عقارات هونغ كونغ تحافظ على قوتها رغم الركود

تعد من بين المراكز المالية الأبرز داخل القارة الآسيوية

TT

يعد المركز التجاري الدولي الجديد مبنى ضخما للغاية حتى بين ناطحات السحاب التي تملئ سماء هونغ كونغ. وعلى الرغم من التراجع الاقتصادي العالمي فقد تم تأجير هذه البناية بالكامل تقريبا، ويعد ذلك دليلا على قوة أحد أقوى أسواق العقارات في العالم. ويعد هذا المبنى المتلألئ، الذي شارف على الانتهاء ويبلغ طوله 490 مترا أو ما يعادل 1608 قدما، الأطول في هونغ كونغ، ومنه يمكن رؤية أراضي الصين والجزر التي تقع أمام سواحلها. وقد وجد هذا المبنى مكانه داخل موسوعات الأرقام القياسية على مدار الأعوام الخمس الماضية. واوضحت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية التي نشرت الموضوع ان المركز ، الذي تبلغ عدد طوابقه 118 طابقا، يحتل المرتبة الرابعة بين المباني الأطول في العالم، حيث يلي «برج دبي» الذي يوشك على الانتهاء وناطحة السحاب «تايبي 101» داخل العاصمة التايوانية ومركز شنغهاي المالي العالمي. وسيكون سقف المبنى أعلى بمقدار 70 مترا عن برج الحرية، الذي يجرى بناءه في مكان مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك، وأعلى بمقدار 180 مترا مقارنة بناطحة السحاب «شارد» في لندن، التي سوف تكون البناية الأطول في بريطانيا عند الانتهاء منها في 2012.

ويمثل المركز التجاري الدولي، الذي من المقرر أن يكتمل بناءه خلال العام المقبل، إضافة إلى تقليد أصبح منتشرا في آسيا وهو بناء ناطحات السحاب الأطول في العالم، في إشارة رمزية على القوة الاقتصادية المتنامية لهذه المنطقة. وفي هونغ كونغ، نجد أن أسعار العقارات وقيم الإيجار مرتفعة جدا مثلها مثل الكثير من البنايات حيث تعد المدينة من بين المراكز المالية الأبرز داخل القارة الآسيوية. ومع ذلك، تقول شركة «صن هونغ كاي للعقارات»، وهي الشركة المسؤولة عن المركز التجاري الدولي، إن هذا البرج الضخم تم تأجيرها بالكامل تقريبا. وارتبطت الشركة بثلاثة مستأجرين بارزين، من بينهم «مورغان ستانلي» و«كريدي سويس» في عامي 2007 و2008 في الوقت الذي كانت فيه قيم الإيجارات في تزايد. ويقول بول كاتز، رئيس «كون بدرسن فوكس أسوشيتد»، وهي شركة التصميم المعماري: «هناك فترات معينة فقط خلال الدورة الاقتصادية يمكنك فيها ملئ مثل هذه البنايات، أعني البنايات الطويلة التي تحتاج إلى مستأجرين يرغبون في استئجار عدة طوابق معا.» واستخدم في بناء البرج نحو 124,000 طنا من الحديد، وهو ما يعادل في الوزن نحو 720 حوتا أرزقا أو قرابة 450 طائرة آير باص 380. ويمكن أن تملئ كمية الخرسانة التي استخدمت في بناءه 103 حمام سباحة في حجم حمامات السباحة الأوليمبية. واستخدم زجاج يملئ أربعة عشر ملعب كرة قدم من أجل تغطية واجهته المضيئة، ويمكن أن تصل مواسير أجهزة التكييف لنحو 19 كيلومتر أو قرابة 12 ميلا. وداخل البرج سوف يستخدم 83 مصدعا لنقل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين سوف يعملون فيه. وتبلغ أطوال بيوت المصاعد مجتمعة أكثر من 14 كيلومترا. وعند النظر إلى المبنى عبر ميناء فيكتوريا نجد أنه محاطا بعدد من الشقق السكنية الفخمة وفندق فخم ومراكز تجارية ضخمة مغطاة بالرخام مع منطقة للتزحلق على الجليد. وتعد إيجارات المكاتب في هذه المنطقة، المعروفة باسم منطقة «سنترال» من بين الإيجارات الأعلى في العالم، ويمكن مقارنتها فقط بالإيجارات في طوكيو وهي أعلى كثيرا مقارنة بالإيجارات في لندن ونيويورك، حسب ما تفيد به إحصاءات أجرتها شركة الخدمات العقارية التجارية «كوشمان آند واكفيلد».

ويقول جون سيو، رئيس مكتب «كوشمان آند واكفيلد» المسؤول عن هونغ كونغ وجنوب الصين، إنه منذ ارتفاع قيم الإيجارات منذ عام تقريبا قبل أن تضرب الأزمة المالية العالمية الصين تراجعت إيجارات المكاتب في المدينة بمقدار 50 في المائة تقريبا. ولكنه أضاف أنه «بالمقارنة بمدن أخرى في آسيا، لا تزال مرتفعة.»