طريق الملك فهد أحد أضخم واشهر شوارع العاصمة السعودية الرياض، وهو الشريان الرئيسي للمدينة، أكثر الطرق في الحركة المرورية، إذ يعبره ما يقارب مليون سيارة يومياً حسب التقديرات الأخيرة، مما جعله يضحى محط انظار الشركات والمؤسسات والقطاعات التجارية بمختلف أنواعها، ساعد على تحريك جميع المناطق التي يمر بها من احياء ومناطق تجارية، ادى الى ذلك انه كان موقع لأهم برجين في الرياض إذا لم يكنا في السعودية، وهم برجا المملكة والفيصلية، الأمر الذي رفع من أهمية الشارع لدى الجميع. بالإضافة إلى اهتمام الحكومة بتطوير الشارع بإضافة أهم المرافق في البلاد، حيث يقع عليه المبنى المميز لوزارة الداخلية وعدد من الأبراج التجارية، بالإضافة إلى قرار إنشاء مركز الملك عبد الله المالي مما يزيد من الحركة التجارية للشارع.
طريق الملك فهد يعد صورة من صور التطور في البلاد منذ افتتاحه في عام 1990، إذا يقسم الرياض إلى نصفين شرقي وغربي ويمتد بطول المدينة من جنوبها إلى شمالها إذا لا يقف عند حدود، يعتبر الطريق الأسهل والأسرع.
ويعتبر طريق الملك فهد، أحد المحاور الرئيسية لشبكة الطرق بمدينة الرياض، والتي تجمع الطريق الدائري بجميع أضلاعه وطريق مكة المكرمة وطريق الملك فهد. ساهم طريق الملك فهد بفاعلية كبيرة في تسهيل الحركة المرورية بين الشمال والجنوب في الرياض، بالإضافة إلى انه ساعد كثيراً على إنجاح الجهود المبذولة لإنعاش وسط المدينة، الذي يخضع مركزه المتمثل في منطقة قصر الحكم لبرنامج تطويري بهدف تأهيل هذه المنطقة للاستمرار في أداء دورها كمركز سياسي وتجاري رئيسي بالمدينة.
عقارياً يعتبر طريق الملك فهد احد أكثر المناطق في مدينة الرياض جذبا ووجهة لكثير من الشركات المحلية لإيجاد مقار لها في الشارع لسهولة الوصول إليه بالإضافة إلى انه أصبح مركز جذب للشركات الأجنبية لإيجاد مواقع لفروعها على الشارع الذي يعتبر منطقة اعمال فخمة ومطلوبة.
ارتفعت الأسعار في طريق الملك فهد بنسبة تصل إلى 220% خلال فترة الثلاث سنوات الماضية وذلك لعدد من الأسباب، بعد ان كان سعر المتر يصل إلى 8 آلاف ريال (2210 دولارات) وصل الآن في بعض الأراضي التي على الشارع إلى 30 الف ريال (8 آلاف دولار)، خاصة في المنطقة التي تقع بالقرب من مبنى وزارة الداخلية باتجاه الشمال، حتى الوصول إلى تقاطع الطريق مع الدائري الشمالي، إلا ان هناك ترشيحات لمواصلة الارتفاع في الطريق بعد إقرار مركز الملك عبد الله المالي والذي يقع على طريق الملك فهد مع تقاطع الطريق الدائري الشمالي.
في حين يتراوح سعر المتر المربع في الشارع باتجاه الجنوب ما بين 4 آلاف ريال (1066 دولارا) و12 الف ريال (3200 دولار) للمتر المربع للأراضي التجارية الواقعة على الطريق. ويشير إبراهيم بن سعيدان رئيس مجلس إدارة شركة آل سعيدان العقارية الى ان طريق الملك فهد يعتبر احد أهم الشوارع الرئيسية في مدينة الرياض، الأمر الذي دفع الكثير من الشركات إلى إنشاء مقار وفروع لها على هذا الطريق المهم والحيوي، كما ان سهولة الوصول إليه ساعدت كثيراً في التركيز الكبير على الجزء الشمالي خاصة من الطريق.
ويشير آل سعيدان إلى إن الطريق أصبح يعطي مكانة اجتماعية وتجارية للشركات التي تقع عليه، أكثر من الحصول على العائدات التي من الممكن ان يجنيها المسثمر من الاستثمار في المباني والأبراج على الطريق.
إلا ان الخبير العقاري يعود مرة أخرى ويذكر ان طريق الملك فهد يسجل أفضل العائدات من حيث إيجار المكاتب، حيث إن أسعار أمتار المكاتب تتراوح بين 1500 ريال (400 دولار) للمتر المربع و2000 ريال (533 دولارا) للمتر المربع الواحد.
وأكد ان أكثر ما يميز الطريق النقلة النوعية التي ساعدت على ازدياد الاستثمار في الطريق، الأمر الذي أعطى الطريق لوناً جديداً في الأبراج التي تقبع فيه.
ويسمح في طريق الملك فهد ببناء الابراج بارتفاعات عالية تتجاوز 20 دورا، كما انه تم الاعلان عن ناطحة سحاب جديدة على الشارع وهي تابعة لمجلس اعمال الشيخ صالح الراجحي وتعتبر الاعلى بين الابراج ناطحة السحاب والتي تتجاوز 380 مترا محاذية لمبنى وزارة الشؤون البلدية والقروية.
بالاضافة إلى بناء عدد من المجمعات التجارية التي ستكون بمثابة مراكز تخدم العاملين وسكان المنطقة التي تقع بين طريق الملك فهد وشارع العليا الموازي لطريق الملك فهد والذي اكتسب اهمية من اهمية طريق الملك فهد. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لطريق الملك فهد 160 ألف سيارة يوميا على المسار السريع و60 ألف سيارة في طريق الخدمة. وقد بلغ حجم الحركة المرورية على هذا الطريق عند افتتاحه 140 ألف سيارة يوميا، على المسار السريع و15 ألف سيارة في اليوم على طريق الخدمة. واستمر حجم الحركة المرورية بالتزايد حتى زاد عن 220 ألف سيارة في اليوم على المسارات السريعة و40 ألف سيارة يوميا على مسارات طرق الخدمة في الوقت الحالي.