لندن تعج بالمناطق العقارية الساخنة

TT

حسب احصاءات هيئة التطوير الخاصة بمدينة لندن التابعة لبلدية المدينة، فإن العاصمة البريطانية تضم ما لا يقل عن 28 منطقة ساخنة على الصعيد العقاري او بكلام اصح على صعيد المشاريع العقارية المستقبلية الهادفة الى تطوير المدينة وايجاد المزيد من العقارات الحديثة التي تلبي حاجات رجال الأعمال والأغنياء والمواطنين العاملين في الوسط التجاري العاجزين عن دخول سوق العقار، بالإضافة الى المستثمرين الباحثين عن عقار فاخر في اهم الأسواق الدولية والمالية. المدينة الضخمة تعيش ثورة على صعيد مشاريع التأهيل واعادة البناء وبناء الأبراج الزجاجية والمراكز التجارية، والشقق السكنية المتطورة، لم يسبق لها مثيل منذ الازدهار الذي شهدته في العهد الفكتوري، الذي كان يعتبر الأهم في تاريخها.

وكثرت أخيرا المشاريع العقارية الإسكانية لدرجة انه اصبح بالإمكان شراء العقار قبل ثلاث سنوات من اكماله وبنائه كما يحصل في بعض دول منطقة الشرق الأوسط واسبانيا وغيرها.

ولا شك ان مشروع بناء المدينة الاولمبية الذي يفترض ان ينتهي العمل به عام 2012، بدأ يعطي سوق العقار في بعض المناطق زخما غير معهود بسبب وجود حد زمني للانتهاء من العمل بالبنية التحتية الحديثة والجديدة، مثل منطقة «ستراتفورد» والخط النهري المهمل شرق المدينة الذي بدأ بالانتعاش ومنطقة «كناري وورف» التجارية التي تواصل تمددها. ويبدو ان المشاريع العقارية الجذابة والكبيرة تتركز الآن في شرق المدينة ووسطها والاحياء المحيطة بالوسط. ولذا تخطط شركة «باليمور» لبناء حوالي 15 الف وحدة سكنية خلال السنوات العشر المقبلة. كما سيتم بناء ما لا يقل عن 142 الف منزل في منطقة «تيمس غاتواي» القريبة لـ «كناري وورف»، وهي منطقة ضخمة تبلغ مساحتها مرة ونصف المرة مساحة مدينة طوكيو وفيها محطة القطارات (ايبس فليت) التي يمر فيها قطار «يورو ستار» الذي يصل إلى العاصمة الفرنسية باريس. وستكون المنازل التي ستبنى في المنطقة سكنية بالدرجة الأولى وليست شققا فاخرة في ابراج زجاجية خاصة بموظفي الوسط المالي للمدينة وأغنيائها.

