السعودية: تصاميم فلل «الدوبلكس» تؤثر في عملية طلبات المستهلكين عليها

طرح أفكار جديدة للاستفادة من الطلب المتزايد عليها

TT

ارتفع أداء السوق العقاري في السعودية بعد ارتفاع الطلبات على شراء المنازل لغرض التملك والاستثمار في الفترة الأخيرة، الأمر الذي أسرع من عمليات بناء المساكن بشكل تجاري كبير في مناطق متفرقة في البلاد، وطرحها للبيع بشكل عشوائي وتصاميم متشابهة.

ويرى خبراء عقاريون ومهندسون ان التصاميم التي تطرحها تلك الشركات والأفراد في المساكن أو الوحدات السكنية لا تتوافق مع القيمة السعرية التي تقيمها اغلب الشركات أو المؤسسات أو حتى الأفراد في نطاق بيع الفلل للمستهلكين، مشيرين الى إن ارتفاع الأسعار دفع الكثير إلى زيادة نسبية في بعض الإكسسوارات بالفلل مع زيادة عالية في السعر، حيث يصل متوسط سعر الفيلا «الدوبلكس» إلى 800 الف ريال (213 الف دولار).

ويذكر المصمم المعماري عمر الحسين ان مستثمري الفلل «الدوبلكس» بالتحديد يعملون على الاستفادة القصوى بشكل عام من جميع تفاصيل الأرض بحيث يرسم تصاميم الفيلا على مساحة الأرض، مشيراً إلى ان لقيمة الأرض دورا كبيرا في تحديد سعر الفيلا.

وبين المصمم المعماري ان المستثمر يعمل على شراء ارض بمساحة تتراوح ما بين 390 إلى 900 متر مربع ومن ثم يبني عليها تصاميم مختلفة لعدد من الفلل تتراوح ما بين 2 إلى 4 فلل «دوبلكس»، مشيراً إلى أن معنى «الدوبلكس» يتضمن بناء منزل صغير يتألف من دورين على مساحة ارض تتراوح في الغالب ما بين 250 إلى 450 مترا مربعا، وكانت أول تجاربه في المنطقة الشرقية من البلاد، حيث انتشرت فكرة وجود رجال إعمال وعدد من كبار موظفي الشركات الذين بحاجة إلى وحدات سكنية تختلف عن مفهوم الشقق السكنية، مما دفع إلى إنشاء هذه الفلل «الدوبلكس» لتلبية احتياجات أولئك الموظفين.

ويكمل الحسين حديثه بالإشارة إلى ان الكثير من المستثمرين يطرحون نسخا في ما يتعلق بالفلل «الدوبلكس»، والتي أصبحت على ارض الواقع وكأنها صور متشابهة مع اختلاف اللون، مما يخفي بريقها وإن كانت جديدة او في منطقة متميزة، وبالتالي يضعف تسويقها للعملاء، الذين ترفض نسبة كبيرة منهم ما يتعلق بموضوع التشابه، موضحاً ان الكثير من المستثمرين عمدوا إلى تغيير الواجهات للفلل مع شبه من الداخل فيما يقارب 90 في المائة من التصميم وتوزيع الغرف ومداخل الفيلا.

وحسب المصمم المعماري يتم التركيز بشكل كبير في فلل «الدوبلكس» على غرف المعيشة الرئيسية من خلال كبر مساحتها مع تضييق في مساحات الغرف، والتي تجعل من الفيلا الدوبلكس شقة ولكن بدورين.

في حين يتحدث وليد الراجح صاحب مكتب عقاري في الخبر عن ان الطلب المتزايد على فلل «الدوبلكس» في المنطقة الشرقية خاصة من قبل موظفي الشركات الكبرى كشركة ارامكو والذين يصل عددهم الى الآلاف ويسعون إلى تأمين مساكن يتملكونها، فإن أفضل خيار لهم هو فلل «الدوبلكس»، بالإضافة إلى موظفي الشركات الكبرى كشركة الكهرباء ومجموعة شركات «سابك» بالجبيل، خاصة ان الكثير من الجهات تمول عقارياً موظفي تلك الشركات كالبنوك وشركات التقسيط او حتى الشركات العقارية التي تعمل على بناء تلك الفلل «الدوبلكس» وطرحها للبيع.

ويضيف الراجح أن الطلبات المتتالية على فلل «الدوبلكس» بالتحديد ساعدت كثيراً في طرح مشاريع فلل «دوبلكس» في مناطق محدودة في المنطقة الشرقية وخاصة مدينتي الخبر والدمام، فيما تعمل شركات عقارية على تطوير مشاريع عقارية من طرح فلل «الدوبلكس» في مدينة الجبيل لقربها من مقر شركات «سابك» العملاقة والتي تحوي موظفين كثراً.

وتتكاثر فلل «الدوبلكس» في إحياء الكورنيش والعزيزية وحي الجسر في مدينة الخبر، في حين ان حي الشاطئ يكتظ بالمشاريع العقارية المخصصة لفلل الدوبلكس، بالإضافة إلى حي الفيصلية والأحياء المجاورة لطريق الملك فهد بن عبد العزيز والتي بدأت تتوجه إليه الشركات العقارية لطرح مشاريعها هناك.

وقد طرق عدد من المستثمرين في العاصمة الرياض بابا جديدا في التعامل مع بيع الفلل السكنية للمستهلكين، حيث ابتكر عدد من المستثمرين فكرة بيع الأدوار بشكل مباشر، وذلك عن طريق فصل كل دور عن الاخر بمدخل مستقل وموقف للسيارة وفي بعض الفلل يتم بناء مسابح خاصة في الدور الأرضي.

وأبدى عدد من المستهلكين دهشتهم من إصرار الكثير من المستثمرين على التوجه ببناء فلل «الدوبلكس» على شكل موحد، على الرغم من ارتفاع الطلبات على الفلل السكنية التي بدأت تخذ دورتها من جديد.

ويشير عدد من المستثمرين في هذا النوع من الفلل، الى انه خيار جديد يمنح المستهلك مساحة اكبر مع استقلالية وتنويع الاختيار بين السكن في الدور الأرضي او الدور العلوي، وتوفير الكثير من التكلفة العالية التي يستهلكها منزل الدوبلكس، وذلك لكون هذا يساعد المصممين على تصميم أكثر ابداعية من تصميم الفلل «الدوبلكس» ذات الدورين والتي تعمل على تصغير وتضييق المساحات في الغرف مع التوسع في الغرفة الرئيسية، في حين ان النوع الجديد من الفلل السكنية يعتمد على مساحة كبيرة في الغرف او عدد اكبر مع وجود مرونة في التصميم، ويصل سعر الدور الواحد الى نحو 400 الف ريال (106.6 الف دولار).