رومانيا تتمتع بنفس مزايا بلغاريا لكن سوقها العقاري فشل في اللحاق بجارتها

أسعار الفيلات فيها تبدأ من 240 ألف دولار

رومانيا تحاول اللحاق بجارتها بلغاريا عقاريا («الشرق الاوسط»)
TT

انضمت كل من بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد الأوروبي في مطلع العام الحالي، لكن من المفارقات أنه بينما يشترك البلدان في العديد من الأمور مثل التاريخ والمناخ وثلاثين ميلاً من الحدود، فإن الأمر يختلف كثيراً فيما يتعلق بسوق العقارات في البلدين، دون تفسير واضح لذلك. فبينما تعتبر بلغاريا واحدة من أكثر اسواق العقارات جاذبية للمستثمرين الأجانب، تعاني رومانيا من فقدان نفس الجاذبية لدى المستثمرين الأجانب، ومن المؤكد أنها ستحتاج إلى وقت طويل ومجهود كبير حتى تصل إلى المكانة التي تحتلها بلغاريا في سوق العقارات الدولية. وربما تصبح سوق المستقبل في شرق أوروبا. وعندما تتصفحت مواقع شركات العقارات الدولية على الإنترنت فستلاحظ أن الدولتين تقدمان نفس الشيء تقريباً، مع الفارق أن الأسعار في رومانيا أرخص كثيراً من مثيلاتها في بلغاريا. فهناك العديد من عروض البيع في رومانيا بأسعار زهيدة لمبان جديدة في ضواحي العاصمة بوخارست، وفي مناطق التزلج في براسوف أو المناطق المتاخمة للبحر الأسود. ولا يرغب معظم المشترين الأجانب في اقتناء العقارات بغرض السكن فيها، بل يودون شراءها بغرض الاستثمار فقط، ومعظمهم مدفوع بالدعاية المكثفة والملحة التي تقوم بها محطات التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى حول العقارات في المناطق المشمسة والرخيصة، إذ تضع تلك الجهات رومانيا على قمة الأماكن التي يمكن تحقيق أرباح كبيرة فيها على المدى الطويل. وفي هذا الصدد يقول داميان ثيري من شركة "عقارت رومانيا الدولية" في لندن إن الاستفسارات التي يتلقونها من أشخاص يرغبون بالفعل السكن في العقارات التي يشترونها تبلغ نسبة الثلث فقط، أما الباقي فيرغب في الاستثمار. ولا يعود السبب في ذلك إلى أن رومانيا أقل جاذبية من بلغاريا، فهي تحتل مسافة طويلة من ساحل البحر الأسود الحافل بالشواطئ الرملية، بالإضافة إلى مساحات واسعة من الجبال المشجرة والسهول الخصبة التي تشّكل ريفاً غنياً وجميلاً. لذا فهناك العديد من الأراضي المعروضة للراغبين في بنائها واستثمارها. ورغم أن منطقة الساحل مرشحة لأن تكون أكبر سوق لمستثمري العقارات فقد فشلت حتى الآن في جذب السياحة الجماعية، وأحد الأسباب ربما تكون التكلفة العالية للرحلات الجوية. لكن من المتوقع أن يتغير ذلك مع تنظيم شركة "ويزإير" رحلات رخيصة من مطارات في لندن ومدن أخرى حول أوروبا الغربية. وعلى العكس من ذلك فقد شاهدت بلغاريا ازدهاراً سياحياً خلال السنوات الماضية إلى الحد الذي جعل الشركات السياحية تقدمها كبديل لأسبانيا، مما أدى بدوره لازدهار سوقها العقاري بدرجة كبيرة. أما في رومانيا فهناك توسع ملحوظ في بناء الفيلات على طول الساحل، لكن هذه الفيلات لم تنشأ كنتيجة لازدهار سوق السياحة، بل غالباً ما يشتريها مستثمرون محليون. وينطبق نفس الشيء على المباني الجديدة حول بوخارست. ويفسر هذه الظاهرة طاهر علي من شركة "رومانيا ريفيليد" بقوله إن "سوق العقارت في الوقت الراهن لا يحتاج للمستثمرين الأجانب، لأن اقتصاد البلاد ينمو بسرعة مما يعني أن هناك طبقة جديدة من الأغنياء المحليين مستعدة ومتحمسة لشراء المباني الفاخرة للخروج من المباني التعيسة التي سادت المدينة إبان عهد الشيوعية والتحالف مع الاتحاد السوفياتي". فهناك العديد من الفيلات المعروضة في منطقة كونستانتا على الساحل تبدأ أسعارها من 240 ألف دولار، وكذلك شقق معروضة للبيع بسعر 113.700 دولار. إلا أن العديد من الشباب الروماني يعاني من ضعف دخولهم، كما أن النظام المصرفي لا يقدم تسهيلات القروض العقارية لمساعدتهم على الشراء، مما يفتح المجال أمام المستثمرين من غرب أوروبا الذين يصبح بإمكانهم شراء مبان تحت التشييد في ضواحي بوخارست أو على ساحل البحر الأسود وتأجيرها للطبقة الجديدة من الرومان الأثرياء أو للموظفين