شركات التنمية العقارية الهندية تطرح عروضا مجانية لإغراء المشترين

منها قطع ذهب وسيارات فارهة تقدر بآلاف الدولارات

TT

في مواجهة الارتفاع البالغ الذي تشهده سوق العقارات الهندية، والتي ترزح تحت وطأة عملية تصويب للأسعار، لجأت شركات التنمية العقارية في الوقت الراهن إلى طرح خصومات وعروض مجانية بهدف إغراء المشترين. وتضمنت العروض المجانية رحلات إلى دول أجنبية وسيارات مجانية وإكسسوارات أنيقة وعضوية بالنوادي، بل وذهب. في بنجالور، ظلت شركة «أورانج بروبرتيز» تعرض على مدار الشهور الست الماضية خصومات مذهلة من أجل جذب المشترين. وعرضت الشركة على العملاء سيارة طراز «أودي» يبلغ سعرها 75 ألف دولار مجاناً مقابل كل فيلا يتم بيعها، علاوة على نصف كيلو ذهب لكل من يشتري واحدة من شقق سكنية بالغة الفخامة. واشتمل أحد العروض الصادرة أخيراً عن الشركة على منح سيارة طراز «ماروتي إس إكس فور» مجاناً مقابل كل 1500 قدم مربعة يتم حجزها في مشروعاتها. وتصل أسعار هذه الشقق إلى حوالي 105 ألفاً دولار، بينما يتراوح سعر التجزئة للسيارة «ماروتي إس إكس فور» بين 15 ألف و20 ألف دولار، ما يعني أن الشركة تعرض خصماً كبيراً على مبيعاتها. وداخل ضواحي مومباي، بدأت الشركات العقارية متوسطة الحجم في عرض خصومات وعروض تتنوع ما بين التكفل بسداد رسوم التسجيل وتقديم مطابخ مجانية وأجهزة حاسب آلي محمولة متطورة بهدف اجتذاب المشترين المترددين إلى مشروعاتهم التي تم إطلاقها بالفعل. أما في دلهي، التي تشهد المبيعات فيها تراجعاً مستمراً ولا تبدو في الأفق مؤشرات على أن الأسعار في طريقها للانخفاض، فقد عرض الكثير من الشركات العقارية عطلات منخفضة التكلفة لاجتذاب المشترين المحتملين. يذكر أن كلاً من «بارسفناث ديفلبرز» و«باركوود ديفلبرز» و«جيه إم دي» و«بي بي تي بي» تطرح عروضاً لإجازات مخفضة التكلفة. من جانبها عرضت «بارسفناث ديفلبرز» على المشترين قضاء عطلات منخفضة التكلفة لمدة عامين، بحيث يقوم العملاء بسداد ما يتراوح بين 10 في المائة و15 في المائة فقط من قيمة الحجز، ولا يدفعون أي فوائد مسبقة خلال أول عامين. وبعد العامين، عندما يوشك العمل بالعقار الخاص بهم على الانتهاء، يبدأ العملاء في سداد قيمة العطلات. من ناحيتهم، يرى الخبراء أنه من المتوقع أن تترك مثل هذه الحوافز تأثيراً غير مباشراً في العوائد التي تجنيها شركات التنمية العقارية بنسب تتراوح بين 18 في المائة و20 في المائة، علاوة على توفير بعض التمويل قصير الأمد لأعمال البناء والتشييد. في هذا الإطار، أوضح «بي. بي. داكا»، المسؤول بشركة «بارسفناث ديفلبرز»، أن الشركات ترغب دوماً في زيادة مبيعاتها بشكل مستمر، سواء تزامن ذلك مع فترة نمو شديد أو فترة ركود. بل تزيد هذه الرغبة في فترات الركود، وعندما يكون هناك بيع ثابت نرغب في تحقيق أمرين، الأول تحسين مستوى ولاء عملائنا، والثاني تحسين مستوى السيولة. وبالمثل، تعرض شركة «تي دي آي» للتنمية العقارية رحلات مجانية لخارج البلاد لمن يقومون بشراء وحدات بمشروع «كنجسبري للسكن الفاخر» الذي تضطلع بتنفيذه في ويست دلهي. من ناحية أخرى، أشار «سانجيف سريفاستفا»، مدير شركة «أسوتيك» للتمويل الخاص، إلى أن الشركة تسمح لعملائها بسداد تكاليف «الديكورات» عند تسلم الوحدات السكنية، ما يعني أن قيمة القروض التي يحصل عليها المشترون يتم خفضها بدرجة كبيرة وأن المشترين يوفرون قدراً كبيراً من المال خلال الفترة ما بين موعد الحجز والتسلم الفعلي للعقار. وربما يصل هذا المبلغ إلى ما يعادل حوالي 15 في المائة من سعر المنزل ـ وقد تصل قيمة المكسب المترتب على المرونة في السداد إلى ما يقرب من 450 ألف روبية بالنسبة لمنزل تبلغ تكلفته 3 ملايين روبية. وعرضت أخيراً إحدى شركات البناء بمدينة بوني أجهزة تكييف هواء وأجهزة أخرى بخصم كبير على عملائها. وبصورة عامة، بدأت هذه الموجة من التخفيضات والعروض المجانية نتيجة اندلاع منافسة قوية داخل صناعة العقارات، ومن المحتمل أن تتسارع وتيرة هذا التوجه الجديد إذا ما استمرت حالة الركود التي تعاني منها السوق. من جهتهم، أوضح المحللون أن الخصومات الضخمة والعروض السخية تعكس الكساد الحالي في السوق الهندية للعقارات. في هذا السياق، أوضح «براناي فاكيل»، رئيس شركة «نايت فرانك» للاستشارات العقارية، أن شركات التنمية العقارية تواجه مصاعب متعددة الأبعاد، وأن ارتفاع أسعار العقارات أثر سلباً بالفعل في مبيعاتها. في الوقت ذاته، أسفرت حالة الفوضى التي تشهدها أسواق الأسهم عن تعميق أزمة السيولة التي تعاني منها تلك الشركات، ما اضطرها إلى اقتراض أموال بفائدة وصلت إلى 28 في المائة كي تنجز مشروعاتها. من جهته، شدد «بانكاج رينجهين»، من شركة «جونز لانج لاسال مجهراج» والتي تتخذ من مومباي مقراً لها، على أن شركات التنمية العقارية لا تعرض خصومات أقل من التكلفة الأساسية، والتي تتضمن تكاليف الأرض والبناء، مضيفاً أن «عند إمعان النظر، نجد أن مثل هذه الحوافز لا تحمل أي قيمة نقدية كبيرة». وأعرب «فينود سنجهفي»، أحد العاملين بمجال البناء، أن الخصومات المرتبطة بالأموال المدفوعة نقداً تمثل النمط الأفضل من الخصومات. ونوه المعنيون بالتنمية العقارية بأن المهتمين بشراء المنازل بمقدورهم إبرام صفقات مربحة على هذا الصعيد من خلال الاستفسار لدى العديد من مكاتب البناء حول عروض الخصم المطروحة. علاوة على ذلك، فإنه بالنسبة للمشروعات التي تشارك بها خمس أو ست شركات بناء، تزداد رغبة هذه الشركات في التبكير بإنجاز المشروع، ما يدفعهم لعرض خصومات تصل إلى ما بين 2 في المائة و7 في المائة.