«الاستوديو» هدف جديد لأصحاب المشاريع العقارية والمستثمرين في لبنان

للتكيف مع الظروف غير الطبيعية السائدة

احد المشاريع العقارية في لبنان («الشرق الأوسط»)
TT

يسعى اصحاب المشاريع العقارية في لبنان الى التكيف مع الظروف غير الطبيعية السائدة، ومع المعطيات المستجدة، سواء على صعيد ارتفاع كلفة البناء او على صعيد انخفاض القيمة الشرائية. فبعد غياب الطلب على الشقق الفخمة الى حد كبير، واقتصاره على الشقق المتوسطة الحجم (بين 150 و200 متر مربع) مع التركز في اوساط اللبنانيين، مقيمين ومهاجرين، بدأ اصحاب المشاريع يتوجهون نحو شريحة جديدة من الوحدات السكنية تعرف بـ«الاستوديو» كما هو شائع في الدول الاوروبية والغربية عموماً.

اي الوحدات التي لا تتعدى مساحتها 50 متراً مربعاً مع المساحات المشتركة، وهي كناية عن غرفة واحدة مع مطبخ مكشوف على الطريقة الاميركية، واضاءة مدروسة تعوض نقص المساحة، وركن للمائدة، ومساحة للمقعد - السرير، ودورة مياه، من دون اروقة ولا غرفة خادمة بالطبع، ولا غرفة طعام، ولا حمام للضيوف، كما اعتاد اللبناني ان يفعل، حتى ان حجم المنزل تقليدياً هو الذي يعكس المستوى الاجتماعي والمهني للمواطن اللبناني.

وان كان اصحاب المشاريع العقارية يحاولون اختبار السوق، فان العمليات التي تتم تؤكد وجود طلب على الاستوديو، الذي يراوح سعر المتر المربع فيه بين 1900 و2200 دولار، وهو يبدو مرتفعاً قياساً الى المشاريع المجاورة والتي يبدأ فيها سعر المتر المربع نحو الفي دولار، من دون ان ننسى ان الاستوديو يتطلب نفقات اكثر من الشقة التي تراوح مساحتها بين 200 و250 متراً مربعاً، على أمل أن يعوض السعر المرتفع تكاليف البناء.

وبدأ المواطن اللبناني التعرف على الاستوديو نتيجة كثرة الترحال، ثم بدأ يطلب هذا النمط السكني بعد ان كان يسعى وراء المنزل المكون من صالون وغرفة طعام وغرفتي نوم او ثلاث غرف، وشرفات فسيحة. غير ان الطلب على الاستوديو لا يزال محصوراً بشريحة او شرائح معينة من طالبي السكن الذين لا تتجاوز مدخراتهم الـ 100 الف دولار. وغالبا ما تكون هذه الشرائح من الطلاب الخليجيين والعرب بصورة خاصة، الذين يفضلون لبنان على العواصم الغربية طلباً للعلم، وكوادر شبابية تتنقل بانتظام بين العواصم ولا تحتاج الى المساحات الكبيرة، وهؤلاء يفضلون تملك استوديو بدلا من الفنادق او الشقق المفروشة.

وصنف المستثمرون الراغبون في دخول السوق التأجيري، خصوصاً في ضوء العقود الحرة التي ترعى قطاع الايجارات في لبنان منذ عام 1992. ويمكن الاعتماد في تأجير الاستوديو، المفروش بطريقة حديثة وذواقة، على المغتربين بحيث يبلغ بدل ايجار المتر المربع الواحد بين 200 و250 دولاراً في السنة.

وتعتبر محلتا الصيفي والجميزة في بيروت الاطار الجغرافي المثالي لهذا النوع من الوحدات السكنية او الميني ـ منزل، اولاً لقربهما من وسط العاصمة التجاري (منطقة سوليدير)، وثانياً لتوافر الحياة الليلية فيهما من مقاه ومطاعم واماكن تسلية تجتذب الجيل الجديد. ولا تقل منطقة الحمراء في العاصمة أهمية عن المنطقتين السابق ذكرهما لقربهما من الجامعة الاميركية، حيث بإمكان الطلاب والطالبات الميسورين شراء استوديو بدلاً من الشقة المفروشة المتوافرة بكثرة في المنطقة وبنوعيات عالية.