رومانيا: الشركات العقارية تحاول إيجاد موطئ قدم قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

لأن سوق العقار سينمو بنسبة 30% العام الحالي

TT

تعتبر رومانيا من اهم الدول الأوروبية الشرقية على صعيد سوق العقارات. ويعتبر الخبراء ان المستقبل سيكون مشرقا على هذا الصعيد خلال السنوات العشر المقبلة وخصوصا بعد انضمام رومانيا الى الاتحاد الاوروبي. وقد تراجعت نسبة التضخم في السنوات القليلة الماضية وتخلصت البلاد من الإرث السلبي الذي خلفه حكم تشاوسيسكو قبل العام 1989. ومنذ العام الفين بدأت تظهر رومانيا الكثير من العلامات الاقتصادية الصحية. وذكر بنك «اتش في بي» النمساوي، بناء على بلاغات البنك المركزي الروماني، ان نسبة نمو المنتوج الوطني العام بلغت 8.5% عام 2004، أي اقل بقليل من لاتفيا التي ترأست لائحة الدول الأوروبية الشرقية التي ينمو اقتصادها باضطراد. وتقول مجلة «الإيكونوميست» ان التوقعات تشير الى نمو الاقتصاد الروماني بنسبة في 5.2 المائة لهذا العام نتيجة الاستثمارات الاجنبية في البلاد وارتفاع معدل الاستهلاك العام.

ويبدو ان معظم المستثمرين ينتظرون لحظة تعميد رومانيا في الحظيرة الاوروبية العام المقبل كما هو متوقع، إذ ان انضمام رومانيا الى السوق الأوروبية سيساهم في ارتفاع معدل النمو الاقتصادي العام، وتحول هذا السوق الى سوق اقتصادية حرة، وبالتالي فتح السوق امام المستثمرين وخصوصا سوق العقار وارتفاع أسعار العقارات لكثرة الطلب عليها. ويجري العمل على مشاريع كثيرة وضخمة لتحديث وسط العاصمة بوخاريست وايجاد بنية تحتية تتبع المقاييس الأوروبية لاستقطاب السياح والمستثمرين. ويشبه البعض بوخارست هذه الايام ببرلين نهاية التسعينيات. حتى الآن لا تزال الأسعار رخيصة ومعقولة في الكثير من المناطق، لكن الخبراء يتوقعون زيادة بنسبة 30% هذا العام، استباقا لدخول رومانيا السوق الأوروبية المشتركة. فالشقق الممتازة التي كانت تباع في العاصمة بوخارست بـ50 الف جنيه استرليني اصبحت تباع الآن بـ300 الف جنيه وما فوق. اما العقارات الجديدة في المناطق الأخرى فيتراوح سعرها بين 45 الف جنيه و150 الف جنيه لكن المنازل المؤلفة من 3 غرف نوم في المناطق الريفية يمكن شرائها ابتداء من 15 الف جنيه.

ويتراوح سعر المتر المربع في الأراضي المستخدمة او المبنية بين 400 و1200 يورو (بين 480 دولارا و1440 دولارا) في المناطق الساخنة في العاصمة وخارجها.

وتقول مؤسسة «انفست ايست» الخاصة بالعقارات الرومانية، ان العاصمة بوخارست بحاجة الى ما يقارب 10 الاف منزل جديد لسد الحاجة المتزايدة للسوق. ويعتبر البريطانيون كافراد من اهم الجنسيات الأجنبية التي تستثمر في قطاع العقار منذ سنوات، وكانت معظم البرامج التلفزيونية العقارية في الفترة الاخرى تهلل لرومانيا كاحدى اهم النقاط العقارية الساخنة في اوروبا والعالم لرخصها وجهل الكثير من الأجانب بها وبسوقها.

ويكثر الأوروبيون والبريطانيون بشكل خاص في العاصمة بوخاريست وكونستانتا تيميسوارا وبراسفو واراد سيغيسوارا بالإضافة الى منطقة ترانسلفينيا الجبلية السياحية العريقة.

لكن الاستثمار العقاري الأجنبي الذي تتعدى نسبته 95% من حجم الاستثمارات، لا يتوقف على البريطانيين، بل يتعدى الأمر ذلك من ناحية الشركات حيث يعتبر الاسبان انشط الجنسيات ثم يلي ذلك النمساويين والإسرائيليين والفرنسيين والهولنديين والألمان. وتمثل الشركات الفرنسية شركتي «كيرفور» و«كورا» والالمانية شركتي «متروغروب انترناشيونال» و«سيلغروس» اللتان تعملان في قطاع المكاتب من الفئتين الأولى والثانية.

وقد بنت شركة «بورتلند ترست» الهولندية عمارتين للمكاتب من الفئة الأولى ودارتين للأوبرا. التملك في رومانيا حتى الآن لا يمكن للفرد تملك الأرض حسب القانون العقاري رقم 54 الصادر عام 1998، رغم السماح للمواطن والاجنبي على حد سواء بشراء وبيع ما طاب له من جميع انواع العقارات.

ولهذا يلجأ البعض حتى الآن الى تأسيس شركة رومانية للقيام بنشاطاتهم العقارية لأن للشركات الرومانية نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطن الروماني. وعملية تأسيس شركة رومانية ليس بالامر الصعب وهي قضية غير معقدة يمكن انجازها بسهولة عبر محام مختص. وينصح بهذا الشأن اعتماد محام يتقن الإنجليزية. وبالنسب للضرائب على العقارات لا يوجد في رومانيا أي فرق بين المواطن والأحنبي، وعلى الجانبين عند بيع أي عقار دفع ضريبة القيمة المضافة التي تبلغ 19% من سعر العقار والضريبة على رأس المال التي تبلغ ايضا 16%.

بالنسبة للقروض العقارية، لا تتوفر حاليا، لكن يتوقع ان يتغير الوضع العام المقبل ويصبح بالإمكان الحصول على قروض من البنوك البريطانية او الرومانية.

المشكلة الأساسية التي يعاني منها سوق العقار على الرغم من ازدياد عدد المستثمرين والشركات الاستثمارية العقارية يوما بعد يوم، هي النقص الفادح في عدد لعملاء او السماسرة المختصين وقلة المعلومات المتوفرة وعدم وجود شفافية في السوق بشكل عام. وتقول مجلة الإيكونوميست ان التوقعات تشير الى نمو الاقتصاد الروماني بنسبة 5.2 في المائة لهذا العام نتيجة الاستثمارات الاجنبية في البلاد وارتفاع معدل الاستهلاك العام.

وتبلغ قيمة استثمارات شركة «تر غرانيت» الدولية حوالي 1.5 بليون يورو، كما تصل قيمة استثمارات مجموعة «يوروبيان فيوتشر غروب» البريطانية 150 مليون يورو، وتستثمر شركة «ابولو للعقارات» الأميركية مبلغا مطابقا، اما شركة «مينال يوروبيان لاند» فتستثمر ما قيمته 100 مليون يورو.

وتقول شركة «راغيتا» العقارية الرومانية الهامة ان اسعار العقارات ارتفعت بين عامي 2004 و2005 بنسبة تتراوح بين 40 و45% وان هذا الارتفاع سيتواصل حتى هذا العام بنسبة 35%. وهذه نسبة ممتازة قدرة على شد أي مستثمر.

وللحصول على معلومات اضافية يمكن زيارة موقع القناة البريطانية الرابعة www.channel4.com وموقع شركة العقارات البريطانية الرومانية www.angloromaniandevelopment.co.uk. وموقع الشركة الإيرلندية www.investmentromania.com.