حتى في قطاع العقارات مرتفعة الثمن في هذه المدينة، فإن هذا الشقة في الطابق الاخير من عمارة «تريبيكا سامت» تثير الانبهار. فمقابل 32.5 مليون دولار، يحصل المشتري المحظوظ على شقة مساحتها 12 الف قدم مربع، بالاضافة الى مساحة خارجية مساحتها 7 الاف قدم مربع، أي ما يقرب من نصف فدان، في قلب حي مانهاتن، اشهر واغنى احياء مدينة نيويورك.
ملحوظة لا تطلب مشاهدة الشقة. لأنها غير موجودة.
فسطح العمارة المقامة على طراز عصر النهضة الجديدة، وتعتبر من معالم نيويورك، سيترك بلا تشييد. فمقابل المبلغ الذي ستدفعه تحصل على فرصة لتكليف معماري ليضع تصميما لشقة الاحلام، ثم يتولى المقاول بناء الشقة طبقا لمواصفاتك. وهو يشبه شراء قطعة ارض فارغة في الضواحي، في ما عدا ذلك فإن هذه القطعة موجودة على سطح عمارة وسط المدينة، بالاضافة الى ان تكلفة الانشاء مشمولة بمبلغ 32.5 مليون دولار التي ستدفعها. الامر غير المشمول هو اجر المعماري الذي ربما سيصل الى نصف مليون دولار آخر.
كما ان موقف السيارات اضافي، حيث يصل الى 175 الف دولار للسيارة الواحدة.
وهذه فرصة لا تتكرر، كما يقول المقاولون، او ربما هي مثال على الجرأة، وهي تعكس ما يحدث في قطاع العقارات في مانهاتن، حيث ترتفع الاسعار الى مستويات غير عادية. واذا ما بيعت شقة «تريبيكا سامت» فستبدو متواضعة بالمقارنة ببعض الشقق هنا. فقد انفق رجل مال يدعى ديفيد مارتينز 42 مليون دولار على شقته في مركز تايم وورنر. وفي الفترة الاخيرة، انفق شخص وصف بأنه «رجل روسي» 53 مليون دولار على شقة في فندق بلازا، الذي تم تجديده، طبقا لما قاله ويلبور غونزاليز سمسار العقارات.
واضاف «تأثير ذلك جيد على شقة تريبيكا سامت. فعندما ينفق شخص 55 مليون دولار على شقة، يعطي ذلك نوعا من القبول النفسي لإنفاق 10 او 20 او 30 مليون دولار.
واذا ما شعرت بانك اذا ما انفقت مثل هذا المبلغ على مسكن سيجعلك تبدو مغفلا، فلا تقلق، واذا ما قسمت ذلك شهريا يصبح سهل التحكم، فإذا ما دفعت 20 في المائة مقدما وفائدة قدرها 6 في المائة سنويا، فإن القسط الشهري يصل الى 164856 دولارا تقريبا، بما في ذلك اسعار الصيانة. ويقول فيليب تانين، وكيل المبيعات بالموقع، ان هناك عددا وافرا من المرافق، في إشارة الى الشقة الموجودة أعلى البناية. وأضاف قائلا ان واحدا من السكان أجرى توصيلا لشواية تعمل بالغاز، إذ ان الباربكيو في نيويورك مسموح به فقط للذين لديهم شوايات تعمل بالغاز. استخدمنا مصعد أعمال البناء للصعود الى الطابق الثامن، وهو الأقرب الى سقف البناية. وقال تانين ان المشي حول المكان والبناية في هذه المرحلة امر محفوف بالمخاطر، إلا انه كان يرغب بشدة في إطلاعنا على المكان. وفي مثل هذه الظروف يعني هذا الإجراء تحديد المعالم المعروفة، مثل نهر هادسون ومبنى امباير ستيت، إلا ان تانين أضاف منازل المشاهير، التي يمكن رؤيتها من هذا الموقع. وقال تانين ان ميريل ستريب وغوينيث بالترو تسكنان في بيت يمكن رؤيته من هذا المكان، بالنظر من نافذة مطلة على الغرب. وأضاف قائلا ان سوق بيع مثل هذه المباني لا يتعدى 15 او 20 شخصا، معظمهم من المديرين التنفيذيين الذين يتلقون حوافزهم السنوية في مارس (آذار)، بالإضافة الى رجال الأعمال الاوروبيين الذين يعتمدون على قوة اليورو. وكان جويل سيلفر وايثان ايلدون، وهما المقاولان المشرفان على المشروع، قد استضافا 20 من ممثلي وكالات بيع العقارات في حفل غداء بمطعم بولي الفاخر. ويقول ايريكسون ان المنظر الذي يمكن رؤيته من الشقة ليس رائعا، كما قال ايضا ان الراغبين في شراء مثل هذه العقارات يرغبون في السكن بجوار اناس من مستوى لا يختلف عنهم كثيرا. إلا ان المقاولين يقولون انه اذا لم يظهر راغبون في المشروع فإنهم سيتخلون عن الفكرة ويشيدون ست شقق فوق السطح، ويؤكدون ان هذا العرض سيظل موجودا لفترة محددة فقط.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الاوسط»