ارتفاع الطلب على محلات ومعارض المجمعات التجارية في السعودية

قوائم انتظار في الرياض وزيادة الطلب في جدة والدمام

TT

إذا كنت مستثمرا في بيع التجزئة وترغب في استئجار محل في مجمع تجاري في الشريط التجاري الواقع في منطقة العليا وما جاورها في مدينة الرياض، فما عليك الا الانتظار لما يقارب سنة حتى تستطيع إيجاد محل في المجمعات التجارية الحديثة.

الرياض العاصمة السعودية، من أسرع مدن العالم نمواً في كل شيء، الطفرة الاقتصادية في المنطقة شملت المدينة وعمت أرجاءها يميناً ويساراً، بكل شيء تجاري واقتصادي.

إذا كنت تسير في تلك المنطقة فإنك ستبهر بحجم الأعمال الإنشائية من مجمعات تجارية وسكنية، أبراج تجارية، ناطحة سحاب وكل هذا بدأ خلال السنتين الماضيتين، ولم يعد الأمر كونه استثمار السيولة، وإنما اتجه إلى مواكبة الطفرة الاقتصادية والنمو التجاري ودخول السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، وبحث الشركات الأجنبية للدخول في بنوك مصانع كل شيء يبحث عن متر ارض في الرياض.

العقاريون في العاصمة يشيرون إلى طفرة عقارية في العام القادم نتيجة هذه الطفرة وارتفاع حجم الأعمال ودخول الشركات الأجنبية. وأدى تحرك الحكومة إلى طرح مشاريع تنموية ساعدت بدورها على ارتفاع مؤشرات التداول في بيع وشراء الأراضي، بالإضافة إلى زيادة الطلب على المكاتب والمعارض التجارية. ولا يكاد يخلو محل تجاري إلا وجاء المستأجر الجديد واضعاً عدته وعتاده لتدشين محله الجديد.

5 ملايين نسمة عدد يساعد أي قطاع تجاري في النجاح، ونسبة نمو تصل إلى 8% سنوياً وعدد كبير من المهاجرين وان انخفضت عن السابق، إلا أنها نسبة تغري رجال الأعمال إلى العمل والتجارة في مدينة الرياض.

مركز الملك عبد الله المالي، برج الراجحي، والرياض جاليري التابع لمجلس اعمال الشيخ صالح الراجحي، برج العنود لمؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية، الحياة مول التابع لشركة محمد الحبيب، ومشاريع أخرى قادمة في الطريق، تعكس الازدحام في طوابير المشاريع المدشنة في الرياض، مما يؤكد على موقع الرياض كعاصمة إقليمية تتحرك معها مدن الشرق الأوسط.

يذكر سعود الشهري رجل اعمال يعمل في قطاع التجزئة ان الصعوبة التي يلاقيها المستأجر في إيجاد موقع يتناسب مع إمكاناته تؤكد الضغط الكبير وزيادة في الطلبات وقلة العرض في الرياض، مما أدى إلى ارتفاع أسعار أمتار المحلات إذ يصل المتوسط إلى 1200 ريال (320 دولارا). ويشير الشهري إلى ان اغلب إدارات المجمعات التجارية تؤكد له على اكتمال الحجوزات داخل المجمعات، بالإضافة إلى قوائم الانتظار لديها، مما يدفعه إلى البحث عن محل يحجزه من الآن والانتظار حتى العام القادم لفتح نشاطه.

العاصمة بحاجة إلى المزيد من المجمعات التجارية والحديث للعتيبي، لاحتواء الأعمال التجارية ونشاطات تجارة التجزئة التي تنكب على العاصمة كونها سوقاً كبيراً تختلف فيه الأذواق وتوجد به مختلف الشرائح الاجتماعية.

ويضيف رجل الأعمال، «إن سوق المال أغرى الكثير من المستثمرين للتوجه اليه، لكونه كسباً وسريعاً ومريحاً والمستثمر لا يتعامل مع محلات أو زبائن أو عارضين، وإنما خصمك هو الشاشة، ولا شيء غير شاشة الأسهم، بيع وشراء في أسهم الشركات المدرجة في السوق المالية على حد تعبيره».

إلا انه يستدرك قوله ويؤكد ان الهزة التي أصابت السوق جعلت الكثير من المستثمرين يوزعون استثماراتهم عبر عدد من المجالات وعدم حصرها في مجال واحد، حيث تشير خارطة الاستثمار في الأشهر القادمة إلى تنويع سلة الاستثمار للمستثمر في سوق العقار وسوق الأسهم. ويعتقد العتيبي ان أفضل استثمار عقاري في الوقت الحالي هو المجمعات التجارية على غرار ما يحدث في دبي والتي استطاعت إنشاء جو سياحي من خلال المجمعات والمتاجر المغلقة للتخلص مع معوقات المناخ وعامل الجو والحرارة الشديدة التي تلهب المدينة بدرجاتها العالية. الوضع يختلف في كل من المنطقة الشرقية ومدينة جدة والتي تكثر فيهما المجمعات التجارية مما ساعد على المحافظة على الأسعار كمتوسط سعر يصل إلى 800 ريال (213 دولاراً) لازدياد نسبة العرض على الطلب، وان كانت نسبة الطلب قد ازدادت عن ما كانت عليه العام الماضي بنسبة تصل ما بين 15 إلى 20 في المائة إلا أن العرض لا يزال كبيراً.

فالمنطقة الشرقية وحدها يوجد بها ما يقارب 11 مجمعاً تجارياً جديداً تتوزع بين المدن الرئيسية فيها مثل الدمام والخبر والهفوف، وتتركز المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية حول المناطق والأحياء القريبة من الكورنيش، للاستفادة من زوار المنطقة الشرقية من المناطق الأخرى ومن دول الخليج.

في حين يزداد حجم الأعمال في جدة على المجمعات التجارية بنسبة كبيرة، إذا لا يمكن لزائرها المرور من طريق عام إلا وجد عدداً من المجمعات التجارية ذات الحجم المتوسط.

ويؤكد خالد سعيد مدير احد المجمعات التجارية ان إقامة المجمعات التجارية في جدة مجدية للطلب الكبير عليها وتفضيل المستهلكين هذا النوع من الاسواق عن الاسواق المفتوحة وذلك لتجمع عدد من الأنشطة التسويقية تحت سقف واحد.

ويشير سعيد إلى ان وجود جدة على ساحل البحر الأحمر ودخول الكثير من البضائع يدفعان الكثير من رجال الأعمال إلى البحث عن مساحة في المجمعات التجارية الجديدة التي تكون في الغالب مرغوبة من قبل الصناع والمستهلكين.