الإمارات تعج بتصاميم معمارية «تجمح الخيال»

خطة لإنشاء برج جديد يحتوي على شلال ماء من ارتفاع يصل إلى 206 أمتار وبتكلفة 136 مليون دولار

صورة كومبيوترية لبرج الشلال من الجو حيث صمم مهبط الهليوكوبتر على شكل ساعة يمكن مشاهدتها من أسفل البرج ومن كل الزوايا باستخدام تقنية ليزرية («الشرق الاوسط»)
TT

«من البراجيل الى الابراج»، عبارة كلاسيكية تصف منذ منتصف التسعينات المشهد المعماري المتغير بسرعة في ارجاء الامارات، خاصة في دبي التي تستحوذ حاليا على معظم هذه الكنوز الهندسية.

وخلال السنوات العشر الماضية، برزت على وجه الارض مئات الابراج والمشروعات الجديدة السياحية والخدمية، وظهرت جزر من صنع الانسان لأول مرة على مياه الخليج العربي، الذي يطل عليه من دبي اشهر التحف المعمارية في هذا القرن: فندق برج العرب.

وعلى مقربة منه ينتصب فندق جميرا بيتش، المصمم على شكل سفينة عملاقة. وعلى مد النظر منه يرى الناظر برجا الامارات، وهما برجان يحملان تصميم المدرسة ما بعد الحداثية، بالاناقة المفرطة غير المبتذلة والجمال الآسر والخطوط الهندسية البالغة الدقة، حتى ليبدو البرج من احدى الزوايا ورقة رقيقة هائلة الحجم.

وهناك ايضا تحف معمارية قيد الانشاء، من اهمها ربما اول برج دوار في العالم، والوحيد من نوعه على الكوكب. وهذا البرج الذي يطلق عليه «تايم ريزيدانس» سيدور بالكامل حول نفسه بمقدار 52 درجة كل يوم، بسرعة خمسة ميلمترات في الثانية. كما نجد في القائمة فندق هيدروبوليس المتأخر عن موعد انجازه، الذي سيكون اول فندق في الماء، وبرج دبي الذي سيكون اعلى ناطحة سحاب في العالم. واعلن مستثمر اماراتي عن خطة لانشاء برج جديد، ولكن في امارة عجمان، التي تبعد حوالي 40 دقيقة عن دبي، سيكون حسب وصفه آية معمارية أخرى. وحسب الوصف هي آية بالفعل، فالبرج سيحتوى على شلال ماء يشق طريقه على الواجهة من على ارتفاع 191 مترا، وهو اعلى ارتفاع لنافورة مياه في مبنى على مستوى العالم، ليس هذا وحسب، فتصميم مهبط الطائرات في اعلى البرج على شكل ساعة يمكن مشاهدتها من اسفل البرج ومن كل الزوايا باستخدام تقنية ليزرية. أما مدخل البرج فقد صمم ليكون على شكل اكبر حوض اسماك في العالم، بحيث سيتم تشييده على سقف وارضية وجوانب اللوبي ليعيش كل من يدخل الى البرج اجواء شبيهة بأعماق البحر واسماك الزينة تحيط به من كل جانب.

ويقول احمد الكعبي مدير شركة الراشد للعقارات صاحبة المشروع، «لا نبالغ اذا ما قلنا بأن البرج يفتح الباب امام ثورة معمارية هندسية». شلال الماء، كما يقول الكعبي، غير موجود في أي مبنى في العالم، باستثناء برج ترامب ملك العقارات الاميركي، وتم انجازه عام 1983 في نيويورك، ويبلغ ارتفاعه 202 متر، وهو اقل من ارتفاع برج الشلال الذي يصل الى 206 أمتار.

ويضيف الكعبي، اما الاكواريوم، او حوض الاسماك، في مدخل برج الشلال فلن يكون تقليديا بكل المقاييس، حيث سيكون المدخل على شكل حوض إسماك. الهدف من ذلك من وجهة نظر الكعبي ان ذلك «يشيع مشاعر السرور لدى اصحاب المكاتب والزوار ويزيد ارتباطهم بالطبيعة ويريح حاسة البصر لديهم، لدى مشاهدة المئات من اسماك الزينة وهي تسبح تحت اقدامهم ومن فوقهم ومن جوانبهم».

ويؤكد الكعبي ان حوض الاسماك من هذا النوع مستخدم على نطاق ضيق عند السلالم ومن جهة واحدة في برج العرب بدبي. ويلفت الكعبي الى ان مميزات البرج، الذي سيشيد على مساحة تبلغ 40 الف قدم مربع، لا تتوقف عند ذلك الحد، إذ ان الشركة حريصة على محاكاة الطبيعة في مكان آخر من البرج، عندما ستضع نافورة تضخ المياه من على ارتفاع 180 مترا وهو اعلى ارتفاع لنافورة مياه في مبنى على مستوى العالم. ويقول بحماس «يكفينا فخرا ان اقرب منافسينا هو برج ترامب في نيويورك، ولكن الفارق هو ان المياه في برج ترامب تنساب الى داخل البرج، بينما في برج الشلال تشق طريقها على الواجهة ويقطعها عند كل مجموعة طوابق نحو 12 حوضا على شكل حدائق بأشجار طبيعية، والغاية منها هدفان، الاول لجعل واجهة المبنى عبارة عن لوحة ساحرة تجمع ما بين الشلال والاشجار، اما الهدف الثاني فهو لتخفيف حدة سرعة مياه الشلال لانها تنهمر من ارتفاع شاهق، وسيتم اعادة ضخ المياه عبر مضخات متطورة الى الاعلى ثانية، حالما تصل الى الطابق الثالث».

حتى مهبط الطائرات سيكون غريبا ومميزا، وصفه الكعبي بانه سيكون على شكل ساعة مزودة بتقنيات ليزرية تسمح بإرسال حزم ضوئية ليتمكن كل من يرى البرج من معرفة الوقت ومن الاتجاهات الاربعة.

اما فاتورة هذا المشروع الغريب فلن تتجاوز 500 مليون درهم (136 مليون دولار). ومن المتوقع انجاز البرج المكون من 50 طابقا من المكاتب في وقت ما من عام 2011.