صناعة البيوت الجاهزة تزدهر في لبنان

بانتظار إعادة بناء البيوت المهدمة

TT

يجمع الفرقاء المعنيون بإعادة الاعمار في لبنان على انه يستحيل اعادة بناء الوحدات السكنية المهدمة كلياً بفعل الاعتداءات الاسرائيلية قبل فصل الشتاء، سواء في ضاحية بيروت الجنوبية او في منطقتي الجنوب والبقاع اللبنانيتين.

وامام هذه الاستحالة رأت الحكومة اللجوء الى البيوت الجاهزة، ولا سيما في القرى والبلدات بانتظار اعادة البناء وإزالة آثار العدوان. ومع الرسو على هذا الخيار بدأت الشركات التي تتعاطى هذا النشاط تطل عبر الصحف والاعلانات، منها ما هو صاحب خبرة سابقة في هذا المجال، ومنها ما هو مستجد على الساحة في محاولة لأخذ حصة من «قالب الحلوى» الجديد. ويبقى السؤال: ما هو واقع هذا القطاع في لبنان؟ وما هي الفوائد التي ينطوي عليها؟

مسؤول المبيعات في «شركة دلال للبيوت الجاهزة» وليد الفطايري شرح لـ «الشرق الأوسط» نوعية البيوت الجاهزة فقال: «الهيكل الخارجي من حديد مزأبق ويغطى بألواح من الجفصين من الداخل وبين الهيكل وهذه الالواح مادة عازلة للحرارة والصقيع تدعى «بوليريفين». الارضية من خشب و«فينيل»، والسقف مشابه للجدران منه ما هو مستقيم ومنه ما هو مائل (بشكل شاحط) يمكن تركيبه في غضون اسبوع على ابعد تقدير، كما يمكن تركيب طبقتين منه. ولذلك فهو مطلوب من الذين يتوخون السرعة كأصحاب المناسبات، ومنظمي المهرجانات، والمزارع النائية التي تخلو من الطرقات الاسفلتية».

اضاف الفطايري: «هناك نحو 70% يطلبونه للمكاتب و30% للسكن. اما هذه الايام فهو مطلوب للسكن بنسبة عالية في ظل البيوت المهدمة التي تنتظر اعادة بنائها. ومن ميزات هذا النوع من البناء انه اقل كلفة من البناء العادي، وطويل العمر فضلاً عن سرعة تركيبه القياسية. ويمكن تصنيع بيوت جاهزة للمناطق العالية التي تكثر فيها الثلوج، ولكنها تصبح اعلى كلفة». وأشار الفطايري الى ان الشركة تصنع هذه البيوت محلياً، وتصدر منها الى افريقيا والخليج والعراق وافغانستان والكويت.

اما صاحب «شركة مندلون» عبد المنعم خليفة فتناول الموضوع من جانب آخر قائلاً: «لا يحتاج البيت الجاهز الى اكثر من تمهيد الارض واقامة ركائز تحت الزوايا. ويمكن تصنيعه وتركيبه وفق القياس الذي يبتغيه الزبون مع كامل التجهيزات والتمديدات الصحية. وهو يحتاج بالطبع الى صيانة».

واشار خليفة الى ان شركته تستورد القطع من سورية وتركيا، ويجري تركيبها محلياً. اما السعر فيراوح بين 275 دولاراً و300 دولار للمتر المربع بحسب التجهيزات المتوافرة في البيت، او المكتب الجاهز. مسؤول في «شركة الانماء والتطوير» قال لـ «الشرق الأوسط»: «صناعة البيوت في لبنان معروفة منذ نحو عقد من الزمن. وشركتنا من بين الشركات التي تصنع هذه البيوت محلياً. وكنا، قبل فترة، نصدر الى العراق، لكننا اوقفنا الآن التصدير لكي نتمكن من تلبية الطلب في السوق المحلية».

واشار الى وجود «نوع آخر من البيوت الجاهزة مصنوع من الخرسانة، لكن الطلب عليه قليل، وهو يحتاج الى خرائط وترخيص رسمي فيما البيت الجاهز التقليدي لا يحتاج الى اكثر من اذن من البلدية لكونه قابلاً للتفكيك والنقل».

«باليمور» ستبني أعلى برجين في أوروبا على ضفاف «التيمز»