ملياردير روسي: خسرت 30 مليون دولار بسبب كلب

بعد رفضه بيع منزل في أكثر التجمعات السكنية تميزا في روسيا والعالم

مشهد خارجي لأحد القصور القريبة من موسكو ( «الشرق الاوسط»)
TT

اخذ اراس اغالاروف يشرح وسط تغريد الطيور، لماذا قرر تشييد مستوطنة سكنية لأغنى الأغنياء (السوبر) في روسيا.

وكان يتحدث وهو يقف الى جوار فيلا ضخمة على الطراز الكلاسيكي الحديث قارب البناؤون على الانتهاء من تشييدها، بينما على مقربة منها كان هناك قصر على الطراز الباروني الاسكتلندي يطل على مجموعة من اشجار البتولاء مزروعة حديثا.

ويقول اغالاروف «الناس الذين يعيشون هنا ينتمون الى وضع اجتماعي عادي. ولكن هناك بعض القواعد. فواحد من المشترين المحليين يملك كلبا من الفصيلة الافغانية. ولا نسمح بكلاب كبيرة في هذه المستوطنة. ولذا فلن ابيع له مسكنا.

وقال ضاحكا «هل تتخيل انني خسرت 30 مليون دولار بسبب كلب؟» واغالاروف هو ملياردير روسي متخصص في مجال التطوير العقاري. ولديه ايضا رؤية: هي تشييد اكثر التجمعات السكنية تميزا في روسيا، إن لم يكن في العالم.

وتتلخص الفكرة في اقامة نخبة المليارديرات الروس الجدد بسعادة جنبا الى جنب. ويصف اغالاروف مشروعه بأنه نوع من التجربة الاجتماعية المثالية – ولكن بلا فقراء.

واوضاف مشيرا الى مجموعة من البيوت الروسية التقليدية المتهالكة «لقد زرعت كل تلك الاشجار لإخفاء القرية الظاهرة هناك».

والقرية الجديدة مقامة على مساحة 850 فدانا في منطقة ايسترا خارج موسكو، وتنتشر فيها اشجار التنوب وزهور البابونغ البيضاء. وقد تم استكمال تشييد عدة فيلات.

وبعض هذه الفيلات مداخلها مقامة على اعمدة مما يعطيك الانطباع بالعمارة الاغريقية، والبعض الاخر مقام على الطراز الغوطي. والبيوت كلها مختلفة الطراز.

ويوجد في تلك المستعمرة السكنية ملعب غولف به 18 حفرة. كما يوجد به ايضا 14 بحيرة صناعية، وشلالات ومنتجع وشاطئ به رمال بيضاء مستوردة. وينوي اغالاروف تشييد ما يتراوح بين 150 الى 200 قصر. كل منها تتراوح قيمته ما بين 10 الى 15 مليون دولار.

ومقابل ذلك تحصل على مساحة الف متر مربع وحمام سباحة بالمياه المالحة – وضمان ان الجيران من النوعية المناسبة. بالاضافة الى حصولك على مجموعة من الصخور في الحديقة واستخدام مصمم حدائق اميركي. وانفق اغالاروف 2.5 مليون دولار على الحجارة.

ويعقد اغالاروف اجتماعا مع المشتري المحتمل. كما يجب على المشتري توقيع وثيقة من 30 صفحة يوافق فيها على الالتزام بلوائح اغالاروف الغريبة بعض الاحيان.

فممنوع على السكان نشر الغسيل في خارج القصور، وتنفيذ تحسينات في المنزل، او اطلاق صواريخ نارية. وبالاضافة الى ذلك يقيم الحرس الخاص في مساكن صغيرة خاصة على طرف الموقع.

واوضح اغالاروف «معظم الأسر لديها ما يتراوح بين خمسة الى 6 حراس خاصين. ومائتا اسرة تعني الف حارس خاص». ولا يشك الا القليل من الناس في امكانية بيع اغالاروف لجميع القصور. فطبقا لنسخة عام 2007 من مجلة "فوربس" يوجد في روسيا 53 مليارديرا.

ويحتل اغالاروف المرتبة 95 في قائمة اغنياء روسيا وتقدر المجلة ثروته بـ 540 مليون دولار. الا انه يقترح ان ثروته الحقيقة تزيد على 10 مليارات دولار، وان العديد من اثرياء روسيا اغنى من التقديرات الرسمية.

والعديد من الذين حققوا ثروات في عهد فلاديمير بوتين لم يحققوا ثرواتهم في مجال النفط والغاز فقط. ومن بينهم العديد من الافراد الذين على علاقة قوية بالبيروقراطية في الكرملين، والبعض منهم لديه بيوت في كنسنغتون في لندن او في جنوب فرنسا.

ويتفق اغالاروف على ان 15 مليون جنيه استرليني كافية لشراء عقار في اماكن اخرى. و«لكن اذا ما اردت الحياة في موسكو فيجب ان تعيش هنا. لا يوجد اجمل منها".

وقبل عقد من الزمن كان اثرياء روسيا يشتهرون بحبهم للبضائع الفاخرة. الم يتغير ذلك؟ يقول اغالاروف "لا يزال الامر يتعلق بالمظاهر، والعرض لا يزال مستمرا".

ومن المتوقع استكمال المشروع في عام 2009. والعقبة الوحيدة التي تؤثر في رؤية اغالاروف هي حي فورونينو، المجاور لمشروعه.

وقد تمكن اغالاروف من شراء 14 من بيوت الحي البالغة 28 – بهدف هدمها. وحتى الآن رفض الرجل الذي يعيش في كوخ متهالك من الطوب الاحمر رقم 54 البيع، بالرغم من حصوله على عرض قيمته مليون دولار لبيع كوخه. وقال اغالاروف انه «سيبيع في النهاية».

* خدمة «الغارديان» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»