بنك «كرديت فونسييه» يسعى لجذب البريطانيين لشراء العقارات الفرنسية

بعد أن افتتح فرعا له في لندن

TT

صحيح ان الكثير من اسواق العقار العالمية تعيش ثورة بشكل او بآخر نتيجة تحرير القوانين وانفتاح الأسواق على بعضها بعضا وسهولة التصرف والحصول على القروض العقارية بنسب مقبولة، الا ان بعض الأسواق دخلت مرحلة متقدمة من التطور والتقدم والتداخل مع بقية الأسواق، خصوصا السوق العقاري البريطاني. فقد اعلن بنك «كرديت فونسييه» الفرنسي الذي يعتبر اكبر البنوك الفرنسية على صعيد القروض العقارية، عن افتتاح فرع له قريبا في العاصمة البريطانية لندن للتنافس مع البنوك البريطانية التي تمنح القروض العقارية للبريطانيين الراغبين بشراء منازل ثانية في فرنسا وبالتالي الدخول في السوق العقاري النشيط والمتنوع.

وسيقدم البنك الذي افتتح فروعا له في كل من البرتغال وبلجيكا، عدة منتجات عقارية بهدف اغراء البريطانيين غير المقيمين في فرنسا والراغبين في تملك العقارات الفرنسية وزيادة حصة البنك من سوق القروض الضخم الذي تبلغ قيمته ما لا يقل عن 1.7 تريليون دولار.

وقال فرنسواز دغوين مدير بنك «كرديت فونسييه» لصحيفة الفاينانشال تايمز اللندنية «نحن قادرون على دمج مختلف القواعد المالية والقانونية البريطانية والفرنسية. وقد اسغللنا خبرتنا في هذا المجال لعرض بعض المنتجات المناسبة لهذا السوق».

ويبدو ان البنك سيلجأ الى استخدام نظام قروض الفائدة فقط واستحداث بعض منتجات الإدخار التي قد تساعد الزبائن على التخفيف من وطأة مصلحة الضرائب الفرنسية الخاصة باصحاب الملك. وسيقدم البنك كما يبدو عددا من الخدمات الخاصة بالعقارات التي سيتم استخدامها في سوق الإيجار وتسهيل عمل اصحاب العقارات على صعيد ادارة عقاراتهم. وتقول الفاينانشال تايمز ان قطاع المشترين الاجانب في سوق العقار الفرنسي اصبح من القطاعات الهامة وجزءا لا يتجزأ من المشهد العقاري الفرنسي. وتشير الاحصاءات إلى ان قيمة هذا القطاع ارتفعت من 4% عام 1998 (من اصل سوق القروض الذي تبلغ قيمته 100 مليار يورو) الى 6% عام 2004. وعلى هذا الاساس تصبح قيمة السوق الفرنسي البريطاني للقروض حوالي 6 مليار يورو في السنة (76 مليار دولار).

وشهد سوق العقار الفرنسي نموا ملحوظا العام الماضي حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 10%. ويقول جيم بيكارد في الفاينانشال تايمز ان هناك ما لا يقل عن 3 ملايين عقار في فرنسا كعقارات ثانية تستخدم كمنازل للعطل معظمها ملك للفرنسيين من سكان المدن منها 250 الف عقار ملك للأجانب معظمهم من البريطانيين. ويقول تشارلز وستون ـ بيكر عن مؤسسة «سافيلس» العقارية ان كل منطقة في فرنسا تجذب نوعا مختلفا من الزبائن الاجانب، «وبشكل عام يرغب البريطانيون والهولنديون في الريف الفرنسي، بينما يرغب الإيطاليون بالمناطق الساحلية، اما الإسبان فلا يمانعون بالمناطق الساحلية لكنهم ايضا يرغبون بالمناطق الجبلية، لكن الألمان لا يفضلون الا المناطق الجبلية والريفية». يذكر ان حصة بنك «كرديت فونسييه» الذي كاد ينهار في التسعينات اثناء انهيار سوق العقار الفرنسي، تبلغ 6% من سوق القروض العقارية الخاصة بغير المقيمين في فرنسا (البريطانيين والفرنسيين المتقاعدين). كما ان للبنك الذي انشئ عام 1852 محافظ عقارية بقيمة 11 مليار يورو و1.2 مليون زبون.