في واشنطن .. غطسة تحت الماء قد تكلف 300 دولار شهريا

ارتفاع قياسي لأسعار إيجارات البنايات التي تضم مسابح

TT

انخفضت ايجارات الشقق بكيفية ملحوظة مع بداية فصل هذا الصيف في منطقة واشنطن الكبرى التي تضم واشنطن وفرجينيا وميرلاند وتعرف هنا باسم «ميترو». بموازاة مع ذلك ارتفعت بكيفية قياسية ايضاً ايجارات الشقق في البنايات التي تتوفر على أحواض سباحة، وكذا تلك التي تشتمل على سطيحة (بلكون). في الحالتين كان المسؤول عن الانخفاض والارتفاع هو «الجنرال طقس». حياة الاميركيين تتحكم فيها عوامل الطقس الى حد كبير، وفي حالة الايجار وليس الشراء فإن «الطقس» يلعب دوراً كبيراً.

آخر رصد لاسعار الايجارات صدر خلال الشهر الماضي، وهو الرصد الذي ينشر في كتاب شهري يعرف باسم «شووكيس» يحتوي على 864 صفحة ويوزع مجاناً. يشير كتاب حركة الايجارات الى انخفاض ملموس في ايجارات الشقق والمنازل في مناطق واشنطن وميرلاند وفرجينيا. وفي هذا السياق اعلنت شركة «تشارلس سميث» وهي مجموعة عقارية عريقة تعمل في مجال بناء وايجار البنايات والشقق منذ عام 1956 ان أسعار شققها انخفضت بنسبة كبيرة في مدينة ارلنغتون (طبقة متوسطة) التي تعد من اكثر المناطق تميزا في ولاية فرجينيا المعمارية. وأبلغ متحدث باسم المجموعة «الشرق الاوسط» أن اسعار ايجار الشقق التي تتكون من غرفة نوم وتلك التي تتكون من غرفتي نوم ايضاً انخفضت الى 1590 دولاراً شهرياً قد تزيد طبقاً لمواصفات الشقة، واضاف قائلا ان «الخصائص الموجودة في هذه الشقق تتمثل في قربها من المترو (قطار الانفاق) والمطاعم والمتاجر ووجود موظف استقبال في البناية ليل نهار، كذلك وجود صالة رياضة وغرفة لممارسة اليوغا» واشار الى «ميزة» اخرى قائلاً «في هذه الشقق يمكن ايضاً تربية القطط».

واذا كانت هذه الخصائص جعلت من سعر الشقة يبدأ من 1590 دولارا، فإن المجموعة تعرض سعراً يزيد كثيراً عن السعر الاول في بناية اخرى، حيث يبدأ ايجار شقق تضم غرفتي نوم في بناية تقع بالمنطقة نفسها لكنها تتوفر على مسبح انطلاقاً من 2310 دولارات. وهكذا يقفز السعر بفارق 720 دولاراً بسبب وجود حوض سباحة في البناية الثانية، علماً ان الخدمات متشابهة في الحالتين. وفي بناية ثالثة تملكها المجموعة «اقترحت» الشركة على سكان تنتهي عقود ايجاراتهم هذا الصيف، تجديد هذه العقود بشرط الزيادة في السعر، لان البناية يوجد بها حوض سباحة. وتقول مارتينا برونسون التي تعمل موظفة في مطار رونالد ريغان القريب من حي «كريستال سيتي» حيث تسكن حالياً، ان بناية تملكها مجموعة »تشارلس سميث« طلبت منها زيادة 369 دولاراً مقارنة بعقد الايجار الحالي لشقة تتكون من غرفة نوم واحدة. وتعتقد مارتينا أن سبب طلب هذه الزيادة هو المسبح. وتشرح قائلة «هذا الصيف سيكون صيفاً حاراً، كما تتوقع الارصاد الجوية، لذلك قفزت فجأة ايجارات الشقق في البنايات التي توجد بها احواض سباحة.. هم يستغلون الفرص، ميزانيتي لا تسمح بزيادة كبيرة في الايجار لذا سانتقل الى حي آخر».

لكن جو كونتس وهو موظف مبيعات في الشركة يقول «ارتفاع تكلفة صيانة ونظافة المرافق وتعيين موظفين جدد لمراقبة أحواض السباحة يؤديان حتماً الى زيادة في عقود الايجارات، خاصة اذا كان العقد يغطي فترة ستة او تسعة اشهر».

بيد أن هذا التبرير ليس مقبولاً تماماً. إذ عادة ما تنظف أحواض السباحة وتصان مرة واحدة مع بداية الصيف، ثم ان الشركات مالكة البنايات التي توجد بها هذه المسابح، توظف خلال الصيف طلاباً من دول شرق اوربا يأتون الى الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية تتيح لهم العمل لفترة مؤقتة. وعلى الرغم من ان القوانين الاميركية تمنع تشغيل الطلاب لاكثر من 20 ساعة في الاسبوع فإن الشركات تعرف كيف تجد ثغرات في هذه القوانين. وتدفع هذه الشركات لهؤلاء الطلاب ما بين اربعة الى خمسة دولارات في الساعة كحد ادنى.

الاميركيون يقبلون كثيراً على السباحة في المسابح صيفاً، وبما ان اية بناية تتيح لضيوف سكانها استعمال احواض السباحة دون مقابل (ليس اكثر من شخصين) فإنهم يفضلون البنايات التي تتوفر على مسابح مشتركة حتى وان ارتفع سعر الايجار. وعندما يكون الطقس حاراً، كما هو الحال في مثل هذه الايام في جميع انحاء الساحل الشرقي من الولايات المتحدة، فإن اسعار ايجار شقق البنايات التي تتوفر على احواض السباحة تتصاعد بشكل كبير، والسبب هو «استغلال» الراغبين في غطسة تحت الماء خلال نهار قائظ.