شمال الرياض هدف للاستثمارات العقارية الجديدة في العاصمة السعودية

عقاريون: المنطقة هدف للتطوير الجديد بعد وجود بنية تحتية ومشاريع عقارية كبرى

يشكل شمال الرياض منطقة جذب عمراني واستثماري، لوقوعه في منطقة حيوية جديدة ستساهم في انتعاش العاصمة السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تشهد العاصمة السعودية الرياض حركة عقارية متنامية منذ عدة أعوام، وذلك لما تشكله مدينة الرياض من ثقل سياسي واقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي تسابق فيه المدينة الزمن للتطوير.

وخلال الفترة الماضية شكلت الاستثمارات العقارية أحد أبرز السمات في الرياض، من خلال ضخ رؤوس أموال مختلفة في مشاريع عقارية كبيرة، في الوقت الذي تطرح فيه أمانة المدينة مفهوم مشاريع التطوير الشامل، في حين تبرز سمة النمو السكاني في المدينة بشكل لافت من خلال ازدياد حجم الأعمال، وما يصاحبه من إفرازات وظيفية تساهم في عمليات الهجرة السكانية إلى مدينة الرياض.

ويشهد شمال الرياض بالتحديد نموا في حركة الاستثمارات العقارية، وذلك في ظل الاستثمارات الحكومية الضخمة، التي تتمثل في مركز الملك عبد الله المالي، وجامعة الأميرة نورة، إضافة إلى وجود مطار الملك خالد، مما يساهم في استمرار توجه المستثمرين نحو شمال المدينة، في الوقت الذي كشف فيه عقاريون عن حجم الصفقات العقارية التي تمت خلال العام الماضي في منطقة شمال الرياض، بأكثر من ملياري ريال، في ظل الزحف العمراني المتنامي نحو شمال العاصمة.

وأكدوا أن ذلك الزحف العمراني كان له دوره في زيادة قيمة الاستثمارات، خاصة مع تنوع المخططات الواقعة شمال مدينة الرياض، التي اشتمل بعضها على مخططات لقصور ووحدات سكنية فخمة وشاليهات. ويتضمن شمال الرياض مشاريع عقارية عدة، حيث تعكس تلك المشاريع مستوى الانتعاش العقاري الذي تشهده المنطقة، التي باتت تمثل الامتداد الطبيعي لمدينة الرياض، في الوقت الذي يتواصل فيه الطلب العقاري على مختلف المنتجات.

ويذكر عمر القاضي العضو المنتدب لشركة «إنجاز» للتطوير العمراني أن منطقة شمال الرياض تعتبر من أكثر المناطق جذبا في مدينة الرياض، خاصة بعد مد مجموعة من الطرق الرئيسية والمحورية التي تمر فيها، التي أصبحت بمثابة الدائري الثاني لشمال مدينة الرياض، كطريق الأمير سلمان بن عبد العزيز، وطريق أحمد بن عطوة، وطريق حمد بن محمد بن فارس، وغيرها.

ولفت القاضي إلى أن توفر شبكة الطرق المحورية التي تخدم شمال مدينة الرياض، وكذلك وجود مركز الملك عبد الله المالي فيها، واختيارها مقرا لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، كل ذلك كان له الأثر الإيجابي في إحياء المنطقة بوجه عام، مشيرا إلى أن الاستثمارات تتحرك نحو شمال المدينة، في ظل وجود أفكار تطويرية تساهم في تطوير مدينة الرياض بشكل عام.

وأكد أن الشركة طرحت مشروع القمرا، في شمال الرياض، وهو ما دفع إلى أن يكون شمال الرياض موطنا للاستثمارات الجديدة، خاصة مع تواكب الزحف العمراني الذي تشهده العاصمة السعودية.

وتوقع العضو المنتدب لشركة «إنجاز» للتطوير العمراني أن الحركة العقارية في المملكة ستشهد نشاطا أكثر مما هي عليه الآن، وذلك للحاجة الكبيرة لتلبية احتياجات سكان المملكة، لافتا إلى أن المخططات المطروحة في المملكة لا تتناسب مع حجم الاحتياجات السكانية.

وأوضح أن الرياض لا تختلف في حاجتها عن باقي مناطق المملكة، بل تزيد؛ كون العقار في مدينة الرياض للاقتناء والاستثمار، وتتميز بنشاطها الكبير في القطاع العقاري.

إلى ذلك، أكد الدكتور عبد الوهاب أبو داهش، نائب رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، أن الهجرة إلى منطقة شمال الرياض نشأت بسبب ما يتوفر في المنطقة من بنى تحتية حديثة ومؤهلة لاستقطاب السكان، بالإضافة إلى قرب هذه المنطقة من المراكز الحيوية في العاصمة، مثل مركز الملك عبد الله المالي، وجامعة الأميرة نورة، وقربها من المطار.

وأكد أبو داهش أن منطقة شمال الرياض تعد منطقة سكنية راقية وحديثة، متوقعا أن تشهد المنطقة المزيد من الاستثمارات العقارية في المستقبل، وخاصة من المستثمرين والمطورين العقاريين، وذلك عطفا على عدد من العوامل التي تتمتع بها المنطقة.

وأكد أن حاجة البنوك والمؤسسات المالية التي سيتضمنها مركز الملك عبد الله المالي من الموظفين، وكذلك الكوادر التي ستحتاجها جامعة الأميرة نورة، ستساهم في ازدياد الحركة العقارية في شمال الرياض خلال الفترة القادمة.

وأكد نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة الرياض، أن كبريات الشركات ستعمل على إيجاد مقرات لها في المنطقة، كما أن الأبراج التي سيضمها المركز ستجذب أنظار المطورين والمستثمرين للتركيز على شمال الرياض، فمعظم الجيل المقبل من السعوديين سيكون من المؤهلين والمهنيين القادرين على العمل في مجالات اقتصادية وهندسية، وكذلك مجالات المحاسبة والتأمين، وهكذا.

وحذر أبو داهش، أن تأخر نظام الرهن العقاري يظل يشكل عقبة في وجه التطلعات لتحقيق النهضة العقارية المطلوبة لتوفير الاحتياجات السكنية في الرياض، وغيرها من مدن المملكة.

وأكد ضرورة العمل على نظام الرهن العقاري، لأهميته البالغة والمؤثرة، حيث يشير إلى أن صدور النظام سيؤدي إلى إنشاء شركات للتمويل العقاري، وكذلك نظام مراقبة هذه الشركات، وبالتالي تنفيذ نظام الرهن العقاري. وقال إن ذلك سيؤدي إلى خلق بيئة خصبة للمطورين العقاريين.

من جهته بين فهد السبيعي، الخبير والمستثمر العقاري، أن الاستثمارات العقارية تتوازى مع الحركة العمرانية، وبالتالي فإن شرق الرياض هو امتداد طبيعي لحركة السكان في العاصمة السعودية، وهو ما سيساهم في إيجاد استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف السبيعي أن المطورين العقاريين في شمال الرياض يسعون إلى طرح فرص مختلفة من المنتجات العقارية، نظرا للإقبال على المنتجات في شمال المنطقة، خاصة أنها تقع حول طرق رئيسية تساعد على الدخول والخروج، في ظل الزيادة الإسكانية التي تعيشها مدينة الرياض خلال الفترة الحالية.

وتوقع الخبير العقاري أن تكون المنطقة هدفا للاستثمارات الجديدة في المدينة، وهو ما سيسهم في نشاط عقاري متوقع، مع طرح المزيد من الفرص العقارية المختلفة.