السعودية: السياحة الداخلية والمناسبات ترفع حرارة السوق العقاري

مدير التسويق في الفورسيزونز: الطفرة الاقتصادية والمهرجانات الصيفية سببان في حركة العقار السياحي

تشهد المنطقة الشرقية نشاطاً في حركة العقارات السياحية نظراً لكثرة مرتاديها في فصل الصيف («الشرق الاوسط»)
TT

على الرغم من أن الفترة الحالية تعتبر فترة إجازة صيفية ساخنة، حيث تتجاوز فيها درجة الحرارة 45 درجة، وتشهد فترة خروج الكثير للسياحة الخارجية، إلا أن ذلك لم يرغم السوق العقاري على التوقف من خلال حركة التداول في بيع وشراء الأراضي، بالإضافة إلى تحرك الكثير من المنتجات كالعقارات السياحية منها الشاليهات في المناطق الساحلية، والاستراحات، بالإضافة إلى الحركة الكبيرة على الشقق السكنية، حيث إن الكثير من المستأجرين يحددون موعد تجديد عقودهم في فترة الصيف، وذلك للتزامن مع التغيير، أو السفر، وتجديد تلك الشقق.

في حين يشهد السوق الاستثماري العقاري حركة جيدة في تداولات بيع وشراء الأراضي وطرح المجمعات التجارية خلال فترة الصيف، إذ إن الكثير من الشركات العقارية تعتبر فترة الصيف فترة إعادة حسابات وترتيب الأوراق للدخول في موسم عقاري جديد بمشاريع حديثة تستطيع من خلاله الشركات الدخول إلى السوق العقاري مجدداً، والذي ينتظر موسماً ساخناً من خلال ما يشهده القطاع من دخول شركات جديدة ومشاريع حديثة سترفع من حركة السوق العقاري في السعودية. يشير محمد الحارثي وهو مالك لعدد من الاستراحات في شمال وشرق العاصمة الرياض إلى أن الطلب اليومي ازداد على الاستراحات في الرياض، نظراً لكثرة المناسبات التي تشهدها المدينة، حيث تتراوح أسعار التأجير اليومية على الاستراحات الكبيرة ما بين 15 ألف ريال (4 آلاف دولار) و3 آلاف ريال (800 دولار) وتختلف المساحات بين تلك الاستراحات والتجهيزات الأمر الذي يكون له دور كبير في سعر التأجير، مشيراً إلى أن مناسبات الأعراس هي الأكثر في فصل الصيف، والأكثر طلباً لتأجير الاستراحات في العاصمة السعودية الرياض.

وأكد أن العائد السنوي على الاستثمار في الاستراحات يتراوح بين 10 إلى 15 في المائة، الأمر الذي يؤكد جدوى الاستثمار في قطاع الاستراحات خاصة في ظل إدخال جميع متطلبات المستأجرين من ملاعب وغرف وصالات، بالإضافة إلى التشجير الذي يعطي ميزة أكثر للاستراحات.

وبين الحارثي أن الطلب يتواصل طوال السنة على الاستراحات، وترتفع أسعار التأجير اليومي خلال أيام نهاية الأسبوع التي تعتبر أيام إجازة مما يرفع الطلب على التأجير في مختلف أنواع الاستراحات، مشيراً إلى أن فترة الصيف تشهد زواراً يفضلون استئجار الاستراحات للراحة والخصوصية التي توفرها عن البدائل العقارية.

في حين تشهد فنادق العاصمة إقبالا كبيراً نظراً لوجود طفرة تجارية في الرياض، حيث ذكرت مصادر انه كانت هناك نسبة إشغال عالية في الفنادق خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي والفترة المنصرمة من شهر يوليو (تموز) الجاري، وصلت إلى 90 في المائة خاصة في أيام عطلة نهاية الأسبوع، حيث يتوافد الكثير من الزوار من خارج مدينة الرياض، وذلك لمختلف المناسبات أو التبضع من أسواق العاصمة.

حيث أوضح طارق بخيت مدير إدارة التسويق في فندق "فورسيزونز" الرياض أن الطفرة الاقتصادية وإقامة المهرجانات الصيفية في السعودية ساعدتا على تسجيل نسبة إشغال عالية في الفنادق، معتبراً أن نسبة إشغال تتراوح ما بين 80 إلى 90 في المائة تعتبر مرتفعة خاصة أنها سجلت في فصل الصيف. كما أن فترة الأشغال في الرياض لم تعد محددة بوقت معين كون المدينة تشهد طفرة تجارية عالية ساعدت على إيجاد سوق واعد في عقارات التشغيل كالفنادق والشقق المفروشة.

وأشار بخيت إلى أن موسم الأعراس ساعد هو الآخر على تحرك قطاعات الفنادق إذ تكثر في فترة الصيف الذي يعتبر موسماً جيداً لكونه فترة إجازة مدرسية، والكثير من الموظفين يحرصون على أن تكون إجازتهم متوافقة مع هذه الفترة، مما يساعد على تنقلهم بين المدن، موضحاً أن الطلب عال على قاعات الأفراح في الفندق خلال فترة الصيف.

