انخفاض أسعار العقارات 40% في كورسيكا عن مثيلاتها في الريفيرا الفرنسية

شقة بها 4 غرف نوم وحمامان بـ1.5 مليون دولار

TT

تتألف هذه البناية التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1878 من ثلاثة طوابق وتبلغ مساحة الجزء المخصص للمعيشة قرابة 200 متر مربع (2.153 قدم مربع بمعدل 10.76 قدم مربع للمتر المربع). وقد جرى ترميم البناية وتجديدها منذ خمس سنوات، وما تزال تضم الجدران الحجرية الأصلية وأبوابا مصنوعة من خشب الكستناء وعوارض وأرضيات خشبية.

في الطابق الرئيسي، الذي يقع بمنطقة كان يجري استغلالها في الأصل كإسطبل، يوجد مطبخ مصمم بحيث يجري تناول الطعام بداخله ويضم أرففا مفتوحة وأسطحا من قرميد مصنع يدويا. خارج المطبخ يوجد فناء حجري يطل على الريف.

تضم غرفة المعيشة والمنطقة المخصصة لتناول الطعام، التي كانت تستخدم فيما مضى في عصر ثمار الزيتون، موقدا يعمل بالخشب. وتوجد أيضا سلالم حلزونية الشكل لها إطار حديدي مزخرف مصنوع محليا تؤدي إلى غرفة يجري حاليا استخدامها في التخزين ومن الممكن تحويلها إلى مكتبة أو غرفة النوم. بمختلف أرجاء الطابق الرئيسي، يغطي الأسقف آجر من السيراميك على طراز «تيرا كوتا». وتفتح غرفة المعيشة أيضا على فناء يتميز بأرضية مغطاة بالحصى. كما يضم الفناء شواية ويطل على قرى جبلية. وتفتح الغرفة أيضا على مسبح تبلغ مساحته 10 في 5 أمتار ودش مياه في الهواء الطلق.

في الطابق المتوسط توجد غرفة حمام كاملة مغطاة بمادة لاصقة لامعة مضادة للمياه يكثر استخدامها في المغرب. أما غرفة النوم الرئيسة - الموجودة في الطابق الثاني بجانب حمامين آخرين - فتضم مدفأة وفرنا كان يستخدم في السابق في صنع الخبز، أما الآن فلا يعدو أحد عناصر الديكور. ويضم الطابق الثالث غرفة نوم تتميز بثلاث واجهات، علاوة على منطقة للجلوس مزودة بمدفأة وحمام به دش جديد ونفس الطبقة اللامعة المميزة للحمامين الآخرين بالطابق. يغطي هذا العقار، الذي يتميز أيضا بعدد من أشجار الزيتون المحيطة به، مساحة قرابة 5 هكتارات (نحو 12 فدانا)، مع وجود مناطق مستوية من الأرض وأخرى شديدة التحدر. ويحرص الملاك الحاليون على حصاد الزيتون كل شتاء ونقله إلى جمعية تعاونية محلية لمعالجته وتحويله إلى زيت زيتون شديد النقاء. وأكد أحد الملاك أن هذا الزيت جيد للغاية في أغراض الطهي. اللافت أن جزءا من الأرض مقسم إلى مصاطب، حيث يوجد بالمصطبة الأدنى حديقة خضراوات بجانب حديقة كرم وأخرى تضم أشجار تفاح وخوخ ومشمش.

كما تضم البناية أيضا هيكلا حجريا على مساحة 27 مترا مربعا، كان يستخدم في فترة من الفترات كملاذ للرعاة. الآن، جرى تحويله إلى شقة صغيرة (استوديو) بها مساحة مفتوحة للمعيشة وغرفة لتناول الطعام وأخرى للنوم، إضافة إلى مطبخ وحمام كامل. تتميز الشقة بحديقة مسورة خاصة بها تضم شواية. ويعيش الملاك الحاليون هنا في الصيف ويؤجرون المنزل الرئيسي لراغبي قضاء العطلات. ويوجد بناء آخر مشابه بالمنطقة لم يتم تجديده بعد. وتقع البناية على مسافة قرابة 10 دقائق سيرا على الأقدام من مطعم، وعلى بعد ميلين ونصف الميل من قرية مونتيسيلو التي تشهد حركة تسوق على مدار العام والكثير من الخيارات بالنسبة للمطاعم. أما مدينة إيلي روسي الساحلية المرتبطة بفرنسا عبر خط مراكب وسفن، فتقع على مسافة نحو 10 دقائق بالسيارة.

عند إلقاء نظرة عامة على سوق العقارات هنا يتضح أن أسعار العقارات تقل بنسبة 40% تقريبا عن نظيرتها بشاطئ الريفيرا الفرنسي، حسبما أوضحت ألكسندرا كونولي، مديرة شركة «ألكسندرا لويد بروبرتيز»، ومقرها نيس وهي متخصصة في مجال العقارات القائمة على امتداد الساحل الفرنسي وفي كورسيكا.

ومع ذلك، شهدت السوق صعودا بطيئا ومستمرا على مدار العقد الماضي، تبعا لما ذكرته جانيت رانكين، المديرة الإدارية لـ«ديريكت كورسيكا»، وهي شركة سفريات مقرها إنجلترا. وأوضحت أن جزءا من الزيادة يرجع إلى محدودية المطروح. وأضافت: «هناك توجه عام للحفاظ على البيئة في كورسيكا، مما يحفز على ترك الريف والخط الساحلي من دون تنمية. إضافة إلى أن أبناء كورسيكا يميلون إلى التمسك بعقاراتهم وتميل العائلات للإبقاء على منازلها».

في بالانيي، تبدأ الأسعار عند نحو 100.000 يورو (130.000 دولار) للشقة الصغيرة (استوديو) بمدينة ساحلية مثل إيلي روسي أو كالفي، حسبما ذكرت رانكين. وتبدأ أسعار المنازل القروية القديمة الواقعة على مسافة قصيرة بالسيارة من الساحل عند مستوى نحو 200.000 يورو، بينما تتراوح أسعار المنازل بالقرى الأكبر بين نحو 450.000 يورو ومليوني يورو أو أكثر، تبعا للحجم والحالة والقرب من البحر. واستطردت بأن الأسعار في بورتو فيكيو أعلى قليلا. بالنسبة لسعر العقار سالف الذكر فإنه يتناسب مع حجمه وموقعه وحالته.

الملاحظ أن معظم مشتري العقارات في كورسيكا ينتمون إلى الجزء الرئيسي من فرنسا، بينما يشكل الباقون مزيجا من الأوروبيين، خاصة من بريطانيا وهولندا وإيطاليا وسويسرا، حسبما أفادت رانكين.

المعروف أن كورسيكا تعد واحدة من المناطق الإدارية الـ26 الموجودة بفرنسا، وليست بها قيود على المشترين الأجانب.

* خدمة «نيويورك تايمز»