ماذا يمكنك أن تشتري بمليون ريال في المنطقة الشرقية، قد لا يكفي هذا المبلغ إلا لشراء شقة فقط في أحد المجمعات السكنية الفارهة التي تروج لها الشركات العقارية الكبرى، والتي وضع تصوراتها مصممون عالميون، وتقدم طراز حياة الكامباوند، لكن المبلغ قد يكون كافيا إذا فكر المشتري في الأحياء المفتوحة التي لا تحتل المسطحات المائية أو المساحات الخضراء حيزا منها.
المؤكد أن أسعار العقارات تختلف من حي لآخر في المنطقة الشرقية، ومن المؤكد أيضا أن الأسعار تختلف من مدينة لأخرى، فعلى سبيل المثال، مليون ريال قد يوفر شقة متوسطة المساحة في أحد الأحياء الحديثة في مدينة الخبر، التي تنشئها شركات عقارية متخصصة بمجال التطوير العقاري، لكن في الوقت ذاته قد تحصل وبـ60 في المائة من هذا المبلغ على فيلا دوبلكس في أحد الأحياء الحديدة في الدمام، وهي أحياء الخدمات فيها لم تكتمل بعد.
تعرض شركات التطوير العقاري في المنطقة الشرقية في مقراتها نمطا من الأحياء جديدا على المدن السعودية، تصور السكان والمنازل وهم ينعمون بمساحات خضراء تصل إلى نحو 30 في المائة من مساحة الحي، أو تكون المسطحات المائية هي السمة الأبرز في الحي، ففي مدينة الخبر ينتشر عدد من المشاريع التي يطورها عدد من الشركات العقارية المتخصصة، إلا أن مليون ريال لا يكفي إلا لشراء شقة لا تزيد مساحتها على 200 متر فقط، لكي يعيش الساكن خيال المصممين العالميين.
أحد الأحياء في مدينة الخبر ذات النمط الراقي الذي يوفر رفاهية لساكنيه تصل لعدم الاحتياج لمغادرة الحي سوى للعمل (بحيرات الخبر). وبعد الأزمة المالية في عام 2009، تحول من نمط الفلل التي كانت تتراوح أسعارها بين 2.6 إلى 6 ملايين ريال، إلى تبني طراز الفلل الدوبلكس، التي تتراوح أسعارها بين 1.4 إلى 2.7 مليون ريال.
بينما يشير عقاريون في مدينة الخبر إلى أن أسعار الشقق قد تصل إلى 1000 دولار للمتر المربع، ففي منطقة الدانة في مدينة الظهران يصل سعر الشقة في المجمعات المغلقة إلى نحو مليون ريال.
هذا النمط من الأحياء يكلف ساكنيه مبالغ إضافية بعد شراء العقارات كقيمة للخدمات المقدمة في الحي أو في المبنى تتراوح من 10 ريالات إلى 60 ريالا للمتر المربع، وذلك من أجل توفير نمط من الحياة والرفاهية مشابهة لتلك التي يتمتع بها لسكان الكامباوند التي تتبع نظام الإيجار، هذه الخدمات تشمل الحراسة وتزيين الحي ونظافته والإضاءة ورعاية المسطحات الخضراء أو صيانة المسطحات المائية.
في مدينة الدمام، تختلف الأسعار بين غرب المدينة وشرقها، ففي حين قد يوفر مليون ريال قطعتي أرض بمساحة تزيد على 1200 متر مربع، في الأحياء التي تم تطويرها غرب المدينة خصوصا على طريق المطار يصل سعر متر الأرض إلى 600 ريال، بينما المبلغ ذاته قد يوفر أيضا فيلا الدوبلكس بمساحة 200 متر مربع بـ600 ألف ريال في حي المنار، وشقة من 5 غرف في أحد الأحياء الأخرى في أحياء غرب المدينة أو جنوبها التي يصل سعرها إلى نحو 400 ألف ريال في المتوسط.
الأحياء التي تتميز بإقبال عالٍ من العقاريين وتصنف على أنها أحياء الطبقة الراقية في المدينة تمثل (حي الريان وحي المريكبات وحي الجامعيين، وحي الشاطئ)، هذه الأحياء يصل سعر المتر المربع فيها إلى نحو 1400 ريال للأرض، والميزة التي تتميز بها هذه الأحياء قربها من المخارج الرئيسية للمدينة وتوفر الخدمات الضرورية في محيطها، وبعدها الزحام المروري الذي تعيشه الشوارع الرئيسية في المدينة والأحياء الداخلية منها.
باستثناء حي الشاطئ الذي يطل على البحر من جهة الكورنيش، فإن هذه الأحياء تقع على مقربة من طريق الرياض وطريق الجبيل، وطريق أبو حدرية، وطريق بقيق وعلى مخرج رئيسي لمدينة الدمام باتجاه مدينة الخبر وجسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين، حيث يمكن الوصول إلى الجهة المطلوبة في أقل وقت ممكن دون التعرض للحركة الخانقة وسط المدينة. أرض في واحد من هذه الأحياء وبمساحة تصل إلى 500 متر مربع لا يقل سعرها عن 700000 ريال، وهو السعر ذاته الذي يمكن أن يُدفع في شقة متوسطة المساحة مكونة من 5 غرف في أحد مشاريع شقق التمليك التي تقيمها شركات عقارية صغيرة، بينما تسجل فلل الدبلوكس بمساحات 220 سعرا لا يقل عن 1.2 مليون ريال - بحسب رأي المطلعين على وضع السوق العقارية في المنطقة.
أمام هذه الأسعار المرتفعة، يلجأ البعض إلى المنازل القديمة المعروضة للبيع والتي يمكن للمشتري الحصول على منزل مكون من دور واحد، وبعمر لا يقل عن 10 سنوات بسعر يصل إلى 800 ألف ريال، لكن يتحكم في سوق المنازل القديمة، المساحة وحالة المبنى، وعلى الرغم من أنها على الطراز القديم فإن ما يدفع بأسعارها للصعود وجودها في أحياء مكتملة الخدمات.