السعودية: ارتفاع أسعار العقارات في أطراف جدة بسبب المضاربات والمشاريع الجديدة

سجلت ارتفاعات في بعض الأحياء بنسبة 400% بعد دخول الخدمات

تسببت المضاربات ومعلومات المشاريع الجديدة في ارتفاع الأسعار في الاحياء باطراف مدينة جدة (تصوير: غازي مهدي)
TT

سجلت أسعار العقارات الواقعة على أطراف مدينة جدة غرب السعودية ارتفاعاً طفيفاً، وذلك نسبة تسجيل تلك الأحياء حركة تداولات خلال الفترة الماضية، في الوقت الذي تشهد مضاربات على بعض العقارات في تلك المناطق. وحذر عقاريون في جدة من الانقياد بالدخول في استثمارات العقارات الواقعة على الأطراف بسبب الركود الذي تشهده الأراضي البيضاء، في وقت تضاربت فيه أقوال عقاريين حول أسباب تذبذب قيمة الأراضي والعقارات في أطراف مدينة جدة ـ غرب السعودية. وسجلت أسعار بعض المخططات والأراضي ارتفاعات مبالغة، حيث قفز سعر قطعة الأرض التي تتراوح مساحاتها من 720 مترا مربعا إلى 900 متر مربع، من 25 ألف ريال إلى 250 ألف ريال على مدى 4 سنوات الماضية، تسببت بحالة من الركود قدرتها بعض المصادر بنسبة 50 في المائة.

وقال عبد الله الأحمري نائب رئيس اللجنة العقارية ورئيس التثمين بغرفة جدة لـ«الشرق الأوسط» إن أسعار المخططات الواقعة في أطراف شمال جدة انخفضت بنسبة تصل إلى 50 في المائة، معيدا الأسباب إلى المضاربات العقارية، وعلل بقوله «لأن أغلبية العقاريين يروجون لعقاراتهم وسط المشترين، عبر بيع قطعة الأرض بمبلغ 100 ألف ريال، على أن يبيعونها لهم بمبلغ 150 ألف ريال بعد مرور يوم إلى يومين، وهذا الأمر غير صحيح»، مؤكدا أن المشترين من متوسطي الدخل يحاولون تنمية مدخراتهم عبر الشراء ثم البيع، لكنهم يصطدمون بالركود العقاري». وأشار إلى أن معظم العقاريين ليس لديهم توجهات بالبيع في الوقت الراهن نسبة للأسعار الخيالية، ومؤكدا توجههم للبيع إجبارا عند نزول المؤشر العقاري، لافتاً أن المخططات التي شهدت ارتفاعات تتركز في مخططات المنح في أقصى شمال جدة الغربي، وشمالها الشرقي.

وأوضح الأحمري أن خليج سلمان لم يتأثر سوى بنسبة قدرت بنحو 30 في المائة، أما بالنسبة لأبحر الشمالية فقد وصلت إليها الخدمات، إضافة إلى ارتكازها إلى خدمات البنية التحتية، مع وجود مستشفى جديد وجامعة، وعدد من المشاريع الحيوية، الأمر الذي قاد إلى انخفاض مؤشر الأسعار بنسبة 15 في المائة، علما بأن الوضع الحقيقي لأسعار المخططات والمنح لن يتضح إلا بعد ثلاثة أشهر.

وبين أن الكثير من المشترين ينجرفون وراء الإشاعات والإعلانات، مستشهدا بما جرى في أسواق الأسهم، أو الاستثمارات الوهمية التي سبق أن حذرت وزارة التجارة منها كالمساهمات العقارية لتأتي في المنعطف الأخير إشاعة المكائن والزئبق الأحمر، مطالباً المشترين بالتأكد حول ما يتداول من الإشاعات والأخبار المغلوطة في جميع أنواع الاستثمارات. من ناحيته أكد أحمد الكناني المدير العام لشركة تمليك المتطورة ارتفاع الأسعار في خليج سلمان، وجوهرة العروس، ومنطقة الخمرة بنسبة 400 إلى 500 في المائة على مدار السنتين الأخيرتين، معيدا الأسباب إلى دخول بعض الخدمات، وتسليم التصاريح لتنفيذ المشاريع في المناطق المجاورة لهذه المخططات، موضحا أن المشاريع التي أسهمت في الارتفاعات، هي المشروع الذي ستنفذه مجموعة المملكة القابضة، ومشروع الاستاد الرياضي في شمال جدة، ومشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بمدينة ثول. وأشار إلى أن منطقة الخمرة سجلت ارتفاعاً في أسعار الأراضي بعد تنفيذ الخط الجنوبي الساحلي الممتد إلى الليث، موضحاً أن وجود الاستراحات، ومحطات الوقود على نفس هذا الطريق الذي يخترق منطقة الخمرة من الوسط ساعد على الارتفاعات.

