أميركا: عقاريون يستعدون لثورة السيارات الكهربائية المنتظرة

من خلال تشييد محطات لإعادة شحنها في المباني السكنية

TT

في ظل استعداد العديد من مصنعي السيارات لطرح سيارات كهربائية في الأسواق خلال السنوات القليلة المقبلة، هرعت بعض الشركات العقارية للاستعداد لذلك الاتجاه الجديد، من خلال تشييد محطات لإعادة شحن السيارات في المباني السكنية.

فسوف تنشئ شركة غلينوود ـ التي لديها ما يربو على العشرين مبنى للإيجار في المدينة ـ أربع محطات لشحن السيارات الكهربائية في مرآب السيارات، الذي يتسع لأربعمائة سيارة في أحدث مبانيها، بمبنى إميرالد غرين في شارع 38، بين الجادة الثامنة والتاسعة والمؤلف من 569 وحدة.

ويفترض أن تتمكن محطات الشحن التي باعتها كولومب للتقنيات، بكامبيل بكاليفورنيا، من شحن السيارات الكهربائية خلال أربع ساعات؛ وفقا لهوارد هسينر، نائب الرئيس التنفيذي لغلينوود. ويضيف هيسنر: «أعرف العديد من الناس المهتمين بالسيارات الكهربائية، الذين لا ينتظرون سوى طرح موديلات ملائمة لهم، وتوافر البنية التحتية لمحطات الشحن التي تلائم احتياجاتهم. وأنا حريص على التأكد من استعداد غلينوود لتحقيق ذلك».

وبعد رصد المحطات الأربع، التي سوف تشيد بمبنى إميرالد غرين، ربما تضيف غلينوود المزيد من المحطات هنا. كما تخطط الشركة لأن تضيف محطات شحن بجميع مبانيها، التي يبلغ عددها ثلاثة وعشرين مبنى. ويضيف السيد هيسنر: «سوف يطرح الجميع ـ بي إم دابليو، مرسيدس، شيفي، ونيسان ـ وثمانية مصنعين آخرين موديلات كهربائية خلال العامين المقبلين. ولن يكون هناك شخص غير قادر على ركوب سيارة كهربائية إذا كان راغبا في ذلك».

ويعد مبني إميرالد غرين، الذي فتح أبوابه للإيجار في 8 سبتمبر (أيلول)، وتبدأ أسعار الإيجارات فيه من 1900 دولار لشقق الأستوديو من المباني التي تلتزم بالحفاظ على البيئة. وسوف يحصل على المزيد من المميزات من خلال إنشاء تلك المحطات الكهربية، بموجب نظام التقييم الوطني الذي يطلق عليه «القيادة في الطاقة والتصميم البيئي».

ويوجد عدد قليل من المباني في المدينة مزود بالفعل بمحطات لشحن الكهرباء، يوفر بعضها مقابس لا تضخ كهرباء أكثر من 120 فولت، مثل تلك الموجودة في المنازل؛ ومن بينها برج هيلينا الإيجاري الكائن بين شارع 11 وشارع 57.

يقول دوغلاس دراست، رئيس منظمة دراست، التي شيدت برج هيلينا: «في العادة لا يكون هناك مخارج كهربائية في المرآب، ولكننا وفرنا بعضها لهؤلاء الأشخاص، الذين يرغبون في شحن سياراتهم». ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن عددا قليلا فقط يستخدم تلك المقابس حاليا.

وكان دراست يؤجر سيارة «ميني إي» وهي سيارة كهربائية من إنتاج «بي إم دابليو»، التي من المقرر أن تخضع لاختبار ميداني بحضور 500 شخص أميركي. فيقول: «أحبها جدا. إنها من أفضل السيارات التي يمكن أن تقودها، إنها سيارة المستقبل».

