إشغال فنادق مكة المكرمة 100% خلال العشر الأواخر من رمضان

يصل حجم الاستثمار إلى 400 مليون دولار

TT

مكة المكرمة قبلة المسلمين، موطن الكعبة المشرفة ومحور الأرض والعاصمة المقدسة، يكن لها المسلمون محبة كبيرة وذلك لوجود الحرم المكي الشريف.

ويجتمع فيها في هذا الوقت قداسة المكان وقداسة الزمان المتمثل في شهر رمضان المبارك ينتج عن توافد كبير من المسلمين إلى مكة المكرمة، حيث ترتفع نسبة الأشغال في فنادق مكة المكرمة في الفترة الحالية والتي بدأت من يوم أمس إلى نسبة 100 في المائة نظراً لدخول الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، الفترة التي تشهد ازدحاما بسبب دخول كثير من المعتكفين بالإضافة إلى صلاة التراويح والقيام والذي يتوقع إن يجذب أكثر من مليون زائر للحرم المكي الشريف.

وبما إن الفترة الحالية في مكة المكرمة تمثل فترة جذب للزوار فهي في نفس الوقت تمثل فترة عالية للتداول العقاري، حيث تسعى العديد من الشركات العاملة في مكة المكرمة إلى تسويق أبراجها والتي تعمل على تدشينها بالإضافة إلى وجود عدد كبير من رجال الأعمال المحليين والدوليين يعقدون اجتماعات في هذه الفترة في العاصمة المقدسة.

ويتوقع إن يتم صرف أكثر من 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) خلال هذه الفترة على إيجارات الفنادق والغرف في مكة المكرمة.

ويذكر حامد سعيد مدير احد الفنادق في المنطقة المركزية بمكة المكرمة ان شهر رمضان يعتبر من أعلى شهور السنة حضورا للمعتمرين، حيث تصل أعدادهم إلى أكثر من 2.5 مليون معتمر خلال الموسم، وهو ما يسمح للكثير من المعتمرين البقاء لفترة بسيطة واغلبهم يطالبون بالبقاء في العشر الأواخر مما يدفع الفنادق إلى تأجير الغرف في الأيام العشر الأواخر دفعة واحدة للابتعاد عن الشواغر في هذه الفترة المهمة، والتي تعتبر موسماً للعقارات في مكة المكرمة.

ويضيف سعيد ان التسهيلات التي تقدمها الحكومة السعودية ساعدت على كثير من الطلبات على الغرف في هذا الشهر الفضيل، حيث تتراوح أسعار الغرف ما بين 700 ريال (186 دولارا) و4850 ريالا (1293 دولارا) وتختلف أسعار الغرف وتحدد على حسب قربها وبعدها من الحرم المكي الشريف وإطلالة الغرف على الحرم أو إطلالتها على الكعبة الشريفة، مشيراً إلى ان الغرف المطلة على الكعبة هي الأكثر طلباً وهي التي يتم حجزها من وقت مبكر لضمان الإطلالة لدى المستأجر.

والداخل إلى الحرم المكي الشريف يرى حجم الأعمال على جنبات الحرم من كل اتجاه في سعي الدولة إلى توفير المزيد من الغرف لضمان حصول كل زائر أو معتمر أو حاج على إطلالة بهية على الحرم المكي الشريف وعلى الكعبة المشرفة.

وتشمل المشاريع في مكة المكرمة إنشاء فنادق وأبراج سكنية يصل عددها إلى نحو 20 برجاً باستثمارات تصل إلى 2 مليار ريال (533 مليون دولار) من المتوقع ان تدشن خلال العام الجاري، وبداية العام المقبل.

وتضم مكة المكرمة مشاريع أبراج البيت المجاور للحرم المكي الشريف والذي يضم 7 أبراج بعدد يتجاوز 9220 وحدة سكنية موزعة على الأبراج السبعة ستكون إضافة إلى الطاقة الاستيعابية للوحدات السكنية المجاورة للحرم المكي الشريف.

في حين اقترب الانتهاء من الأعمال الإنشائية في مشروع أبراج المريديان الفندقية في مكة المكرمة والذي يعتبر اكبر مشروع أبراج فندقية في العالم من حيث المساحة ويقع في منطقة روابي أجياد عند نفق الملك عبد العزيز وتضم الفنادق 1335 جناحاً مختلفة المساحة تتكون من 2400 غرفة فندقية فاخرة فئة الخمسة نجوم.

وساعد كثير من المعتمرين نظام «التايم شير» الذي طرحته عدة شركات في أبراج مكة المكرمة الأمر الذي يساعد على استقرار الأسعار في مختلف الأوقات، خاصة في التقلبات التي تنتج في شهر رمضان المبارك. وتعتبر مكة المكرمة أفضل المدن السعودية عقارياً حيث يصل حجم الاستثمارات العقارية إلى 70 مليار ريال (18 مليار دولار)، ويزداد هذا الرقم سنوياً مع ازدياد حجم الأعمال التي تطرح بشكل دوري ولا يتأثر بمواسم العقار، لدرجة أن مكة المكرمة من أفضل المدن السعودية في التداول العقاري في فترة شهر رمضان.

وفي المدينة المنورة وصلت أسعار الفنادق 300 ـ 400 ريال في اليوم الواحد على عكس الأسعار المرتفعة في مكة إلا إن حملات العمرة حجزت اغلب الغرف في فنادق المدينة ولم يتبق إلا عدد غير كاف للزوار الجدد الذين لم يتمكنوا من الحجز المبكر.