ازدياد الطلب على العقارات السياحية في «أبحر جدة»

يرفع عدد منتجعاتها إلى 14

تنتعش منطقة ابحر الشمالية في مدينة جدة بالسياح خلال الصيف والأعياد في السعودية، مما يجعلها هدفاً للمطورين العقاريين في البلاد («الشرق الاوسط»)
TT

على الرغم من الرواج الكبير الذي تحصده شاليهات مدينة جدة في غرب السعودية أيام عطلة العيد التي تزامنت هذا العام مع عطلة الصيف، إلا أن رغبات مجموعات كبيرة من العائلات المصطافة من داخل السعودية بدأت تفرض نفسها بشكل كبير على نمط وطريقة بناء هذه الشاليهات وعلى الخدمات المقدمة داخلها، الأمر الذي أنعش حركة البناء والتطوير العقاري فيها.

الخصوصية، والمساحات الواسعة الهادئة والتي تمكن العوائل المصطافة من التمتع بالشمس والبحر بلمسة من الرفاهية وخيارات متنوعة لترفيه الأطفال تأتي على رأس قائمة طلبات المصطافين كما يقول معظم أصحاب الشاليهات في جدة، والذين يركزون جهودهم في فترة الصيف لاستقطاب سياح لا تهمهم فاتورة إقامتهم بقدر ما يهمهم توفر الخدمات والأجواء التي ترضيهم.

الطلب المتزايد والإقبال على شاليهات المدينة الساحلية السياحية، التي باتت من أكثر المدن السعودية التي تحتضن مرافق سياحية ومنتجعات مطورة، أشعل منافسة قوية مقارنة بنظيرتها في العالم من حيث التجهيزات والتطور والتصميم والخدمات المتكاملة، مع مراعاتها لخصوصيات المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده، الأمر الذي ساعد في أن تصبح أكثر جاذبيه لزوارها ومصطافيها، بحسب المكاتب الهندسية التي بدأت تنهال عليها العقود لتطوير المنتجعات السياحية.

المطورون العقاريون سعوا الى الاستثمار في قطاع السياحة، والذي يتوقع ان يكون من اكثر المنتجات العقارية انتعاشاً في الوقت المقبل، في ظل ازدياد مختلف انواع الرحلات السياحية في البلاد، خاصة بعد ازدياد مجهودات الهيئة العامة للسياحة والاثار، التي تعمل على ارساء قواعد جديدة للسياحة السعودية.

مدينة جدة تعتبر من اكثر المدن نشاطاً في طرح المنتجات العقارية السياحية بسبب قربها من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا مما رجح الكفة لصالح «عروس البحر الاحمر» كما يحب ان يطلق عليها سكانها.

الرواج الذي تشهده الشاليهات في المدينة، خاصة في «منطقة أبحر» التي تعاني من نقص الخدمات والمحلات التجارية، هو بسبب الأسعار المرتفعة نوعا ما، اذ تبدأ الأسعار لليلة الواحدة في هذه المنتجات العقارية السياحية بـ 1110 ريالات (296 دولارا) وتصل إلى 2185 ريالا (582 دولارا) بحسب تجهيزات الغرف وموقعها المطل على البحر، إضافة الى العروض المقدمة كالفطور الصباحي والحفلات الترفهية المرافقة.

يقول خليل السريحي صاحب احد المكاتب العقارية في شمال أبحر «شهدت المنطقة ازدهارا عمرانيا خصوصا خلال العامين الماضيين من خلال مشاريع خاصة وحكومية، بالإضافة إلى إنشاء كليتيين في المنطقة، وأكثر من 100 مكتب عقاري و50 مخططا سكانيا».

واضاف أن بناء مستشفى الملك عبد الله العام انعش المنطقة التي تعتبر الوجهة الجديدة للتوسع العمراني لمدينة جدة، مما أدى إلى ارتفاع خيالي في الأسعار خلال العامين الماضيين، وفاق هذا الارتفاع نسبة 300 بالمائة. وارتفع سعر المتر المربع للأراضي السكانية من 450 ريالا (120 دولارا) إلى 1200 ريال (320 دولارا)، في حين وصل سعر المتر المربع المطل على الشوارع التجارية من 2000 ريال (533 دولارا) إلى 5 آلاف ريال (1300 دولار). ومع الإقبال الكبير والمنافسة القوية التي تشهدها هذه المنتجعات خصوصا في هذه الفترة من العام، أعدت أمانة محافظة جدة خطة مسبقة لتجهيز الشواطئ والمنتجعات الاستثمارية والبالغ عدد 14 منتجعا تقع على خليج أبحر، أو ما يعرف باسم «شرم أبحر»، حسب ما أوضحه المهندس معيض بن محمد المالكي رئيس بلدية أبحر الفرعية لـ«الشرق الاوسط»، مضيفا ان الأمانة طبقت البرنامج المشترك لحماية منطقة الكورنيش من المخالفين، والذين يعملون على تأجير الدراجات النارية والخيول والجمال، ممن يضايقون مرتادي الشواطئ ولا يراعون شروط الأمن والسلامة. وينفذ البرنامج بمشاركة الجهات المعنية بهدف تأميم صيف هادئ وأمن للمتنزهين والزوار والراغبين في الاستمتاع بجمال كورنيش مدينة جدة».

وأضاف المالكي «بالإضافة لإطلاق حملة توعية توضح حجم السلبيات الناتجة عن هذه الظاهرة وتبصير المواطن والمقيم بأهمية دوره في عدم التعامل مع المخالفين حفاظا على السلامة، فقد تم تحديد مناطق مخصصة خارج الكورنيش لمن يرغب من أصحاب الخيول والدرجات ممارسة عمله بآلية قانونية منظمة، الأمر الذي أسهم في تقليص المخالفات وتقنين النشاط وحصره من خلال منع الدخلاء على المهنة الذين كانوا يزاحمونهم في العمل ويزعجون رواد الشواطئ».

وتابع المالكي «تتضمن الخطة تكثيف أعمال النظافة للشواطئ بالإضافة إلى تكثيف أعمال التوسع في الجولات التفتيشية للتأكد من التزام المنشآت السياحية ببيع المواد الغذائية والمطاعم بكافة الاشتراطات الصحية لمنع حدوث حالات التسمم الغذائي حفاظا على صحة الأهالي والزوار».

من جهته اشار عاطف وليد عامل في شركة منتجعات سياحية ان العوامل التي تعمل عليها الجهات المختصة تساعد على زيادة الاستثمار في قطاع المنتجعات السياحية، خاصة مع ازدياد الطلب على العقارات السياحية، التي تعتبر متنفسا كبيرا للعائلات السعودية، خاصة في مواسم الاعياد والاجازات، بالاضافة الى فترة الصيف التي تعتبر فترة ذهبية للمنتجعات السياحية في مختلف مناطق البلاد.

وأشار وليد الى أن جدة هي الانشط سياحياً في البلاد، وذلك لعدة عوامل منها وجود منطقة كأبحر التي تعتبر امتدادا للتطوير العمراني لمدينة جدة، وبالتالي يتوقع ان تزداد الاستثمارات العقارية في تلك المنطقة المجدية سياحياً على حد تعبيره.

اللافت في الأمر أنه بمجرد ما يطل موسم الصيف بشمسه الساطعة ومع انطلاقة فعاليات مهرجان «جدة غير» تقوم هذه المنتجعات السياحية الممتدة الملاصقة لموجات شواطئ جدة بتقديم عروض مغرية لجذب أكبر عدد من السياح والتجهيز بكافة المرافق الأساسية والترفيهية لقضاء أيام الصيف فيها والاستمتاع بها.