مشروع «غراند أفنيو» لتطوير وسط لوس أنجليس بتكلفة ملياري دولار

هندسة فرانك غاري الشهير

TT

رغم الركود الذي تشهده الاسواق العقارية الاميركية هذه الايام فإن النشاط العقاري في بعض الولايات والمدن الكبرى لم يتوقف، خصوصا ما يتعلق منها بتنفيذ المشاريع التطويرية والتحديثية في المراكز التجارية. ومن هذه المدن مدينة لوس انجليس في ولاية كاليفورنيا، التي تشهد بدورها حركة عقارية لا بأس بها نسبة الى غيرها من الولايات، إذ ادى تدفق السكان والعمال الجدد على وسط مدينة لوس انجليس، الى انعاشها وتنشيطها في السنوات الاخيرة، رغم ان معظم المشاريع التطويرية والعمرانية تتركز في المناطق الجنوبية بالقرب من الميدان الخاص بالألعاب الرياضية والترفيهية.

وقد راودت الملياردير ايلي برود الكثير من الاحلام الخاصة بايجاد منطقة مركزية تستقطب وتشد جميع فئات المجتمع، مقابل الوسط التجاري في المدينة. ويضع ايلي في باله ما يعرف بمنطقة بنكر هيل، المنطقة التي تضم اهم المؤسسات الثقافية في المدينة، وربما اهم المباني التقليدية المنسية وسط جمهرة من المؤسسات والمباني الحكومية ومواقف السيارات.

هذه الاحلام يبدو انها ستجد من يحققها إذ ان شركة ريليتد ايربن التابعة لريليتد كومبانيز، التي طورت مركز تايم وورنر في ساحة كولومبوس في مانهاتن في نيويورك، ستبدأ بتهديم المباني القديمة على طول غراند افنيو مقابل مركز وولت ديزني في بنكر هيل، في إطار المرحلة الاولى من مشروع معماري تحديثي متعدد الاستخدام يكلف ما لا يقل عن ملياري دولار. وسيعمل على تنفيذ المشروع، الذي يطلق عليه اسم غراند افنيو، المهندس المعماري المعروف فرانك غيهري. المرحلة الاولى من المشروع، التي ستكلف 750 مليون دولار ستشمل تأهيل المناطق الموجودة بين غراند افنيو واوليف ستريت، وبناء حوالي 400 مجمع سكني في برجين (الاول بارتفاع 48 طابقا والثاني بارتفاع 24 طابقا) بسعر 1000 دولار للقدم المربع، بالإضافة الى 100 شقة خاصة بالعائلات، يبلغ معدل ايراداتها 35 الف دولار في السنة، و284 الف قدم مربع للمحلات التجارية و16 هكتارا لمواقف السيارات. ورغم ان المشروع سيهتم ببعض سكان المدينة من ذوي الدخل المحدود، الذين سيتنافسون على خمس الشقق، فإن الانتقادات اللاذعة تتواصل حول حق القيمين على المشروع في الحصول على الدعم المالي الحكومي، في الوقت الذي يهدف المشروع بالأساس الى استقطاب الطبقات الغنية والميسورة.

كما يعارض البعض فكرة ايجاد وسط تجاري واحد لمدينة مثل لوس انجليس، التي تتمتع بعدة مراكز وتجمعات تجارية وبشرية (سانت مونيكا، باسيدينا، ماليبو، بيفرلي هيلز، وست وود هوليوود، دل اير)، على حد قول الكاتب يول كوثين، في الوقت الذي يجري فيه العمل على انهاء العمل في اكثر من 1500 عقار، منذ ان سمحت بلدية المدينة للمواطنين بإعادة تأهيل وتعمير مباني المكاتب القديمة وتحويلها الى مساكن عام 1999. الإحصاءات الاخيرة تقول ان عدد سكان وسط المدينة ومعظمهم من الشباب والعزاب، يبلغ 29 الف نسمة. وهؤلاء السكان اكثر تسامحا من غيرهم في تقبل بعض المسائل، مثل السير على الاقدام للوصول الى اعمالهم والتبضع من مناطق بعيدة عن المنزل وغير ذلك.

الحركة الحاصلة في وسط المدينة ساهمت ايضا باستقطاب العديد من المؤسسات التي نقلت مكاتبها من غرب المدينة الى وسطها بسبب انخفاض معدلات الإيجار. ومن هذه المؤسسات بيركينز كوي القانونية وبسوماس الهندسية.

الى جانب مشروع غراند افنيو، هناك مشروع تطويري آخر في وسط المدينة (قرب مركز ستابلز، الذي يستخدم كمركز لرياضة كرة السلة) باسم آلايف. وسيكلف المشروع الذي سيركز على انشاء مراكز للتسلية واللهو ومحلات التسوق والمطاعم والفنادق، حوالي ملياري دولار ايضا. كما يهدف المشروع على عكس غراند افنيو الى استقطاب كبار السن والمستثمرين الاجانب من الخارج.

* فرانك غاري من اهم المهندسين المعماريين في العالم هذه الايام، وهو من عائلة يهودية ومن مواليد تورينتو في كندا عام 1929.

- انتقل فرانك غاري واسمه الاصلي فرانك غولدبيرغ الى ولاية كاليفورنيا عام 1947، وتخرج من مدرسة العمارة في جنوب الولاية عام 1954.

- درس هندسة المدن في جامعة هارفرد لكنه تركها قبل اتمام دراسته. - تأثر غاري كثيرا بجدته التي كانت تلعب معه بتصميم المدن المصغرة.

- من المعروف انه رائد المدرسة التفكيكية في فن العمارة الحديثة. - حائز جائزة بريتزكار في كاليفورنيا.

- المباني التي صممها، ومنها منزله الخاص اصبحت مزارا للسياح من جميع انحاء العالم، خصوصا عشاق فن العمارة.

- من المباني المعروفة التي صممها وهندسها: متحف غوغنهام في بلباو في اسبانيا ومركز حفلات وولت ديزني في مدينة لوس انجليس، وبيت الرقص في براغ في تشيكيا، ومنزله في سانتا منويكا في ولاية كاليفورنيا.