ويطلق على الشاحن الذي يوفر 240 فولت اسم شاحن «المستوى الثاني»، وهو يوفر نصف وقت الشحن الذي تحتاجه الشواحن ذات 120 فولت، التي يطلق عليها شواحن المستوى الأول. ففي العادة تحتاج بطاريات (8 إلى 10 كيلووات) من ثلاث إلى أربع ساعات من الشحن بشواحن المستوى الثاني، لكي يتم شحنها شحنا كاملا.

وقد أنشأت المنظمة الألبانية، وهي شركة العقارات التي يقع مركز قيادتها في غاردن سيتي بنيويورك عددا من شواحن 120 ـ 240 فولت، التي يطلق عليها «إي في باور باك» في اثنين من مبانيها الإيجاريين في مدينة باتري بارك سيتي: الفيرديسيان في 211 من شارع الحافة النهائية، والسولير عند نهر تيراس.

كما تخطط المنظمة كذلك إلى إنشاء محطات شحن في «فيشينير»، وهو المبنى الذي يقع في 55 باتيري بليس في مدينة باتري بارك، على الرغم من أن الشركة العقارية ما زالت ترصد آراء المواطنين بشأن النوع الذي يفضلونه. وحاليا، لدى فيشينير كلا النوعين من الشواحن؛ 120 فولت، و240 فولت.

يقول سكوت سفايان، نائب مدير المبيعات بشركة كولومب للتقنيات، إنه سيتم شحن كافة السيارات الكهربائية التي ستطرح خلال السنوات المقبلة بشواحن من المستوى الثاني. كما أكد أن شركات السيارات قد وافقت بشكل غير رسمي على استخدام الموصل القياسي «إس إيه إي ـ جيه 1772»، الذي يتكون من قابس خماسي.

ولكن نظرا لأن تلك الموصلات لن تتوافر قبل نهاية العام، تبيع شركة كولومب شواحن المستوى الأول مع وعد بتحديثها مجانا إلى المستوى الثاني من خلال استخدام الموصلات القياسية الخماسية حينما تتوافر؛ وفقا للسيد سافيان.

من جهة أخرى، فإن تشييد تلك المحطات الكهربائية أمر مكلف، حيث تتكلف المعدات ما بين 5000 و6000 دولار لا تشتمل على نفقات الإنشاء.

كما أنه ما زال علينا معرفة ما إذا كانت تلك السيارات سوف تلقى إعجاب المستهلكين أم لا، وإذا أعجبتهم فأي أنظمة الشحن سوف يفضلونها، أو إذا ما كانت ستظهر طريقة جديدة تماما لشحن السيارات الكهربائية، مثل استبدال البطاريات القديمة بواحدة جديدة في محطات استبدال البطاريات.

وحاليا، فإن أقرب وحدة شحن كهربائية من كولومب بالنسبة لنيويورك سيتي ـ وفقا لموقع الشركة الإلكتروني ـ تقع في لونغ أيلاند في أويستر بي وميدل أيلاند، بينما تقع ثاني أقرب محطة في ليكسنلتون بماساشوستس.

وتطالب كولومب من السائقين، الذين سوف يستخدمون محطاتها بدفع اشتراك مقابل تلك الخدمة، يتراوح ما بين 15 و50 دولارا في الشهر وفقا للاستهلاك. ويعود ما قيمته 80% من تكلفة كل عملية شحن إلى مالك العقار الذي تقع فيه محطة الشحن.

فيقول سافينا: «وبالتالي، يحصل المالك على ربح، وبالتالي فإنه ربما يتمكن خلال المدة من ثلاث سنوات ونصف السنة إلى خمس سنوات من تعويض النفقات التي وضعها في الكهرباء والسلع الرأسمالية».

وفي نفس الوقت، يستطيع مالك المرآب أن يتقاضي أجرا من السائقين نظير انتظار السيارة أثناء الشحن.

ويقول هسينر، إن إميرالد غرين لم تحدد بعد مخططها للأجور، ولكنها كانت واضحة في أن أي شخص يدخل المبني حتى لو لم يكن مقيما به يستطيع استخدام محطات الشحن.

* خدمة «نيويورك تايمز»