تحسن وضع قطاع العقارات في لاتفيا بعد انفجار فقاعة العقارات في 2007

الأجانب يركزون على المناطق الساحلية

هذا المنزل ذو التصميم الغريب الذي بني في عام 2005 يبعد عن العاصمة ريغا 25 دقيقة بالسيارة («نيويورك تايمز»)
TT

في مدينة كهذه تشكل فيها الفيلات المطلة على البحر والمباني القديمة التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي العرف السائد، يأتي هذا المنزل ذو التصميم الغريب الذي بني في عام 2005 أمرا غير مألوف على الإطلاق.

يأتي سقف المنزل على شكل خمس حلقات متداخلة ترمز للأولمبياد، وتحمل ألوانها الخمسة. والمنزل نفسه مؤلف من غرف غير منتظمة الشكل. ومن الداخل لا يوجد سلم رأسي يصل إلى الطابق الثاني بل عدد من السلالم الصغيرة المكونة من ثلاث أو أربع درجات تؤدي من غرفة إلى أخرى. أما الحوائط الخارجية فمصممة على شكل سداسي، وتبلغ مساحة المنزل 300 متر مربع.

يميل السقف المنحدر في غرفة المعيشة إلى مدفأة توقد بالخشب، والأرضيات الخشبية تعكس الأضواء المنبعثة من الكوة سداسية الشكل. أما غرفتا النوم في الطابق الأرضي فلكل منهما دورة مياهها الخاصة، وفي الطابق العلوي يقع الجناح الرئيسي الذي يشتمل على بانيو. وهناك أيضا غرفة إضافية يمكن استخدامها كمكتب أو كحجرة أطفال. أما القبو فمزود بغرفة غسيل وهناك أيضا غرفة مزودة بسرير من الجلد، تضاف إلى سعر المنزل. وفي الخارج تحيط حديقة من الزهور المرج الأخضر والجراج الذي يسع سيارة واحدة.

يقع المنزل في ناحية دزينتاري من جورمالا، وهي منطقة سكنية تبعد خمس دقائق عن بحر البلطيق، وتبعد عن قلب المدينة 20 دقيقة سيرا على الأقدام، وعن العاصمة ريغا 25 دقيقة بالسيارة، لكن ذلك الوقت قد يصل إلى 40 دقيقة في حال ازدحم المرور. استعراض لحالة سوق العقارات في لاتفيا: ويرى كريستيان كيلر، الاقتصادي في «باركليز كابيتال» في لندن أن الاقتصاد اللاتفي شهد انتعاشة كبيرة في الفترة بين عامي 2000 وحتى 2007 يقودها في ذلك أسواق العقارات، وأشار إلى أن المصارف الإسكندنافية التي تمتلك غالبية النظام المصرفي في لاتفيا تسهل من إمكانية حصول المشترين في لاتفيا على التمويل، وهو ما أدى في المقابل إلى ارتفاع الأسعار.

في حين نوه إيغارس سيمتز، رئيس مجلس إدارة شركة «أكروا ريال استيت» في ريغا أن عام 2007 شهد انفجار الفقاعة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار بنسبة 60 في المائة خلال العامين الماضيين.

ويرى كيلر أن الاقتصاد اللاتفي أوشك في عام 2009 على الانهيار. ودفع تراجع الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 18 في المائة هذا العام لاتفيا إلى اللجوء للاقتراض من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، والحصول على مساعدات من الكثير من الدول الإسكندنافية لإنقاذها من الانهيار الوشيك.

تقول باربرا نستور، الاقتصادية في بنك كومرتزبنك في لندن: «إن سوق العقارات في لاتفيا وصلت إلى أقصى انخفاض لها في سبتمبر (أيلول)، لكن الأسعار عادت إلى الارتفاع مرة أخرى، حيث يباع المتر المربع في المباني الجديدة في وسط مدينة ريغا والمدينة القديمة ما بين 130 إلى 350 يورو (149 إلى 400 دولار للقدم المربعة). أما العقارات الجديدة في المناطق الأخرى من مدينة ريغا فيتراوح سعر المتر المربع فيها ما بين 800 إلى 1100 يورو، في حين تباع الشقق التي تعود إلى العهد السوفياتي السابق بأسعار أقل بكثير؛ حيث يتراوح سعر المتر المربع نحو 500 يورو.