الأجانب. وغالباً ما يقوم المستثمر ببيع العقارات بعد مضي عدد من السنوات تكون الأسعار قد ارتفعت خلالها. ومن الناحية النظرية فبإمكانك شراء العقار واستثماره وبيعه مرة أخرى دون أن تكون قد وضعت قدماً في رومانيا. إلا أنه من الضروري الانتباه إلى خطورة مثل تلك الخطوة، نظراً للمفاجآت التي يمكن أن تحدث. ورومانيا تملك العديد من المزايا التي تجعل الإقامة فيها ممتعة، فهي تحتوي على منتجعات تزلج ممتازة في "كارباثيانز" وعلى دلتا خصبة لنهر الدانوب قبل أن يصب في البحر الأسود والتي تعتبر فردوساً فريداً لا مثيل له في أوروبا كلها. كما هناك ترانسلفانيا المقاطعة ذات المشاهد الطبيعية الرائعة التي تعتبر من أجمل المقاطعات الرومانية حيث قمم الجبال الشاهقة والوديان المليئة بالغابات الخضراء التي تخترقها جداول المياه العذبة. وكذلك مدينة سايسوارا العتيقة التي تعود إلى القرون الوسطى وتشتهر ببرج الساعة الذي أقيم في القرن الرابع عشر. وأخيراً هناك العاصمة الثقافية لأوروبا لعام 2007: مدينة سيبيو الواقعة إلى الغرب من براسوف المشهورة بمتحفها المفتوح في الهواء الطلق وبيوتها الملونة الزاهية. وقد بدأت هذه الأماكن تجذب طلائع المستثمرين الأوروبيين المستعدين للمخاطرة، لعل أشهرهم ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز الذي اشترى منزلاً ريفياً في ترانسفانيا. ويُلاحظ أن المنازل الريفية زهيدة السعر إلى الدرجة التي لاتتحمس وكالات العقارات للتعامل فيها. ويعود السبب لعدم ثقة الريفيين في وكالات العقارات وتفضيلهم البيع مباشرة دون وسيط. لذا فمن الصعب العثور على منازل ريفية في مواقع وكالات العقارات الدولية، وعليك إذا أردت شراء منزل ريفي في رومانيا تحديد القرية التي ترغب الشراء فيها ثم الذهاب إليها وسؤال الناس مباشرة. كما أن هناك بعض العيوب المتصلة بمعظم المنازل الريفية كون معظمها لا يحتوي على مطبخ وحمام حديثين. ويحذر رودجر ميد، الذي بنى منزله في "كامبلانج" في منطقة كارباثيانز، من أنك ستحتاج إلى معارف محليين يمكنك ان تثق فيهم للقيام بأية اصلاحات في البناء أو ادخال تحسينات عليه. ولكن يستحسن أن تكون من العمال الأجانب العاملين في رومانيا. كما من الأفضل أن تكون موجوداً بنفسك في الموقع أثناء عملية البناء وإلا فإنه من المحتمل أن تُباع المواد التي أحضرتها في السوق السوداء بمجرد مغادرتك لرومانيا. ويقول رودجر "لقد كنا محظوظين إذ عثرنا على شخص ممتاز قام ببناء المبني الرئيسيي على نحو رائع ثم قمنا نحن بالتشطيبات الداخلية بأنفسنا". وكان رودجر المتحدر من جنوب شرق إنجلترا قد ذهب إلى رومانيا قبل ثماني سنوات مع منظمة إغاثة ثم وقع في غرام المدينة وامرأة رومانية. ووصف رودجر تجربته بقوله لقد كان "الاندماج في المجتمع سهلاً للغاية لأن معظم الرومانيين يتحدثون اللغة الانجليزية". أما بالنسبة للاستثمار فإن الاحتمالات تبدو مباشرة، وعن ذلك يقول رودجر "لقد دفعنا نحو 90 سنتاً للمتر المربع قبل خمس سنوات، ويصل سعر المتر حالياً 40 يورو، مما يؤكد أن شراء عقار في رومانيا يعد استثماراً مربحاً للغاية اذا أكملته بالطريقة السليمة. فالقاعدة الذهبية هي أن "تفكر قبل أن تندفع للشراء" على حد قول دبورا فوكس من شركة "إيمرغين ريل ستايت" البريطانية المتخصصة في أسواق العقارات الجديدة مثل بلغاريا ورومانيا. كما يجب ألا تؤخذ بإغراء امتلاك عقار في الخارج وألا تتوقع أرباحاً عاجلة. فيجب عليك التمهل من اجل تجميع وفحص المعلومات وتحليلها. وتقدم دبورا النصائح التالية للمستثمرين في مثل تلك الأسواق: اشتر عن طريق وكالة أوروبية غربية ذات معلومات جيدة عن السوق المحلي بحيث تستطيع إرشادك خلال كل خطوات عملية الشراء.

وكّل محامياً جيداً ومستقلاً للقيام بالفحص اللازم لسجل ملكية الأرض والوثائق الأخرى. خصص ميزانية إضافية لرسوم المحاماة وكذلك للضرائب والتأمين ورسوم الخدمات.

اذهب في رحلة استكشافية من أجل التعرف على العقار بدقة وبغرض التعرف على التسهيلات المحلية والعوامل الأخرى التي تؤثر على استثمار العقار في المستقبل.