الهجرة العكسية تزيد حجم الاستثمار العقاري في جازان السعودية إلى 26 مليار دولار

ارتفع بنسبة 70% خلال 3 سنوات بعد زيادة الاستثمار في قطاعي التعليم العالي والصناعي

TT

أكد عقاريون في منطقة جازان (جنوب السعودية) أن الهجرة العكسية التي زادت في الفترة الأخيرة أسهمت في زيادة الاستثمار العقاري بعد زيادة أعداد قاطني المنطقة والمحافظة على الأبناء من الهجرة إلى المناطق الرئيسية.

وقدّر العقاريون نسبة زيادة الهجرة العكسية إلى المنطقة بنحو 70 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرين إلى ازدياد عدد السكان بشكل لافت أثر في عدد المساكن.

وقال عبد المحسن إبراهيم الفريح، مدير مشروع مخطط المحمدية بمنطقة جازان لـ«الشرق الأوسط»، إن المنطقة تشهد ضخا مقدرا في حجم الأموال عبر الأفراد أو الشركات التي باتت توجد بشكل لافت في المنطقة.

وأشار إلى أن المنطقة تتميز بالسياحة والاستثمار والطبيعة الجميلة، وزادت عليها التنمية والتطوير وتوفير الخدمات بأنواعها، مشيرا إلى أن هذه المميزات أجبرت المهاجرين وغير المهاجرين إلى الاستقرار في منطقة جازان.

يأتي ذلك في وقت كشف فيه مسؤول بالغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة حجم الاستثمار العقاري في المنطقة بنحو 100 مليار ريال (26 مليار دولار)، مشيرا إلى أن الهجرة العكسية إلى جازان، والبنية التحتية الموجودة، والمدينة الاقتصادية والمصفاة، فضلا عن جامعة جازان، أتاحت جميعها فرصا للاستقرار، وزيارة عدد رجال الأعمال المستثمرين، مما أثر إيجابا على البنية الاقتصادية بزيادة الطلب على العقار.

وشهدت مدينة جازان مساء أمس الخميس اختتام فعاليات معرض جازان الدولي للعقار والبناء والديكور «جركس»، الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بجازان، والذي كان قد افتتحه الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير المنطقة يوم الاثنين الماضي، وأقيم في صالة الكلية التقنية.

وأوضح المهندس أحمد القنفذي، الأمين العام للغرفة التجارية والصناعية في منطقة جازان، لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 85 في المائة من الشركات المشاركة في المعرض من خارج المنطقة، مشيرا إلى أن 40 عارضا من كبريات الشركات العاملة في مجال العقار والاستثمار والديكور، فضلا عن مشاركة جهات حكومية، لتبرز الفرص الاستثمارية في المنطقة، ممثلة في الغرفة، ومجلس التنمية السياحي، والأمانة وجامعة جازان.

من جانبه أكد الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أن منطقة جازان تشهد حركة تنموية على كل الأصعدة، وبخاصة في ما يتعلق بقطاع التشييد والبناء، حيث تأتي مشاريع المدينة الاقتصادية والمصفاة النفطية في مقدمة المشاريع المحفزة للقطاع العقاري والخدمات المساندة.

وأوضح أمير جازان أن الطبيعة الجغرافية التي تمتاز بها المنطقة منحتها تفوقا نوعيا في الجذب الاستثماري، مما حفز الكثير من المستثمرين للتوجه نحو سوق المنطقة الناشئة، التي تتوفر بها فرص استثمارية ذات عوائد كبيرة في ظل ضعف المنافسة وارتفاع المداخيل.

وعن ارتفاع أسعار الأراضي بالمنطقة وإمكانية وضع آلية تحدّ من ارتفاع الأسعار، أضاف أن الاقتصاد السعودي هو اقتصاد حر يكفل للبائع عرض سلعته وفق متطلبات السوق، دون تدخل يفرض على مالك العقار إلزامه بتسعيرات معينة، إلا أن العامل الرئيسي في هذه المسألة هو قانون العرض والطلب، الذي يحدد الأسعار المناسبة للعقارات.

وعن إمكانية نجاح مثل هذه الفعاليات بالمنطقة، أشار أمير جازان إلى أن التجربة في حد ذاتها تعد جديدة على المنطقة، وأن إقامة المعرض تفيد كثيرا في جذب المستثمرين وتعريفهم بالفرص القائمة أو المستقبلية، وأن إقامة المعرض ستخضع للتقويم الدائم والاستمرار في تحسينه وتطويره بما يكفل تحقيق الأهداف من إقامته. وبالعودة إلى الأمين العام للغرفة التجارية، أضاف أن المعرض استمر أربعة أيام، وعلى فترتين، وتمت جدولة زيارات لإدارات التعليم في المنطقة سواء الجامعة جازان أو كلية التقنية أو التربية والتعليم، لتعريف الشباب الخريجين أو على وشك التخرج بالشركات والمساهمة في إيجاد فرص عمل مستقبلية فيها.

وبيّن أنه منح موقعا لصندوق تنمية الموارد البشرية ليساهم في التنسيق والبحث مع الشركات العارضة في المعرض عن الفرص الوظيفية لشباب المنطقة العاطلين والخريجين.

ووصف القنفذي الإقبال على المعرض بالجيد، مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة اعتذرت لعدد من الجهات التي كانت ترغب في المشاركة، وذلك بسبب مساحة المعرض، مبينا أن ذلك الإقبال دليل على أن منطقة جازان لديها مزايا تمكنها من جذب رجال الأعمال والمستثمرين.