لبنان: الأمم المتحدة تتبنى ترميم مبانٍ تضررت جراء القصف الإسرائيلي

منها تأهيل 70 مبنى يسكنها 4200 شخص

اصلاح الأضرار مستمر بعد حرب الصيف الاخيرة («الشرق الاوسط»)
TT

حي السلم الذي يمتد على مساحة 2.7 كيلومتر مربع في اطراف الضاحية الجنوبية من بيروت، والذي يضم نحو 200 الف نسمة، يكاد يشبه المخيمات الفلسطينية، ويشكل جزءاً من حزام البؤس الذي يلف العاصمة. فلا اسفلت على الطرقات، وبنية تحتية بدائية، وبيئة تجتمع على تلويثها قنوات الصرف الصحي المتفجرة، و"نهر الغدير" الذي يستوعب كل النفايات الصناعية وغير الصناعية، الذي يجتاح البيوت احياناً ابان الامطار الغزيرة، واكداس النفايات والخردة التي يجمعها بعض اصحاب الشاحنات الصغيرة لاعادة بيعها من المصانع بهدف اعادة تدويرها.

وفوق هذا كله، تعرضت منازل هذا الحي المتواضعة، والمخالفة في معظمها، للتشقق والصدوع التي تتسرب منها مياه الشتاء الى الداخل في لوحة تكاد تصبح طبيعية وملازمة لحياة السكان. واذا كان الفقر والحرمان نتيجة عدم وجود بلدية في المنطقة، والحاق هذا الحي ببلدية "الشويفات" مع بقاء ناخبيه يقترعون في منطقة اخرى، فإن التشققات والصدوع في المنازل مردها الى القصف الاسرائيلي العنيف الذي تعرض له مطار بيروت الدولي العام الماضي، وتحليق الطائرات التي تستخدم مطار بيروت الدولي فوقه، على حد قول احد ابناء المنطقة، الذي يضيف: "كلما اقلعت طائرة او هبطت اخرى في مطار بيروت تتراقص الابنية في كل الحي تاركة وراءها مزيداً من التشققات والصدوع الخطرة في بعض الاحيان".

لكل هذه الاسباب انبرت "وكالة الامم المتحدة لدعم المسكن" التابعة للمنظمة الدولية لتنفيذ عدة خطط في المنطقة، بفضل مساعدة تقدم بها "مكتب المساعدات الانسانية في المفوضية الاوروبية" (ايكو)، قيمتها نحو مليون دولار، وفريق من المتطوعين الشباب الذين يعملون بالتنسيق مع السكان. ويدوم العمل في هذه المخططات نحو سبعة اشهر، اي حتى نهاية فبراير (شباط) المقبل. ويستفيد من المشروع نحو 13300 شخص، اي نحو 2660 عائلة، على حد قول منسق المشروع جورج نجم، الذي يضيف: "ان هذا العمل لن يشكل سوى نقطة في بحر الاشغال التي يحتاج اليها حي السلم لجعل الحياة فيه لائقة بالحد الادنى".

ويشير نجم الى ان المشروع مكون من ثلاثة اجزاء. الجزء الاول يقضي بإعادة تأهيل 70 مبنى يسكنها نحو 4200 شخص، اي نحو 840 عائلة. وتقع هذه المباني في حي البركات، الاجنحة الخمسة، والهبارية/ تيرو. وتتناول الاعمال معالجة الابنية المتصدعة والمتشققة للحؤول دون تسرب المياه إليها.

الشق الثاني من المشروع يتناول تزفيت الطرقات المتضررة، واعادة بناء الارصفة، واعادة تأهيل قنوات الصرف الصحي، ومعالجة بؤر التلوث. وسيستفيد من هذا الشق نحو 9000 شخص، اي نحو 1800 عائلة. و"لإشراك السكان تألفت لجنة من واضعي المشروع والاحزاب السياسية في المنطقة، وممثلين عن لجان الاحياء"، بحسب نجم.

اما الشق الثالث فيقضي بأعداد العاطلين عن العمل القاطنين في حي السلم من اجل توفير عمل لهم في الورش التي تنفذها الوكالة الدولية. وهذا سيشكل دعماً اقتصادياً لعدة مئات من العائلات.

يبقى ان نشير الى ان هذه النقطة في بحر الاحتياجات لن تحل مشكلة السكن غير اللائق في هذا الحي الذي يشكل واحدة من الدمل في وجه العاصمة.