نيوزيلندا.. عالم آخر على حافة العالم

عقارات تجعلك كأنك تعيش في الأحلام

نيوزيلندا توفر «عزلة» بعيدا عن صخب العالم وضوضائه (خدمة «كي آر تي»)
TT

«عالم آخر على حافة العالم»، هذا هو الوصف الذي يفضل بيتر كوبر أن يطلقه على شاطئه المنعزل في الساحل الشمالي لنيوزيلندا.

يقوم وكيل العقارات الشهير، الذي تقسم أسرته وقتها ما بين شاطئ نيوبورت في كاليفورنيا، وضاحية تاكابونا في أوكلاند، ببناء منزل تبلغ مساحته 16 ألف قدم مربعة، أي 1500 متر مربع، على 1.6 هكتار، أي حوالي 4 أفدنة. وسيكون هذا المنزل واحدا من 44 منزلا في مشروع كوبر لتنمية ماونتن لاندينغ.

يقول كوبر، الذي سجل 43 موقعا أثريا وأراضي للبناء في جمعية نيوزيلندا الأثرية وأمانة الأماكن التاريخية في نيوزيلندا: «عندما رأيت المكان في المرة الأولى، علمت أنه مكان خاص جدا، ثم بدأت أعرف لماذا، بسبب دوره الفريد في تاريخ ما قبل أوروبا وأوائل العصر الأوروبي في نيوزيلندا». وقد بدأ الاستقرار الأوروبي في نيوزيلندا في بلدة «أوهي»، عندما جاء القس صامويل ماردسن، المبشر الإنجليزي، من أستراليا في ديسمبر (كانون الأول) عام 1841.. «لكن حتى قبل وصول القس ماردسن وزملائه الحرفيين، كانت رانغيهوابا، أول الأماكن التجارية لمراكب صيد الحيتان»، وذلك في إشارة من كوبر إلى مساكن الماوريين في المنطقة. وينتمي كوبر جزئيا إلى أصل ماوري.

وكان أول ملاك أوروبيين لأرض كوبر، هما توماس وإليزابيث هانسن، ويعتقد أن ابنتهما الكبرى «هنا»، كانت أول طفلة أوروبية تتجاوز مرحلة الطفولة في نيوزيلندا.

وقد عمل كوبر، الذي درس القانون في أوكلاند، في بعض الشركات الكبرى قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة عام 1989 لتجديد مركز تجاري من 90 طابقا في ساوث لايك في ولاية تكساس. أما أكبر مشروع يقوم به الآن، فتبلغ قيمته 350 مليون دولار نيوزيلندي، أي 277 مليون دولار أميركي، لتجديد 18 مبنى تاريخيا في وسط مدينة أوكلاند بمواجهة الساحل، وهو أكبر مشروع ترميمي في نيوزيلندا.

وتبلغ مساحة ماونتن لاندينغ، التي يستغرق الذهاب إليها من أوكلاند أربع ساعات بالسيارة، ألف فدان على رأس شبه جزيرة بوريروا. وهي تتضمن ستة شواطئ على طول خليج الجزر، وهو أحد أشهر أماكن قضاء العطلات في نيوزيلندا، كما أنه مغطى بغابة كثيفة يعيش فيها طائر التوي وطيور الغابات الأخرى.

وقد اشترى كوبر هذا المكان منذ ثمانية أعوام بمبلغ 8 ملايين دولار وأنفق على تجديده 28 مليون دولار حتى الآن. ويعرض أراضي للبناء بمساحات تتراوح ما بين فدان واحد إلى 10 أفدنة، جميعها تطل على خليج الجزر، بأسعار تتراوح ما بين 2.2 مليون دولار إلى أكثر من 7 ملايين دولار.

وقد بيعت أربعة مواقع وبدأ البناء في أحدها. وأقام كوبر شركة لإدارة المشروع والبناء. لكن بينما يجب أن يكون البناء وفقا لمعايير تصميم محددة، فليس من الواجب على المشترين أن يتعاقدوا مع شركته للبناء.

أما بالنسبة لمنزل كوبر، فقد قرر هو وزوجته سو، وهما في الخمسينات من العمر، أن يكون لمنزلهما تصميم معين. لذلك، تعاقدا مع بيب تشيشاير من أوكلاند، الذي تعاملا مع شركته المعمارية الشهيرة من قبل. وبدأت مراحل بناء المنزل الذي ستقيم فيه أسرتهما المكونة من خمسة أبناء في العشرينات من العمر. ويتضمن المنزل مساحة واسعة للترفيه. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفته 15 مليون دولار عندما ينتهي البناء عام 2010.

ويحتوي المنزل على جناحين متصلين بحجرات تحت الأرض، وتتضمن تلك الحجرات حجرة لتخزين الخمور وأماكن لتخزين البراميل من أجل بساتين كوبر في ماونتن لاندينغ.

وفي جناح من جناحي المنزل، سيتم بناء برج من ثلاثة طوابق، وحديقة في الدور العلوي. وسيحتوي المنزل على 6 حجرات، وثمانية حمامات، ومكان للعلاج الصحي، وغرفة للألعاب، ومبنى صغير للضيوف والعاملين في المنزل.

ويستخدم في البناء الذي بدأ في مارس (آذار) أحجار مأخوذة من حقول مجاورة وأخشاب الأرز الثقيلة. وقد تحدد موضع المنزل بحيث يحتفظ بدفء الشمس، فتستخدم طاقتها في تدفئة المياه وتشغيل أنظمة أخرى في المنزل. ولن يكون هناك مكيف للهواء.

ويزور كوبر موقع البناء أحيانا، مستقلا طائرة من أوكلاند، ويقول: «يمكن أن يأتي الإنسان أو يذهب، لكن تظل الأرض إلى الأبد».

* خدمة «نيويورك تايمز»