خفض الإيجارات في وسط بيروت التجاري الحل الوحيد لإخراجه من الركود

TT

منحت شركة «سوليدير» (لاعادة اعمار وتطوير وسط بيروت التجاري) المستأجرين في الطبقات السفلى من ابنيتها شهرين مجانا من دون بدل ايجار. وقد احدثت هذه الخطوة لدى شاغلي هذه المحال التجارية بعض الارتياح، لكن هل تحل مشكلة الركود الذي تعيشه المنطقة، بفعل توالي الاحداث عليها؟

تجمع المكاتب العقارية المهتمة بمنطقة سوليدير على انه في الوقت الذي يحاول السوق العقاري الخروج من ركوده، لم يستعد وسط بيروت بعد حيويته وديناميته المعتادة. فهو كاد يقفر طيلة ايام حرب يوليو (تموز)، لا بل اكثر من ذلك، فهناك العديد من المحال التجارية قد اقفل ابوابه نهائيا (13 محلا)، والعديد من المحال التي اقفلت ابوابها مؤقتا، لم تفتح بعد، علما ان اصحابها التجار قد ركزوا نشاطاتهم على الفروع الاخرى.

هذه الصدمة ليست الوحيدة بالنسبة الى الوسط التجاري، بل هي تتكرر باستمرار، ولذلك اسباب عديدة يمكن تلخيصها على الشكل الاتي:

ـ منذ اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005، اصيبت المنطقة في اكثر من مناسبة بالشلل، بفعل التظاهرات الشعبية، واجتماعات الحوار الوطني. وقد ادت هذه الاحداث الى اقفال محلات اكثر مما كان يفتح من محال جديدة طوال العشرين شهرا الماضية، حتى ان اكثر من 20% من المحال الجديدة التي فتحت ابوابها خلال هذه الفترة سلمت مفاتيحها للمالك.

ـ المنطقة هي منطقة جاذبة للسياح النخبة، لا سيما من رعايا دول الخليج اكثر مما هي مساحة عامة للتجار تجتذب اللبنانيين من كل الفئات. وهكذا فان انتعاش المنطقة يبقى رهنا بنجاح الموسم السياحي، وهو الموسم الذي ضرب في مهده هذه السنة. وهنا يقول احد التجار: «ليس هناك من زبائن، لا سيما الخليجيين، قد نعيش فترة انتعاش محدودة في شهر رمضان، لكن ذلك لا يكفي لتعويض الخسائر، لذلك علينا عض الاصابع حتى الموسم المقبل».

ـ من المؤكد ان وسط بيروت التجاري لا يتلاءم مع رغبات الطبقات المتوسطة، بل يفضلون عليه «المولات» القائمة في مختلف انحاء العاصمة، والشوارع التجارية التقليدية كشارع الحمراء، وفردان، وفرن الشباك، والزلقا، والكسليك وغيرها. وبالنسبة الى التاجر، اصبح اكثر مردودا اختيار الامكنة المكتظة شعبيا من مغامرة التوجه الى الوسط التجاري النخبوي الذي يظل نجاحه رهنا بنجاح الموسم السياحي وبالعديد من العوامل الاخرى.

واذا كان من الطبيعي ان يدفع المستأجر غاليا ثمن مساحة تدر ارباحا، فإنه من غير المنطقي دفع ايجارات مرتفعة لمساحات لا تدر ارباحا. ومن هنا يرى خبير عقاري ان افضل حافز للخروج من ركود الوسط التجاري هو اعادة النظر في بدلات الايجار وخفضها بين 10 و20% وحتى اكثر في بعض المناطق والشوارع التي لا تشهد زبائن كثرا وليس ما يجذب السائح ولا المواطن العادي. وهذه المناطق والشوارع هي التي شهدت اكثر نسبة اقفالات طوال الشهور الماضية.