«عودة روح» الاستثمار العقاري والتجاري لشارع الحمراء في بيروت

كان يطلق عليه قبل الحرب اللبنانية اسم الشارع الذي لا ينام

TT

شارع الحمراء في مدينة بيروت، الذي كان ملتقى جميع سياح العالم ومطعمهم وملهاهم، والذي كان يطلق عليه قبل الحرب اللبنانية اسم الشارع الذي لا ينام، والذي فقد كل طابعه خلال سنوات الحرب وتحول الى شارع شعبي، تعود اليوم «روح الاستثمار» للشارع ويعود مقصداً للمستثمرين في قطاعات السكن والتجارة والمطاعم، ولينافس شارع فردان ووسط بيروت التجاري، وليشكل محوراً جاذباً من محاور منطقة رأس بيروت التي طالما اطلق عليها اسم منطقة «ذوات» بيروت، والتي تستقطب بدورها، بكل احيائها وشوارعها، المستثمرين المحليين والخليجيين منذ عدة سنوات، وذلك بفضل ما تمثله هذه المنطقة من مركز اقتصادي وتجاري في العاصمة.

فعلى الصعيد السكني، هناك مجموعة من المشاريع السكنية الجديدة تنبت في منطقة الحمراء متواكبة مع الطلب المتزايد للشقق الجديدة الفخمة. ويتركز الطلب بصورة خاصة على الشارع الذي يربط شارع الحمراء بشارع بلس المحاذي للجامعة الاميركية، والذي كان خط الترامواي القديم الذي يوصل بين شطري العاصمة، شرقها وغربها. وتتمثل نوعية الزبائن بهذه المنطقة في الطبقة المتوسطة الميسورة كالأطباء، واساتذة الجامعات، وكبار الموظفين في القطاعين العام والخاص. ويعمل معظم هؤلاء الزبائن في المنطقة نفسها، ويسعون وراء مسكن لائق وعملي وقريب من الجامعة او المستشفى، او المكتب. ويرتكز الطلب على الوحدات التي تراوح مساحاتها بين 200 و275 متراً مربعاً.

ومن يتجول في المنطقة، لا بد أن تطالعه مشاريع عديدة تتوزع على شوارع المقدسي، الست نسب، جان دارك، والصيداني وكلها في محيط شارع الحمراء. كما لا بد من الملاحظة ان هذه المناطق تفتقر الى الهدوء والسكينة والفسحات الخضراء. ومع ذلك فان الاسعار فيها آخذة في الارتفاع حتى ان سعر المتر المربع المبني ناهز 2500 دولار. ويوازي سعر المتر هنا سعره في «المثلث الذهبي» بمنطقة الاشرفية.

ويلاحظ ان ضغط المشاريع السكنية في هذه المنطقة ترك أثره على قطع الاراضي النادرة المتبقية، والتي وصل سعر المتر المربع منها الى 5500 دولار، بينما وصل سعر المتر المربع في القطع المهيأة لاستخدام تجاري (مكاتب، محال تجارية، مستشفى..) الى 6500 دولار.

وعلى المستوى التجاري، نجد تزايد الاسماء التجارية العالمية، مع تنوع الزبائن الذين يتهافتون على المنطقة يومياً بالآلاف. ومع عدم توافر قطع الاراضي القابلة للاستثمار، يميل اصحاب المحال التجارية القدامى الذين يستفيدون من بدلات ايجار منخفضة الى التمسك بملكيتهم التجارية، او طلب «خلوات» خيالية اذا شاءوا التخلي عن هذه المحلات.

ومع تحديث البنية التحتية في منطقة الحمراء، عادت اسماء المطاعم لتلمع في سمائها مجدداً، وليعود المستثمرون في منطقة الجميزة و«سوليدير» (وسط بيروت التجاري) ليشملوا هذه المنطقة باهتمامهم، خصوصاً بعد تشبع الجميزة وتعرض وسط المدينة للتقلبات السياسية. واذا استعرضنا اسماء المطاعم لوجدنا منها «شوبستكس»، و«دوبراغ» و»ليناس»، و«رودستر دينر»، و«لا طبخة»، و«غرافيتي»، و«يونس غورميه»، و«نابوليتانا»، بالاضافة الى المطاعم الجديدة الموعودة التي تجد بعض الصعوبة في التوصل الى المكان المناسب والعملي.

وباعتبار الحمراء منطقة طلاب وسياح وموظفين بامتياز، فهي تشكل البقعة المناسبة للمقاهي الصغيرة وملاهي «البوب».