ومن المناطق التي تشهد ايضا تحولا كبيرا على صعيد المشاريع العقارية والإنمائية والتجارية: «اليفانت آند كاسل» و«باترسي» و«دبتفورد» و«كينغز كروس» و«وايت سيتي». وعلى حد تعبير الخبير العقاري البريطاني ديفيد سبتلاس، فـ «إن المدينة تعيد اكتشاف نفسها، وبدلا من أن تتألف من سوق عقار واحد موحد، اصبحت تتألف من مجموعة اسواق مصغرة حيث تؤثر العوامل المحلية في قيمة العقار اكثر من العوامل الأخرى. وتم التقاعد مع شركة «مالتيبليكس» الأسترالية قبل فترة للبدء في بناء برج زجاجي بعلو 147 مترا في إطار مشروع ضخم لإعادة تأهيل منطقة «اليفانت آند كاسل» بكلفة 1.5 مليار جنيه استرليني ( 2.4 مليار دولار). البرج المؤلف من 43 طابقا، في اطار المشروع الذي اطلق عليه «اوكماين بلازا»، سينضم الى الأبراج الكثيرة التي عرفتها أجواء لندن خلال السنوات السبع الماضية وسيصبح جزءا من معالمها السياحية والعمرانية. مشروع البرج الذي سينفذ بمساعدة شركة «ايسبليير» ويكلف 100 مليون جنيه (170 مليون دولار) في إطار عملية تأهيل المنطقة سيشتمل على 399 شقة سكنية، 30 في المائة منها لذوي الدخل المحدود. كما سيضم المشروع جناحا خاصا مؤلفا من خمس طبقات ويضم تسع شقق. وتتوقع بلدية «ساوثوورك» ان ينتهي العمل بالمشروع عام 2014، ويتوقع ايضا ان تبدأ البلدية مفاوضاتها مع الشركات العقارية لبناء مجمع سكني مؤلف من 5000 منزل في سبتمبر المقبل (ايلول)، وذلك في إطار سد النقص الحاصل في سوق المنازل جنوب لندن. وللباحث عن استثمار حقيقي وذي مردود جيد على المدى البعيد، تعتبر منطقة «اليفانت اند كاسل» من المناطق المهمة والأساسية على صعيد الاستثمار لقربها من وسط المدينة. وبالإمكان حاليا شراء شقة من شقق المشروع بـ 250 الف جنيه وتسلمها خلال ثلاث سنوات. كما بإمكان المستثمر شراء إحدى الشقق الفخمة المعروفة بـ «بانت هاوس» بـ500 الف جنيه تقريبا، وهذه الشقق تكون عادة مجهزة بمواقف للسيارات وحدائق صغيرة.

ورغم ان اسعار هذه الشقق تبدو غالية الثمن للبعض، فإنها تبدو رخيصة نسبيا من الناحية الاستثمارية المستقبلية وسط المدينة الذي تزيد الاسعار فيه يوما بعد يوم بدون توقف، وخصوصا ان الطلب من السوق الدولية والشركات الكبرى على موطئ قدم في المدينة يزداد مع ازدياد معدل الاسعار.

وللباحث عن عقارات فخمة وغالية الثمن في المدينة الاتجاه صوب شركة «باليمور» العقارية، فهي تعرض استديوهات حديثة وصغيرة بـ 300 الف جنيه وشققا بغرفتي نوم بـ 700 الف جنيه (1.2 مليون دولار) في اطار مشروع «بان بانينسولا» المطل على نهر التيمز في منطقة «دوكلاندز».

المشروع الضخم الذي سينتهي العمل به نهاية عام 2009 عبارة عن برجين زجاجيين مترابطين بعلو خمسين طابقا. البرجان سيضمان 800 شقة سكنية فاخرة وبأغلى الأسعار. وهي غالية لسببين؛ اولا موقع البرجين وثانيا نوعية المواد المستخدمة في الشقق.

فمثلا الحمامات مرصوفة بالرخام الفاخر والمطابخ قابلة للطي والخزائن مصنوعة من خشب الابنوس، بالإضافة الى غرفة السونا ومواقف السيارات وقاعات السينما الخاصة.

البرجان اللذان سينتهي العمل بهما بعد ثلاث سنوات سيكونان بالقرب من ساحة كندا في منطقة «دوكلاندز» وسيكونان اطول الأبراج في اوروبا وعلى شاكلة ابراج مانهاتن وسنغافورة وسيدني من الناحية المعمارية.

وسيضم المشروع عددا لا بأس به من المطاعم والحانات ومحلات الملابس والأزياء العالمية والمتاجر غالية الثمن، بالإضافة الى فندق من خمسة نجوم وحانة خاصة على سطح احد الابراج. ولذا تم التعاقد مع المهندس المعماري المعروف سكيدمور اوينغز، الخبير في الأبراج الشاهقة والذي قام ببناء برج العرب في دبي أخيرا وقبلها «سيرز تاور» في شيكاغو الذي كان يعتبر البرج الاعلى في العالم حتى عام 1998.

ويقول شون مورليان مدير شركة «باليمور» ان المشروع من اكثر المشاريع التطويرية اثارة في اوروبا.. وسيتكامل البرجان مع المباني الشاهقة في المدينة وما حول «كاناري وورف»، وستكون الشقق من افخر الشقق التي تعرفها لندن حتى الآن.