التصاميم الحديثة تسيطر على أذواق السعوديين في العقارات الجديدة

توجهات لاستخدام التقنيات الحديثة في المساكن والمكاتب والمعارض التجارية

التصاميم العصرية التي لاقت رواجا لعمل التصاميم الداخلية سيطرت على أذواق السعوديين خلال الفترة الماضية («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي تشهد فيه ثقافة تغيير تصاميم المسكن في السعودية تغييرا واضحا، سيطرت التصاميم الحديثة على معظم خيارات الساكنين الجدد، لتواكب التغييرات العالمية في عمليات التصاميم الداخلية للمنازل التي بدأت تأخذ طابع الحداثة الجديدة.

ويأتي ذلك مع دخول التقنية والتطورات قطاع العقارات في مختلف القطاعات، سواء كانت الجديدة أو القديمة، فلا يوجد في الوقت الحالي منزل أو مكتب لا يحتوي على شاشات التلفاز المسطحة، وهي السلعة التي واكبت عصر التصاميم الحديثة، وباتت تستخدم كأحد أهم العناصر في التصاميم الداخلية لمختلف المنتجات العقارية، كالمكاتب والمنازل والمحال والمعارض التجارية.

وبحسب خبراء فإن تقارب العالم عبر التقنيات المختلفة كشبكة الإنترنت والقنوات الفضائية، أسهم في تغيير الفكر في عمليات التصاميم الداخلية بالتحديد، وذلك من خلال الاطلاع على أحدث التصاميم والأساليب المستخدمة في المنازل والشقق السكنية وغيرها من المنتجات العقارية حول العالم، حيث يغلب على الجيل الجديد من الأسر إدخال جميع أشكال التقنيات الحديثة واستخدام الإضاءة وغيرها من متطلبات العصر الحديث.

وبين بدر البراهيم، رجل أعمال في منتصف العقد الثالث من عمره، ويتنقل بين دول العالم، أنه عمد لاستخدام تصاميم حديثة في شقته الجديدة، والبالغ مساحتها نحو 250 مترا مربعا، من خلال استخدام أشكال متعددة للإضاءة، واستخدام الأرضيات الخشبية، والتقنيات الحديثة في التحكم بمختلف الأجهزة لتحويل شقته إلى مبنى ذكي، يوفر جميع متطلبات الحياة الجديدة، وتغيير أسلوب حياته بطريقة مغايرة، لما كان عليه في السابق، على حد تعبيره.

ويغلب على طابع التصاميم الحديثة السهولة في الأثاث وتوزيع الغرف واستخدام أجهزة التحكم الحديثة، كما هو مستخدم في المباني الحديثة، في الوقت الذي تقدم فيه مجموعة من الشركات الضخمة، كشركة «سيسكو» العالمية، وشركة «إيه بي بي» السويسرية، التقنيات الحديثة لبناء العقارات الذكية، والتي باتت تستخدم في جميع المباني والمدن الجديدة، وهي ما ستسهم في توفير وتغيير حياة الأفراد خلال الفترة المقبلة.

وأضاف البراهيم أن التقنية وفرت العديد من المزايا ووسائل العيش الجميلة التي يمكن توفيرها في قطاع العقارات الجديدة، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تكون المباني الجديدة مواكبة للتطورات التقنية الجديدة، وخاصة أن كثيرا من الأسر الحديثة تسعى للحصول على منازل ومساكن توفر لها الحياة الجديدة.

وأكد أنه ضخ ما يقارب 200 ألف ريال (53.3 ألف دولار) على التصميم الداخلي لشقته، لإدخال عناصر التقنية وتصميمها، وفق تصميم عصري حديث يواكب ما هو متبع في التصاميم العالمية، من حيث البساطة والسهولة في الديكور والتشطيبات.

وتشهد السعودية حاليا عمليات بناء ضخمة لمشاريع عقارية سكنية، أغلبها وفر نظام المباني الذكية، عبر الشركات التي تقدم دعما لتلك التقنيات، في الوقت الذي يعتبر فيه ذلك عنصرا مساهما للمنافسة في الفترة المقبلة، ويجذب عددا كبيرا من مشتري الوحدات السكنية الجديدة، خاصة في ظل انتظار إقرار الرهن العقاري، الذي سيسهم في تملك العقارات بشكل أوسع، مما عليه في الوقت الحالي.

من جهته قال خالد الضبعان، المستثمر والخبير العقاري، لـ«الشرق الأوسط» إن الكثير من تصاميم العقارات الجديدة تأخذ الطابع الحديث، وخاصة فيما يتعلق بتوزيع الغرف، حيث يكثر الطلب على أن يكون المطبخ وغرف المعيشة متصلة، كما هو في النظام الأميركي، وأن تكون غرف الضيافة أصغر مما كانت عليه في السابق، وخاصة أن مفهوم الضيافة تغير بشكل كبير لدى الجيل الجديد من الشباب من خلال مقابلة الضيوف في الفنادق أو المطاعم الكبيرة، أو الاستراحات، وهي عبارة عن مجالس كبيرة مخصصة للتأجير للمناسبات والحفلات.

وأضاف الخبير العقاري أن ذلك يسهم في الاستفادة بقدر أكبر من المساحة الموجودة عما كان عليه في السابق، حيث تظل المجالس وغرف الضيافة في المنازل مغلقة في وقت طويل من العام، وهو ما دفع الجيل الجديد إلى تعزيز مساحة غرف المعيشة على حساب غرف الضيافة والاستقبال.

وتشهد عمليات إعادة تجديد المنازل والمساكن القديمة حيزا كبيرا من عمليات المقاولات خلال الفترة الماضية، حيث يسعى الكثير من الأسر الجديدة والشبان المتزوجين إلى تأهيل تلك المنازل بشكل يتواكب مع التصاميم العصرية، مما رفع حركة المقاولات والإنشاءات على المنازل القديمة.

وهو ما ذهب إليه الضبعان، حين أشار إلى أن تلك الحركة أسهمت في شراء منازل قديمة في أحياء غالبا ما تكون في وسط المدينة بأسعار أقل من الجديدة، ويعملون على إعادة تأهيلها بما يواكب تطلعاتهم، من خلال تصاميم عصرية وحديثة، تعطي أولئك الأسر الفرصة لمواكبة التصاميم الجديدة.

وأكد الضبعان أن ذلك ينطبق على القطاع التجاري من العقارات، حيث يلاحظ استخدام التصميم العصرية والحديثة والواجهات الزجاجية على فروع البنوك وشركات الاتصالات والمطاعم، وهو ما يلفت إلى التوجه العام في التصاميم الداخلية.

وتوجه عدد من الشركات المحلية والبنوك الحديثة منها، إضافة إلى الفنادق، إلى تصاميم داخلية عصرية تواكب مفهوم العلامة التجارية وانعكاسها على تلك التصاميم، لترسيخ المفهوم لدى العملاء والزبائن المشترين، في الوقت الذي باتت فيه الشركات العالمية تحصل على عقود تصاميم داخلية في السعودية، من خلال ذلك الفكر الاستراتيجي الجديد، الذي يهدف لتعزيز روح العلامة التجارية حتى في التصاميم الداخلية للمكاتب وفروع المنشآت التجارية.