتخصيصها للمناسبات أو لقضاء الإجازة الصيفية. وتتجه الحكومة لتعزيز السياحة الداخلية عبر الهيئة العليا للسياحة والتي طرحت برامج مختلفة لتقويتها من خلال إثراء عدد من الفعاليات في مختلف مناطق البلاد كمهرجان جدة السياحي ومهرجان القصيم ومهرجانات البلاد الصيفية، لجذب السياح الداخليين من مدن السعودية، والسياح الخارجيين من دول الخليج خاصة من دولة الكويت والذين يزداد عددهم سنوياً في زيارة السعودية في مختلف مناطق البلاد خاصة العاصمة المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويشير عقاريون إلى ان الكثير من المستثمرين والراغبين في شراء شاليهات أو استراحات ازدادوا خلال الفترة الماضية خاصة بعد تغير خريطة السياحة بعد احداث 11 سبتمبر، الأمر الذي دفع سوق العقارات السياحية في البلاد لازدياد الطلب عليها وتوجه الشركات العقارية إلى طرح مشاريع سياحية كمشاريع الزمرد ومنتجع الغروب، والنخيل، بالإضافة الى مشاريع رويال أمواج ودرة الخبر، وأخيرا مشاريع مجموعة الشبيلي العقارية في المنطقة الشرقية.

في حين يوجد طلب على مشاريع النخيل ودرة العروس في مدينة جدة، ومشاريع الاستراحات والتي قد تصل إلى كامل الحجوزات في فصل الصيف عبر المناسبات التي تقام في تلك الفترة، واستغلال الأشخاص وجودهم في العاصمة السعودية الرياض لقضاء فترة الفراغ.

من جهة أخرى شرعت العديد من الشركات العقارية إلى الترويج لبيع استراحات بنظام التقسيط، حيث يكثر الطلب على شرائها في الفترة الحالية وذلك للاستفادة منها من جهتين، إما بقضاء فترة الصيف فيها أو بتأجيرها يومياً بسعر يتراوح ما بين 500 ريال (133 دولارا) وحتى 800 ريال (213 دولارا) للاستراحات الصغيرة.

وتتراوح أسعار البيع في شاليهات المنطقة الشرقية ما بين 600 الف (160 الف دولار) و4 ملايين ريال (1.06 مليون دولار) خاصة القريبة من مدينة الخبر.

في حين تتراوح أسعار الشقق المفروشة في المنطقة الشرقية بين 600 ريال (160 دولارا) و800 ريال (213.3 دولار) للشقة الصغيرة التي تتكون من غرفتين. وتتراوح أسعار الشقق الكبيرة بين 900 ريال (240 دولار) إلى 1000 ريال (266.6 دولار)، والتي تتكون من 4 غرف، بينما تشهد الفنادق استقرارا في الأسعار استنادا إلى التسعيرات المعترف بها، حيث تبلغ تكلفة الغرفة الواحدة في فنادق الدرجة الأولى من 450 ريالا (120 دولارا) إلى 600 ريال (160 دولارا)، بينما تتمحور في فنادق الدرجة الثانية حول 200 ريال (160 دولار) للغرفة المفردة. وبين خليفة بن عبد اللطيف الهلال مدير العلاقات العامة في فندق وبرج شيراتون الدمام ان الأسعار تعد ثابتة، وذلك تشجيعا للسياحة الداخلية، مشيرا إلى ان أسعار الغرفة المزدوجة في الفندق 375 ريالا (100 دولار) للمزدوجة والمفردة على السواء، مشيرا إلى ان نسبة الاشغال لدى الفندق تتجاوز 80 % وان معظم تلك الحجوزات كانت مسبقة.

وبين الهلال بأن أكثر من 65 في المائة من زوار المنطقة الشرقية يفضلون الشقق المفروشة على الفنادق، وذلك لاحتساب الفنادق رسوما على الخدمة، وهو الأمر الذي لا تعمل به الشقق المفروشة، بالإضافة إلى السعة الاستيعابية للشقق المفروشة، مضيفا بأن الشقق المفروشة التي تطل على البحر تلقى نسب إشغال كبيرة جدا.

وذكر الهلال ان الشقق المفروشة انتشرت في المنطقة الشرقية إلا ان ذلك لا يشكل منافسة على الفنادق والتي لها زبائنها الخاصة.

وكانت وزارة التجارة والصناعة قد شرعت في فرض أنظمة على أصحاب الشقق المفروشة، حيث يتم تحديد الأسعار وفقا للفئة التي تحددها لجنة المراقبة، غير ان الكثير من أصحاب الشقق غير ملتزمين بعمليات التصنيف المعمول بها.

يشار إلى ان الدمام والخبر تضمان أكثر من 30 مجمعا للشقق المفروشة و56 فندقا بنسبة 1.17 % من إجمالي الفنادق في السعودية، وتستحوذ فنادق الدرجة الأولى والممتازة على نسبة 2.5%، كما ان فنادق الدرجة الثانية تستحوذ على 7.41 من النسبة الإجمالية.

وتصنف المنطقة الشرقية الثالثة بين المناطق السعودية بالنسبة للسعة الفعلية للغرف في الدرجة الفندقية، والتي تستحوذ على نحو 4.389 غرفة بنسبة 15% موزعة على مدن الدمام بنسبة 5%، الخبر 3.4%، الظهران 2.5% وباقي المدن 4.1%. كما تصنف الشرقية بعد جدة والرياض في اتساع السوق الفندقية، عقب الطفرة الاقتصادية التي شارك فيها القطاع الخاص بتمويل ذاتي بلغ 81% من إجمالي الاستثمارات المنفقة على القطاع الخاص.

ونظرا لاتساع شواطئ الشرقية فهي محط أنظار سكان المناطق المجاورة. ويعتبر سكان منطقة الرياض هم الأكثر نسبة من المناطق الأخرى، إضافة الى ان بعض العائلات من دول مجلس التعاون يفضلون قضاء الإجازات نظرا لقرب المسافة وتوافر المنتجعات السياحية والشواطئ في المنطقة الشرقية والمدن الترفيهية وغيرها من المعطيات التي تشجع السياحة الداخلية.