وأوضح الكناني أن أسعار المخططات في منطقة الخمرة قبل 3 إلى 4 سنوات، كانت تتراوح بين 20 و30 ألف ريال، في الوقت الذي سجلت فيه أسعارا تجاوزت 150 ألف ريال (40 ألف دولار) إلى 250 ألف ريال (67 ألف دولار). وأكد مهند الحربي المتخصص في الاستثمارات العقارية أن زيادة الطلب في أطراف مدينة جدة، كان العامل الرئيسي لزيادة الأسعار، حيث سجلت أسعار مخطط الجوهرة أحد المخططات الواقعة على أطراف مدينة جدة ارتفاعاً إلى أن وصلت 90 ألف ريال (24 ألف دولار)، بعد ما كانت لا تتجاوز 18 ألف ريال (5 آلاف دولار)، بالإضافة إلى أن مخطط آخر ارتفعت أسعاره إلى 200 ألف ريال (53 ألف دولار) بعد ما كانت تبلغ قيمتها نحو 60 ألف ريال (16 ألف دولار)، معيدا الأسباب إلى المضاربات العقارية التي لجأت إليها شريحة كبيرة من المستثمرين كبديل للاستثمار في الأسهم.

وأكد الحربي أن عقارات جنوب جدة سجلت هي الأخرى ارتفاعات في أسعار العقارات، وذلك بسبب مشاريع التطوير في المنطقة، وقال إن مشروع المدينة الصناعية «2»، ووصول الخدمات الكهربائية للمخططات، ومشاريع السفلتة وتحديدها بأرصفة كانت العامل الرئيسي لرفع الأسعار في منطقة الخمرة، وقال إن أكثر المشترين في هذه المخططات هم أصحاب العقارات المزالة بسبب التطوير العمراني في أحياء السبيل والهنداوية والبلد، معيدا الأسباب لقربها من مصالحهم العامة، ولقربها من مدينة جدة.

إلى ذلك قال قابل العوفي صاحب مكتب عقاري في جنوب جدة إن العامل الرئيسي لارتفاع الأسعار في منطقة الخمرة قربها من جدة، ووجود مشاريع ضخمة في جنوب جدة أسهمت في رفع أسعار المخططات، مثل المدينة الصناعية «2»، ومشاريع الخطوط السريعة النافذة ليكون امتدادها من الكورنيش الجنوبي إلى شرق جدة، وسكة القطار الحديدية، ويسهم في رفع أسعار المشاريع القادمة لهذه المنطقة دخول الكهرباء، وقرب الأسواق الرئيسية، مشيرا إلى أن التنظيم في الأحياء العشوائية في مدينة جدة ساعد في كثرة الطلب على منطقة الخمرة، معيدا الأسباب إلى قربها من مواقعهم المزالة.

وأوضح العوفي أن منطقة الخمرة تنقصها بعض خدمات البنية التحتية، من السفلتة الكاملة للمخططات، والإنارة، موضحا أن الوقت الحالي هو أفضل الأوقات لوصول الخدمات الرئيسية بأسرع ما يمكن لجنوب جدة، موضحا أن معدل أسعار الأراضي في الخمرة يتراوح من 120 ألف ريال (32 ألف دولار) إلى 130 ألف ريال (35 ألف دولار)، رغم افتقارها إلى بعض الخدمات الأساسية.