مكة المكرمة: توجه لتحديد ارتفاع الطوابق في جميع المخططات

بينما يحاول «معرض مكة» ضبط تأرجح أسعار الأمتار العقارية

ارتفاع غير مبرر لأسعار متر الأرض في جميع مخططات مكة المكرمة (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

تعتزم أمانة مكة المكرمة تحديد عدد الطوابق المسموح بها في جميع مخططاتها خلال الأسبوع المقبل، بعد ورشة عمل يجري التحضير لعقدها بمشاركة عدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة.

وكشف مصدر في أمانة العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط» أن ارتفاع الطوابق من عدمه في مكة المكرمة ستحدده ورشة عمل سيحضرها وكلاء الوزارة لشؤون التخطيط، وسيتم فيها بحث نظام ارتفاعات الطوابق، التي من خلالها سيرى تعديل بنود ارتفاعات الطوابق في المباني النور، وفقا لما سيصدر من توصيات، على الرغم من الوعود المتكررة في إعلان خبر الارتفاعات المعمم في مكة بحكم محدودية المخططات السكنية بها.

إلى ذلك، دفعت عمليات الإزالة الواسعة لعقارات مكة المكرمة وعشوائيتها لصالح المشاريع التطويرية الحكومية منها والخاصة، وما صاحبها من ارتفاع غير مقنن في مستويات الأسعار، إلى سن جهات حكومية وخاصة مشروعا هو الأول من نوعه في مكة المكرمة، يعنى بإيضاح مستويات الأسعار في عدة مواقع عقارية مختلفة، وكشف أسعار مواد البناء بالاعتماد على شركات كبرى.

«معرض مكة للعقار والبناء والاستثمار 2010» أتى في وقت وصفه عقاريون بأنه تأخر كثيرا لإزاحة الضبابية عن الارتفاع غير المبرر لسعر الأمتار في جميع مخططات مكة المكرمة، حيث عملت على تصميمه وتنفيذه «صكوك المستقبل لتنظيم المعارض»، حيث سيتمكن المؤشر من توضيح حجم الأسعار في مواقع مختلفة من مكة المكرمة، وكذلك مواقع أخرى في مدن مختلفة، وعدة دول مجاورة، كما أنه سيرصد بشكل يومي حجم الصفقات المتداولة في الشركات العارضة في جنبات المعرض. وهو ما حدا بأمين العاصمة المقدسة ليصفه بالمتخصص وأن مكة تتمتع بجاذبية اقتصادية قوية.

وقال الدكتور أسامة بن فضل البار الذي افتتح «معرض مكة للعقار والبناء والاستثمار 2010» في دورته الثانية: «إن مكة المكرمة خطت خطوات نحو الأول وفقا لرؤية أمير المنطقة التي تطمح أن تكون مكة في مصاف مدن العالم الأول، وإن مكة أيضا ستخطو خطوات أخرى لتكون المدينة السعودية الأولى التي تستخدم القطار في رحلات داخلية وإقليمية»، مردفا أن الانتهاء من مشروع قطار المشاعر المقدسة خلال العام الجاري سيدخل مكة المكرمة في مجال خدمة النقل العام عبر شبكة القطارات.

وأردف البار: «مكة المكرمة تحتاج إلى المزيد من العناية، ذلك لكونها المدينة الإسلامية والقبلة الأولى للمسلمين، حيث يفد إليها أكثر من 10 ملايين زائر سنويا، كما أن اقتصاديات مكة المكرمة بدأت تنمو أكثر فأكثر، ومشاريع الأنفاق خلال أقل من عام واحد بلغت أكثر من 20 مليار ريال»، مؤكدا أن هناك اهتماما بمشاريع المسجد الحرام ومشاريع المشاعر المقدسة ومشاريع البنية التحتية سواء كانت طرقا أو مرافق أو غيرها، وأيضا القطاع الخاص له دور كبير في تنمية المنطقة، حيث إن مشروع تنمية وتطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرمة الذي بدأت خطة العمل فيه منذ مطلع العام الجاري سيجذب أكثر من 100 مليار ريال كناتج استثماري خلال نحو ستة أعوام قادمة، وإن عجلة المشروع تسير، وإن الخطط يجري الآن تنفيذها لتطوير تلك الأحياء، حيث سيجري خلال الفترة القادمة توقيع عدد من العقود ما بين المطورين و«شركة البلد الأمين»، الذراع الاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة.

وأفصح أمين العاصمة المقدسة أن «شركة البلد الأمين» ستبدأ أول مشاريعها بتنفيذ مشروع الإسكان الميسر، وأن الشركة قامت بتأهيل عشر شركات من كبرى الشركات السعودية، التي سوف يتم دعوتها لتقديم طلب العروض قريبا، ومن ثم سيتم النظر في تلك العقود واختيار الأفضل ومن ثم التوقيع المتوقع أن يكون في يوليو (تموز) المقبل.

