ابتكر أحد ممتلكي الفنادق في الهند أسلوبا جديدا لتخفيض تكاليف البناء، في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل كبير. وأعلنت فنادق جيندال عن مشروع فندقي غير عادي يقام على أساس مفهوم فندق الوحدات القياسية، ويشمل هذا الأسلوب، الذي يسمى بالفندق جاهز البناء، تجميع غرف الفندق في المصانع ونقلها إلى موقع الفندق في حاويات، مثل السلع الأخرى التي تحمل فوق سفن أو شاحنات النقل الثقيل.
ويقول بيوش شاه، المدير الإداري لمجموعة الفنادق: «توضع الغرف بعد ذلك في موقع الفندق الفعلي، حيث تثبت فوق أعمدة الصلب القوية. وهذا الأسلوب ينجح بفاعلية في توفير وقت البناء وتكاليف أخرى».
ويقام الفندق المقرر افتتاحه في 2010 في فادودارا، وهي مدينة ذات حدائق غنّاء وقصور رائعة في ولاية غوجارت في جنوب الهند. ويقول شاه إن هذا مفهوم جديد في الهند، ومن الممكن أن يوفر 40 في المائة من تكاليف البناء أيضا، مع توفير قدر كبير من وقت بناء فندق، والذي يستغرق دون هذه الطريقة أكثر من عامين لإقامة فندق مكون من 100 غرفة. وفي تصورها لإمكانية تطبيق المفهوم أقامت مجموعة فنادق جيندال أول مصنع لغرف الفنادق القياسية، حيث يمكن أن تجمع فيه الشركة غرف الفنادق وتوصلها إلى سلاسل فنادق أخرى تحذو حذوها. ويقول شاه: «إنه أسلوب لتطوير الفنادق بطرق أسرع، مقارنة بعملية البناء التقليدية بالطوب والإسمنت».
ويبلغ متوسط تكاليف إقامة غرفة في فندق 3 نجوم ما بين 2 و 2,5 مليون روبية، ولكن تبلغ تكلفة بناء غرفة في حالة كونها جاهزة نحو 1,5 مليون روبية. وبالإضافة إلى ذلك يستغرق بناء الفندق نحو 6 أسابيع فقط بعد وضع أساس الأعمدة، ليصبح الفندق معدا لاستقبال النزلاء. ويمكن أن يصل ارتفاع هذه الفنادق إلى 15 طابقا، ويمكن أن يصل عدد الغرف إلى 500. وفي الواقع يوجد مبنى مكون من 640 غرفة قيد الإنشاء بالفعل تحت علامة برمير إن التجارية في لندن.
ويقول شاه: «لقد تم الحصول على الأرض التي تبلغ مساحتها 30 فدانا من أجل بناء المصنع، وستحصل الشركة على الإطار الخارجي للحاويات من الصين».
أما بالنسبة للتوفير يمكن أن يوفر صاحب الفندق نحو 40 في المائة من التكاليف الإجمالية للمشروع باستخدام هذا المفهوم.
ويقول شاه: «إذا وصلت السوق إلى مرحلة الفائض في العرض يمكن حينها تفكيك الغرف الفائضة ووضعها في موقع آخر، حيث توجد فجوة بين العرض والطلب».
ومن المتوقع أن ينتهي العمل على تصميم النموذج الأصلي للغرفة في فندق شاه بحلول منتصف يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، وبمجرد الانتهاء منه يبدأ العمل في أول فندق جاهز البناء في الهند، ومن المقرر أن يكون جاهزا في عام 2010.
ولكن شاه ليس الوحيد الذي يخوض هذا المجال، حيث إن هناك عددا آخر من شركات الفنادق التي تتطلع إلى الدخول فيه، وبخاصة في مجال الفنادق ذات النجوم الثلاث. والشركة الأخرى التي تجرب هذا الأسلوب هي منتجعات فيثيري، ومقرها ولاية كيرالا، وقد وضعت الإدارة بالفعل وحدتين نموذجيتين تم استيرادهما من شركة ماليزية على أساس التجربة. ويتوقف الأمر على نجاحهما، حيث ينوي المعلنون إضافة من 6 إلى 8 وحدات أخرى في المستقبل القريب.
وتخطط شركة تريكونا كابيتال لتحقيق سبق كبير لهذه الطريقة في الهند عن طريق مجموعتها أبوديس للفنادق والمنتجعات، وستقدم أبوديس فنادق فخمة في مواقع من الفئة الثانية والثالثة في الهند. ويقول أوميش لوثريا، أحد المديرين في أبوديس: «لدينا بالفعل ثلاثة شركاء تكنولوجيين من أجل بناء فنادقنا بهذه الطريقة، ونحن نقترب من التوقيع من واحد منهم».
ومن المرجح أن تكون شركة فيرباص سيستمز التي يقع مقرها في المملكة المتحدة هي الشريك في المشروع، ومن خلال التكنولوجيا القياسية استطاعت الشركة بالفعل أن تساعد نحو عشرة من أصحاب الفنادق على تقليص فترة البناء إلى النصف، بالإضافة إلى أنها طريقة بناء أكثر أمانا وأنظف وأرفق بالبيئة من طريقة البناء التقليدية بالطوب والإسمنت.