ويؤكد ميكوس آرنيس، كبير الاقتصاديين في المصرف الوطني في لاتفيا، الذي استدل ببيانات من مكتب الإحصاء المركزي اللاتفي، على أن الأسعار قفزت في جورمالا إلى 1300 يورو للمتر المربع في نهاية عام 2007. وبنهاية الفصل الرابع من 2009 وصل سعر المتر في المنازل في لاتفيا مقابل 875 للمتر المربع.

الهندسة المعمارية غير المعتادة لهذا المنزل ومساحته الكبيرة وموقعه المتميز تجعله أعلى سعرا؛ حيث يقارب سعر المتر المربع 2475 يورو. ويشير شميتز إلى أن الأرقام التي تصدرها الحكومة ربما لا تعكس أسعار المبيعات الحقيقة لأن بعض المشترين لا يذكرون أسعار الشراء الحقيقية لكي يتجنبوا دفع ضرائب نقل ملكية أعلى.

تقول أولسيغا بوغوديستاجا، رئيسة إدارة الإسكان في شركة «أكرو ريال استيت» إن غالبية مشتري الفيلات الجديدة التي تطل على البحر هم من الأجانب، وأن مواطني أوروبا الشرقية، خاصة الروس، يشكلون الغالبية العظمى من المشترين الأجانب. أما اللاتفيون فهم الأقل امتلاكا لمثل هذه العقارات، ويميلون إلى شراء الشقق التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.

ويقول سميتز، إن جورمالا المقصد الثاني الأكثر شعبية لسكان موسكو، وذلك لإمكانية الحصول عليها، فالمسافة بين ريغا وموسكو تستغرق 40 دقيقة بالطائرة.

أسس الشراء : يمكن للأجانب شراء العقارات في لاتفيا بصورة مباشرة، لكن عليهم الحصول على تصريح من السلطات المحلية، ولا توجد رسوم للتصاريح المطلوبة. يقول سميتز إن تكاليف إنهاء الصفقة عادة ما تكون منخفضة نسبيا مقارنة بالمناطق الأخرى في أوروبا، وأن رسوم التوثيق لا تزيد في العادة عن 200 دولار، وعندما يباع العقار يضطر المشتري إلى دفع 2 في المائة ضريبة انتقال للدولة.

وقد أثرت أزمة الائتمان التي شهدها العالم على عملية شراء العقارات في لاتفيا فأصبح الحصول على التمويل عملية صعبة المنال. ويقول سميتز: في بعض الحالات يمكن الحصول على قرض بسيط، يوازي 40 إلى 50 في المائة من سعر الشراء، لكن المشترين الأجانب عادة ما يدفعون نقدا. وغالبا ما تقدر أسعار المنازل في لاتفيا باليورو، والقليل منها يسعر بالعملة المحلية - لاتس.

*خدمة «نيويورك تايمز»

* المواقع الإلكترونية التي تتوافر عليها العقارات

* موقع «جورمالا» الرسمي: : jurmala.lv - بوابة بلدية ريغا: riga.lv - وكالة الإحصاءات الوطنية اللاتفية: csb.gov.lv - العملة الوطنية: لاتس (1 لاتس: 1.73 دولار).

* الضرائب والرسوم

* تستند الضرائب العقارية إلى قيمة المساحة، التي يقول سميتز إنها تحدد من قبل الدولة في تقييم سنوي، وعادة ما تكون أقل بكثير من القيمة السوقية، أما الضرائب العقارية فتصل إلى 1.5 في المائة من القيمة المساحية للعقار. وقد بلغت الضرائب على الملكية هذا العام هي 460 لاتس (نحو 800 دولار) بحسب العميل.