الشقق المفروشة هي الأخرى تشهد طلباً كبيراً في العاصمة السعودية الرياض نظراً لتفضيل الكثير من الأسر السعودية نظام الشقق عن نظام الغرف في الفنادق، لملاءمة الشقق بوجود الغرف بأحجام مختلفة وتصاميم مناسبة. وتتراوح أسعار الشقق السكنية المفروشة في الرياض لليلة الواحدة ما بين 800 ريال (213 دولارا) و200 ريال (53.3 دولار)، وذلك حسب حجم الشقة وموقعها في العاصمة، في حين تتجاوز بعض الأجنحة الفندقية تلك التسعيرة لما توفره من أجواء فندقية لزوارها وقاطنيها.

من جهة أخرى لا تزال الشقق السكنية في الرياض تشهد ارتفاعاً في أسعار تأجيرها أو بيعها بهدف التمليك، حيث ارتفعت أسعار التأجير ما بين 25 إلى 30 في المائة، وشهدت الشقق السكنية في المباني الجديدة ارتفاعاً وصل في بعض الأحياء إلى 40 في المائة من خلال ازدياد الطلب على الشقق السكنية، اثر الهجرة المستمرة للرياض من مختلف المدن، وذلك عطفاً على توفر مختلف الوظائف في المدينة، نتيجة إقبال الشركات المحلية والعالمية لفتح مقار لها في العاصمة.

في حين ارتفعت أسعار تمليك الشقق السكنية إلى نحو 37 في المائة عما كانت عليه في العام الماضي، نتيجة ازدياد الطلب على شقق التمليك في الرياض، بعدما وفر الكثير من المؤسسات المالية نظام القروض أو التقسيط لشراء الشقق السكنية، الأمر الذي ساعد الكثير على البحث عن شقق ملائمة له ولأسرته يتملكها بدلاً من دفع إيجار سنوي.

وتتراوح أسعار الشقق السكنية المطروحة للتمليك ما بين 200 ألف ريال (53.3 ألف دولار)، و500 ألف ريال (133 ألف دولار) تختلف باختلاف المواقع والأحجام. في حين تشهد المنطقة الشرقية نسبة إشغال عالية في فنادقها وشققها المفروشة بالإضافة إلى المنتجعات التي تحتوي على شاليهات مختلفة الأنواع والاحجام.

وأوضح محمد الدوسري صاحب مبان تحتوي على شقق سكنية أن الطلب يزداد في فترة الصيف على الشقق السكنية خاصة القريبة من كورنيش الخبر او القريبة من جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين حيث يفضل الكثير من العوائل السكن بالمنطقة الشرقية والذهاب إلى البحرين بشكل يومي على الرغم من الازدحام الذي يشهده الجسر في الفترة الحالية، والذي يصل إلى عبور ما بين 20 ألف إلى 30 ألف سيارة يومياً للسياحة في البحرين، مشيراً إلى أن الأسعار اقل بكثير مما تسجله فنادق وشقق البحرين، الأمر الذي يدفع زوار المنطقة الشرقية إلى السكن فيها والتردد على البحرين يومياً.

وأضاف الدوسري أن فعاليات السياحة التي تشهدها المنطقة الشرقية ساعدت كثيراً على جذب الزوار لمدينتي الدمام والخبر، حيث إن سكان كل من الرياض وضواحيها كالقصيم، بالإضافة إلى مدن الجبيل والإحساء والخفجي يزورون المنطقة بهدف السياحة لما تضمه المنطقة من مجمعات تجارية حديثة وكورنيش متطور، خاصة بعدما تم افتتاح الواجهة البحرية بالدمام التي تعد من أجمل الواجهات البحرية في منطقة الخليج.

وأكد الدوسري الذي كان يتحدث لـ"الشرق الأوسط" أن موسم الصيف الحالي سجل نسبة كبيرة من الزوار للمنطقة الشرقية، نظراً لقربها من العاصمة الرياض، بالإضافة إلى تدشين عدد من المنشآت المساندة للسياحة وارتفاع درجة حرارة الصيف الأمر الذي يجعل الزوار يلجأون إلى ارتياد البحر هرباً من سخونة الجو المتواصلة.

في جدة قد لا تكون لك شقة تستأجرها او غرفة في فندق تنزلها، ما لم يكون لك حجز مسبق منذ فترة، حيث إن جدة تعيش حالياً فترة ازدحام كبيرة، نظراً للإقبال الكبير عليها من قبل مدن السعودية بأكملها.

حيث يتحدث منصور البقمي مستثمر في شقق بازار السكنية إن قرب جدة من الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى إقامة مهرجان صيفي يعتبر الأضخم بين مهرجانات البلاد دفعا إلى نسبة إشغال عالية في المدينة وصلت إلى 100 في المائة في أيام نهاية الأسبوع، وذلك كون المدينة تقع كمتوسط مدن المنطقة الغربية، بالإضافة إلى قربها من مدن المنطقة الجنوبية، مما يساعدها في تحقيق مكاسب خاصة في قطاع العقارات المطروحة للسياحة كالقرى السياحية والمنتجعات المختلفة بالإضافة إلى الفنادق والشقق السكنية.

وأشار البقمي إلى أن القرب من البحر ومن الشوارع الرئيسية كشارع الأمير محمد بن عبد العزيز يؤثر على عملية إشغال الفنادق والشقق المفروشة والتي تشهد نسبة إشغال تصل إلى 100 في المائة مع قائمة انتظار تطول للبحث عن مسكن شاغر، في مدينة جدة غرب السعودية.