شركات إقليمية ودولية تتطلع للاستثمار في الفرص العقارية في السعودية

خبراء: إغراءات الطلب وحجم التداولات الكبير ساهم في جذب المستثمرين

شهدت مشاركة الشركات السعودية في سيتي سكيب الأخير تعرف شركات إقليمية ودولية على الفرص العقارية التي يوفرها السوق في المملكة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف متعاملون في سوق العقارات الخليجية عن وجود مفاوضات مع شركات إقليمية ودولية للدخول في سوق العقارات السعودي خلال الفترة المقبلة، وذلك لتكامل عناصر السوق.

وقال عقاريون إن شركات عقارية ومستثمرين يسعون للتعرف على الفرص المتاحة في سوق العقارات السعودي، من خلال المفاوضات التي جرت عبر مشاركة شركات ومستثمرين سعوديين في معرض سيتي سكيب العقاري في مدينة دبي الذي اختتم أعماله يوم أمس الأول.

وسجل سوق العقارات السعودي حركة خلال الفترة الماضية نشطت مع إطلاق مشاريع حكومية، كجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إضافة الى استعداد الشركات العقارية والاستثمارية لتحريك عجلة الاستثمارات العقارية من خلال صناديق الاستثمار العقاري، وطرح مشاريع عقارية للبيع في مزادات يتوقع ان تعقد خلال الشهر الجاري.

وقال عمر القاضي المدير التنفيذي لشركة إنجاز للتطوير العمراني، إن عدداً من المستثمرين من أفراد وشركات ومؤسسات وبنوك أبدوا اهتماما بالفرص العقارية في المملكة، وذلك في ظل ما يتمتع به من إمكانيات تساعده على نجاح أي استثمار خلال الفترة المقبلة، خاصة ان الطلب ما زال يواصل النمو بمقابل العرض.

وأشار القاضي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود استعدادات من بنوك لترتيب أموال خاصة بقطاع العقار لجذب مستثمرين من جميع أنحاء العالم. مشيراً إلى أن متوسط العوائد يتراوح ما بين 10 إلى 25 في المائة، الأمر الذي يعد مغرياً جداً بالنسبة لعوائد العقارات حول العالم.

ولفت المدير التنفيذي الى أن سوق العقارات السعودي يبرز فرصاً استثمارية مستقرّة للمستثمرين على المدى القصير والطويل، خاصةً في ظلّ ما يعيشه الاقتصاد العالمي من آثار الأزمة المالية. مشيراً إلى أن مؤشر الطلب في المملكة لا يزال يواصل نموه، وهو المبني على طلب حقيقي عن حاجة، ولا يدخل ضمنه ما يتعلق بالمضاربة أو طلب استثماري من اجل الاستفادة.

وأضاف أن شركته بدأت بالفعل في تطوير مشروع يحتوي على 636 وحدة سكنية، وذلك في المنطقة الشرقية من المملكة، في الوقت الذي يحتوي المشروع على أبراج سكنية وتجارية موزعة على 250 قطعة أرض. وأكد أن «إنجاز» خصصت أكثر من ثلث مشروع «المارينا» للأغراض السكنية والتجارية و42.2 في المائة منها للأماكن العامة، إضافة الى تخصيص مساحة للخدمات الحكومية تتجاوز 16 في المائة من المساحة الإجمالية للمشروع. كما كشف عن مشروع تعمل الشركة على تطويره في العاصمة السعودية الرياض، مخصص للقطاع السكني، يقام على مساحة تتجاوز 2.5 مليون متر مربع.

وأضاف ان طلبات المستثمرين تمثلت في مختلف أشكال القطاع العقاري في المملكة، إضافة الى معرفة حجم الطلب وكيفية عمل السوق العقاري في السعودية. مشيراً إلى أن الكثير منهم أبدى تفاعله مع ما يوفره السوق العقاري السعودي من فرص استثمارية خلال الفترة الحالية.

وأكد المدير التنفيذي أن السوق السعودي سيشهد حركة جيدة خلال الفترة المقبلة، سيساعده على ذلك إقرار الرهن العقاري، وهو الذي يتوقع أن يصدر خلال الفترة المتبقية من عام 2009.

الى ذلك قال خالد الضبعان الخبير العقاري ان السوق العقاري السعودي يعتبر من أفضل الأسواق خلال الفترة الحالية، حيث ساهم عدم تأثر السوق بالأزمة المالية العالمية، في جعله واحدا من أهم الأسواق الجاذبة لرؤوس الأموال خلال الفترة المقبلة.

وقال إن السوق العقاري في المملكة، شهد نشاطات عدة منها تمويل البنوك لمشتقات ومنتجات السوق، وتقديم تسهيلات تساعد في الحصول على قروض وتمويلات لشراء المنازل للأفراد، الأمر الذي ساهم في إيجاد حركة كبيرة على المستوى الفردي لشراء منازل أو شقق سكنية خلال الفترة الماضية.

وأضاف أن السوق لا يزال يوفر فرصاً عديدة خاصة في ظل التنامي في الأعمال الحكومية خلال الفترة الماضية، وانخفاض أسعار مواد البناء والأيدي العاملة، الأمر الذي انعكس على عمليات بناء وتطوير العقارات في مختلف مدن المملكة خلال العام الجاري.

وأكد أن قطاع المساكن فقط بحاجة الى استثمارات ضخمة في ظل الحاجة الفعلية لما يقارب من 200 الف وحدة سكنية خلال العام الواحد، مما يؤكد حاجة البلاد الى شركات تطوير عقاري، كما أن التحول الذي حدث لدى المستهلكين من شراء الأرض وبناء المنزل، الى البحث عن المنازل الجاهزة سيساهم في الإقبال على منتجات شركات التطوير العمراني خلال الفترة المقبلة.

وقال ان الشركات العاملة في التطوير العقاري لا تستطيع ضخ ما يقارب 30 في المائة من الحاجة الفعلية لسوق العقارات السعودي، وبالتالي فإن السوق يستوعب المزيد في ظل العدد الضخم من الطلبات التي تتزايد مع تزايد الأسر والعزوف على الإيجارات التي تشهد تضخما كبيرا خلال الفترة الماضية.

وأكد أنه في حال أقر الرهن العقاري فإن ذلك سيعمل على بيع المعروض بشكل كامل، وهو الأمر الذي يجب أن تستوعبه شركات التطوير العقاري، وضخ المزيد من المنتجات للسوق العقاري، خاصة ان المنتج العقاري يعتبر من أبطأ المنتجات في عملية طرح المزيد للبيع.

وعلى الرغم من ان معرض سيتي سكيب كان يشهد مشاركة كبيرة من الشركات العقارية السعودية، إلا أن معرض العام الحالي شهد مشاركة شركتين فقط، هما شركة إنجاز وتنميات.

الى ذلك كشفت شركات عن طرح مشاريع في مزادات عقارية، حيث كشفت 3 شركات عقارية عن طرح مخطط عقاري في المنطقة الشرقية للبيع في الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري، الذي يحتوي على 74 قطعة ارض، تقبع على مساحة تصل الى 55 الف متر مربع.

وقالت مجموعة الغنيم العقارية تحسن الظروف الاقتصادية والعقارية في المملكة، في الوقت الذي تشهد المنطقة حركة عقارية أدى إلى زيادة الطلب على مختلف الأراضي، بالإضافة الى الاهتمام من قبل مستثمرين خليجيين وعرب في دخول السوق العقاري السعودي مع بعض الشركات المحلية لإقامة مشاريع مشتركة في أرض المخطط.