وأوضح البار أن المرحلة الأولى المعروفة بمشروع «أم الجود» ستعمل على توفير خمسة آلاف وحدة سكنية، كما أن الضاحية الغربية هي الآن تحت التنفيذ وخطت خطوات جيدة، وتقع الآن أعمال مراقبة تنفيذها تحت مظلة مجلس إدارة «شركة البلد الأمين» وفقا للرؤية المعدة والمنبثقة من قبل ولاة الأمر.

وشدد أمين العاصمة المقدسة على أن «معرض مكة للعقار والبناء والاستثمار» جاء ليؤكد مدى الحاجة إلى أقامة المعرض المتخصصة، مبينا أن المعارض هي إحدى وسائل التسويق والتبادل التجاري وتبادل المنفعة، ولكشف الفرص الاستثمارية، وأن مكة المكرمة ما زالت في حاجة إلى أن يكون فيها معارض متخصصة بخلاف معرض العقار والمقاولات الذي نجحت في تنظيمه «مؤسسة صكوك المستقبل لتنظيم المعارض»، كما أن مكة بحاجة إلى معارض متخصصة في سوق الخدمات، حيث إن مكة يقوم اقتصادها على القطاع الخدمي.

وأشار البار إلى أن السبت المقبل سيعقد فيه ورشة عمل سيحضرها وكلاء الوزارة لشؤون التخطيط، وسيتم فيها بحث نظام ارتفاعات الطوابق، التي من خلالها سيرى تعديل بنود ارتفاعات الطوابق في المباني النور وفقا لما سيصدر من توصيات.

من جهته أكد المهندس عامر آل ثامر، مدير عام «صكوك المستقبل لتنظيم المعارض»، أن مكة المكرمة امتازت بريادة عمرانية أصيلة تنطلق بها نحو مستقبل واعد يرقى بها إلى مصاف المدن العالمية المتقدمة، وأن مكة قبلة استثمارية ووعاء يطمع المستثمرون في وضع رؤوس أموالهم فيه لتنميتها وزيادة عائداتها، خصوصا في المجال العقاري الذي يشهد طلبا متزايدا في ظل عرض متواضع لم يصل بعد إلى الطموح الذي تتوجه إليه خطط التنمية المستقبلية لهذه المدينة العصرية.

وكشف آل ثامر أن مؤشر الأسعار الذي دشنه أمين العاصمة المقدسة سيقوم من خلاله بعمليات رصد يومي للأسعار التي سيتم طرحها والترويج لها من قبل الشركات العقارية أو الشركات المتخصصة في مواد البناء وملحقاتها، كما أنه سيوضح حجم الصفقات المتداولة داخل المعرض، لافتا إلى أنه الأمر الذي سيكشف واقع السوق ويجعل المستثمر والراغب في تملك العقار، أو الباحث عن مواد البناء وآخر ما توصل إليه صناع مواد البناء والإعمار من تقنيات جديدة وحديثة في هذا المجال، على بينة من حقائق المستويات السعرية التي يتم التعامل بها في السوق في حينه.

وأوضح آل ثامر أن التفوق والريادة العالمية القادرة على جذب الاستثمارات إلى مكة المكرمة دفعت بـ«صكوك المستقبل لتنظيم المعارض» لتضع اللبنة الأولى لتنظيم أول معرض يختص بالعقار والاستثمار والبناء منذ العام الماضي، ليسجل حينها المشهد الدليل الواقعي والملموس لتطور المنطقة من خلال المشاركة الفاعلة من القطاع الخاص والحكومي الذي أبرز عبر جنبات المعرض برنامج معالجة الأحياء العشوائية وفقا لنظرة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وليكون حاضرا لإبراز منجز تطوير المنح السكنية من خلال برامج التخصيص التي كان لأمانة العاصمة المقدسة قصب السبق فيها، في محاولة وسعي جاد لتلبية احتياجات السكان من المخططات والمساكن.

وقال آل ثامر: «إن المعرض في هذا العام في دورته الثانية بمشاركة 50 شركة عارضة يأتي ببروز أوضح وأهداف أوسع وطموح أكبر، وإنه صرح وبنيناه برؤى ثاقبة وخطوات واثقة وعزيمة صادقة وهمم عالية وخطط فعالة»، مرجعا الأمر إلى أنهم فريق عمل يطمح للقمة، وأنهم أسرة تعمل في منظومة واحدة بروح الشاب الطموح المتفجر بالهمة والنشاط، مشيرا أن توجه المعرض سينمو بثبات عبر السنين القادمة وبارتقاء متواصل وتنوع واستجابة للمتطلبات.

وأبان آل ثامر أن المعرض أصبح من معالم مكة المكرمة الاقتصادية المهمة، كونه رائد المعارض التي تهتم بالقطاع العقاري، مبينا أن انعقاد المعرض في دورته الثانية ووجود العزيمة والإصرار لجعله علامة بارزة في مكة المكرمة سيعزز من وجود الفرص العقارية الجديدة التي سيقدمها المشاركون.