الهند: مشروع ضخم لتحويل مومباي الفقيرة إلى منطقة جذب مربحة للمستثمرين

بتكلفة 2.3 مليار دولار ويستغرق حوالي 7 سنوات

بدأت مومباي تتلمس إمكاناتها العقارية الضخمة («الشرق الاوسط»)
TT

تقوم الهند بتطوير «أكبر منطقة سكنية فقيرة وبائسة في العالم» تقع في غرب مومباي إلى عقارات سكنية. ولتحقيق ذلك قامت حكومة الولاية المحلية بنشر إعلانات في ما لا يقل عن 20 مدينة عالمية.

ووصف اقبال سينغ تشاهال المسؤول عن «مشروع إعادة تطوير ذارافي» هذه المحاولة بأنها الأولى من نوعها في الهند لإعادة بناء منطقة سكنية فقيرة ومكتظة إلى مشروع مربح للحكومة.

وكشفت مصادر في قطاع البناء عن رغبة الولاية في تحقيق ربح من هذا المشروع يصل إلى مليار دولار.

ويقدر عدد الذين سيسكنون في هذه المنطقة بحوالي 600 ألف شخص، وهي محاطة من جهاتها الأربع بمبان تجارية عالية. ويقدر أن تصل تكاليف المشروع الى 2.3 مليار دولار ومن المتوقع أن ينتهي خلال سبع سنوات.

وقال موكش مهتا المعماري المقيم في الولايات المتحدة: «ستصبح ذارافي نموذجا لتأهيل المناطق السكنية الفقيرة المكتظة بالسكان في الهند بجعل الحصول على مساكن سهلا».

وتعد مومباي من أغلى المناطق من حيث العقارات في العالم.

وستفتح المناقصات لشركات البناء فقط والتي تصل قيمة كل منها الى ما لا يقل عن 700 مليون دولار مع دخل سنوي خلال السنوات الثلاث الأخيرة لا يقل عن 600 مليون دولار. وعلى جميع المشاركين في المناقصات أن يكونوا ذوي خبرة في تطوير مساحة تصل إلى 7 ملايين قدم مربع ضمن بلدة تبلغ مساحتها على الأقل 100 فدان.

ويهدف المشروع إلى تطوير مساحة 14 مليون قدم مربع للمباني التجارية ومساحة 30 مليون قدم مربع للسكن خلال السنوات السبع المقبلة. وسيسمح المشروع ببيع 133 قدم مربع من المساحة المبنية لكل 100 قدم مربع يستخدم كي يعاد تسكين العائلات التي يبلغ عدد أفرادها 600 ألف شخص والذين يقيمون حاليا في المنطقة وهم مؤهلون كي يحصلوا على مساكن مجانية. وعلى المناقص أن يحول المنطقة إلى حي متطور يضم خمسة قطاعات متوفرة فيها الخدمات حيث توجد في كل قطاع مدارس ومراكز صحية وأنشطة ترفيهية وحدائق ومساحات للهرولة وطرق وبنى تحتية أخرى.

وأبدت شركات بناء مثل "إعمار" الإماراتية عن رغبتها في تقديم عروض، وهناك شركات من هونغ كونغ وسنغافورة أبدت هذه الرغبة أيضا.

سيبدأ طرح المناقصات للمشروع في سبتمبر ( ايلول ) المقبل حسبما قال مسؤولون معنيون.

لكن كان هناك سخط من سكان ذارافي ضد المشروع لتخوفهم من تبديل مساكنهم وفقدانهم للعمل خصوصا وأن هذه المنطقة المتميزة بأكواخ الصفيح والطرق الضيقة مشهورة بصناعات الفخار والدباغة وغيرها.

ويعيش في الأحياء الفقيرة العشوائية داخل الهند حوالي 8 ملايين شخص. وظل المشروع موضع مراقبة دقيقة لعدة شهور على المستوى العالمي من قبل مؤسسات إعلامية وصحفية عديدة مثل "شيكاغو تريبيون" و"بي بي سي نيوز" التي غطت أخبار إعادة بناء أكبر منطقة مساكن قصديرية في آسيا. وفي عدد مايو ( أيار ) 2007 اعتبرت مجلة «ناشونال جيوغرافيك سوسايتي» ذارافي «بأنها أكبر منطقة عقارات جذابة في الهند».