السعودية: مدن ذكية.. يتم التحكم في عمليات الإنتاج والأمن فيهاآليا

الهيئة العامة للاستثمار: استثمارات ضخمة لتحويل المدن الاقتصادية إلى «ذكية»

المدن الاقتصادية ستشهد تطبيق التقنية المتحكمة في الحركة إذ سيتم إغلاقها وفتحها وحمايتها الكترونيا («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور احمد اليماني رئيس قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ومكتب المدن الذكية في الهيئة العامة للاستثمار السعودية لـ «الشرق الأوسط» أن حجم الاستثمار في قطاع تقنية المعلومات في المدن الاقتصادية السعودية لتصبح مدناً ذكية، سيكون ضخماً جداً مشيراً إلى أن التصور المبدئي لحجم الاستثمار في هذا القطاع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي يتم إنشاؤها في محافظة رابغ وحدها سيبلغ ملياري ريال (534 مليون دولار).

وقال اليماني إن هيئة الاستثمار أخذت على عاتقها تحويل المدن الاقتصادية إلى مدن ذكية، فيما أشار إلى أن هذه المدن ستكون لوحات إبداعية داخل منظومة المجتمع السعودي، حيث سيتم التحكم في هذه المدن من خلال التقنية، سواء في الجوانب الأمنية أو الإنتاجية وحتى الحركة، حيث ستكون الشوارع داخل هذه المدن - بحسب اليماني- على مستوى عال من التقنية بحيث تنقل الحركة من شارع إلى آخر تقنياً.

وأضاف: «هذه المدن ستكون الأكثر تطوراً في المدن الذكية على مستوى العالم، حيث ستزود بأحدث التقنيات»، وقال: «هذه المدن سيتم إغلاقها وفتحها الكترونيا، وحمايتها الكترونياً فيما ستكون التعاملات داخلها بالتقنية فيما ستكون السرعات داخلها ما بين 100 ميغا بايت إلى 1 جيجا».

وأضاف اليماني، أن التكاليف لن تحسب بشكل كامل حتى نعرف نوعية الخدمات التي توفرها هذه المدن، ونوعية الخدمات التي تحتاجها الاستثمارات والمصانع فيها، وبين أن مدينة الملك عبد الله تم التوصل إلى حجم تكاليف تحويلها إلى مدينة ذكية وذلك من خلال إنجاز أجزاء فيها، حيث سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الابراج في عام 2009 ، فيما تم البيع لبعض الوحدات السكنية فيها في الفترة الماضية، فيما ستكتمل خلال الـ 20 سنة المقبلة.

وذكر الدكتور اليماني أن هناك تنسيقا مباشرا بين الهيئة ووزارة الداخلية حول الشكل الأمني داخل هذه المدن، حيث ستقدم خدمات الأمن والسلامة داخل هذه المدن من خلال البنية التحتية للمدينة، كما تنسق الهيئة مع فريق الحكومة الالكترونية لتزويد هذه المدن بالخدمات المستقبلية، وكذلك مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بهذا الخصوص. وبين اليماني أن هذه التكاليف ستكون أقل بما نسبته 40% فيما لو تم تحويل المدن التقليدية إلى مدن ذكية، حيث تحتاج مدينة بحجم الرياض إلى أرقام مهولة -على حد تعبير اليماني-، إضافة إلى حجم العمل والعراقيل التي ستواجه السكان نتيجة حفر شوارع المدينة بالكامل لتزويدها بالألياف البصرية، مشيراً إلى أن ميزة المدن الذكية التي تنوي الحكومة السعودية تطبيقها ستزيد من التنافسية التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي بالإضافة إلى الميزات الأخرى العديدة، مثل وفرة الطاقة ورخصها وتنوع السوق السعودي.

وقال اليماني إن الهيئة العامة للاستثمار ستجعل من هذه المدن تجارب إبداعية وواحات تقنية على أعلى المستويات عالمياً للخروج عن النمط التقليدي في المدن السعودية، وعند نجاح هذه التجارب سيكون هناك اتجاه لجسر الهوة بين هذه المدن والمدن التقليدية لنقل النجاح إلى نطاق أوسع داخل المجتمع السعودي.

يشار إلى أن السعودية ستطلق هذا العام مدينتين اقتصاديتين، في المنطقة الشرقية ومنطقة تبوك، لينضما إلى المدن الأربع التي تم إطلاقها في فترة سابقة وهي مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبد الله بن مساعد في حائل، ومدينة المعرفة في المدينة المنورة، ومدينة جازان الاقتصادية.